Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

المصالح الوطنية.. والمواقف اللاوطنية

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:29 - 27/06/2016 - عدد القراء : 531

في 4/12/2012 نشرت الافتتاحية بالنص ادناه والعنوان اعلاه، رأيت مفيداً اعادة نشرها كما هي، سعياً لوضع إشكالية مهمة في نصابها، ورداً على مزوري التاريخ والمهرجين والمشككين بمواقف القوى الوطنية والاسلامية العراقية المدافعة عن استقلال البلاد وسيادتها، والتي ضحت بالغالي والنفيس، ولاكثر من اربعة عقود في الدفاع عن الثوابت الدينية والوطنية، سواء عندما كان النظام السابق غارقاً حتى اذنيه في الصفقات مع الانظمة المشبوهة، والمصالح الدولية الكبرى، او في مواجهتها الارهاب و”القاعدة” وبقايا النظام السابق:
[“ما زال كثيرون يقيمون الوضع في العراق انطلاقاً من الغزو الامريكي للعراق والذي اطاح بحكم صدام حسين.. لم تنفع الحجج ان المعارضة العراقية بقواها المعروفة قدمت التضحيات الغالية ضد النظام الصدامي بسبب استبداده ومغامراته، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة والدول الغربية وجبهة واسعة من الدول العربية مصطفة اصطفافاً كاملاً مع هذا النظام.
عندما تقوم الولايات المتحدة وجبهة عالمية وعربية واسعة بتدريب قوات المعارضة السورية وتتدخل عسكرياً لمصلحتها.. فان النظام (السوري) يرفض ذلك بينما ترحب بها قطاعات مهمة من الشعب السوري بحجة محاربة نظام استبدادي.. وعندما استخدم الاطلسي طائراته، ضد القذافي فرحب بها الليبيون وادانها اخرون.. وعندما يرسل درع الجزيرة  جنوده للبحرين فتؤيد الحكومة ويرفض الشعب.. وعندما تطالب جماهير مصر وتونس بحماية دولية ضد انظمة كانت تعتبر للامس من مرتكزات السياسة الغربية.. وعندما تستمر الازمة اليمنية ويستمر قصف الطائرات السعودية لمواقع معارضيهم، بينما يزداد انتشار واتساع مناطق “القاعدة” فان البعض سيبرر ذلك بالوقوف ضد المطامح الايرانية، بينما يرى اخرون ان هذا تدخل سافر في شؤون البلاد، عندما تحصل هذه التناقضات، فان ارتباكاً شديداً يصيب المواطن.. فلماذا يكون التدخل هنا وطنياً وهناك عمالة؟ وكيف نميز بين الوطنية واللاوطنية.. والقوى الصديقة  والعدوة؟ والتي يجوز تدخلها فنسميه حماية وانقاذ الشعب او التحرير، والتي لا يجوز لها التدخل فنسميه العدوان او الاحتلال؟ وهل استقواء الانظمة بالخارج وطنية؟ وقيام الشعوب بمثل ذلك ضد ظلم حكامها خيانة؟
الامر محير ومربك.. ويخفي عمى الالوان السياسي. فعندما يصعب تعريف الوطنية، فسيصعب تعريف اللاوطنية.. فشاعت تعابير الخونة والعملاء والمتآمرين.. وازدادت عوامل فقدان الثقة والهجرة والطعن حتى بالاعمال الايجابية التي تقوم بها الحكومات. وانكشفت بلداننا وجماهيرنا، وضاعت الخطوط الفاصلة بين الحق والباطل.. والاخلاص والاساءة.. والتضحية والمتاجرة..فانتشرت نظريات التشاؤم او الوعود الخيالية.. والتحاليل المجحفة او الجاهلة.. والاتهامات غير المسؤولة او المديح المنافق. كما شاعت سهولة تعليق مشاكلنا على شماعة الغير.. ليقابلها سهولة تبرير اخطائنا وعوامل عدم نجاحنا. وهذه امراض عضال تبين اختلاط الرؤى وعدم تشخيص المصالح.. فالخونة في كل الامم افراد.. وفي ثقافتنا صاروا جماعات وملايين.. لتقابلها ثقافة لا تثق بشعبها وبلدها، وتصفه باقسى الاوصاف. ثقافة تخرب الاوطان ولا تبنيها.
الوطنية هي كل ما يجلب للمواطن وللوطن ما يحقق استقلال القرار وسيادة البلاد وينفع ويطور ويقوي حقوقيا واقتصاديا وامنياً وخدمياً.. بالاعتماد على النفس، وبالتعاون مع الغير.. الوطنية ليست الانكفاء وسب الاجنبي وشحن الاحقاد على الدول والشعوب.. الوطنية معادلة في ظرف وزمان محددين.. لتشخيص المصالح الانية والمستقبلية لحماية البلاد وتحقيق مصالح الشعب المادية والمعنوية.. والسعي للتقدم ومواكبة الامم الاخرى. فما يصح اليوم قد لا يصح غداً، والعكس صحيح. الوطنية تبدأ من حقوق وحريات المواطن لتصل لبناء وطن حر موحد مستقل، متماسك، مبادر، مواكب لركب العصر وحضارته.. وهذه مسؤولية الجميع.. ومنهم الحكومة.. التي واجبها الوحيد خدمة المواطن والشعب والوطن وليس خدمة مصالح خاصة.. فان خانت الامانة او ناقضتها فللشعب التصرف، وهو سيد نفسه.”]

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
28°
28°
Tue
27°
Wed
الافتتاحية