Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

تحسين النظام الانتخابي.. تحسين للنظام السياسي

الافتتاحية - بغداد/ متابعة العدالة - 0:07 - 27/09/2016 - عدد القراء : 1718

عدا تجارب مجالس المحافظات الثلاث، لدينا اربع تجارب تشريعية  في 2005 و 2006 و 2010 و 2014، بلغت نسب المشاركة فيها 58، 79.6، 62 و60% على التوالي، وهذه نسب جيدة، تصاعدت وتراجعت حسب المراحل وظروف المناطق.. فالانتخابات الاولى شابتها عملية مقاطعة واسعة للمناطق الغربية.. وشهدت الانتخابات الثالثة والرابعة تراجع نسب المشاركة في العديد من المناطق، بكل الدلالات التي على القوى السياسية استنتاجها. رغم ذلك، يمكن القول ان لدينا تجربة غنية. ورغم ان جميع الانتخابات التشريعية او في المحافظات رافقها اشراف اممي واعلامي واسع، لكن هناك ثغرات وطعونات وشكوك بعمليات تزوير وشراء اصوات لابد من معالجتها.

بدأنا في 2005 بالقائمة المغلقة.. والدائرة الواحدة.. والنظام النسبي المطلق.. والعتبة القانونية،  وهو نظام سمح لاعداد قليلة من القوائم بالفوز.. وانتقلنا الى النظام النسبي المحدود حيث خفضت المقاعد التعويضية الى درجة كبيرة. ولأن اي تلاعب في منطقة معينة سيؤثر على تمثيلية بقية القوائم، فتم التخلي عن الدائرة الواحدة لمصلحة دائرة/محافظة.. ثم سرنا نحو نظام “مغلق” كقائمة و”مفتوح” لاختيار المرشح، كذلك سمح للقائمة ان تقدم ضعف عدد المرشحين.. ورغم ان السبب الاساس كان لحل مشكلة الكيانات داخل القوائم وتوافقها، لكنها قادت لتوسيع قاعدة المشاركة والخيارات.

وفي الانتخابات الاخيرة تم اعتماد “سانت لوكو”، فالغيت “العتبة القانونية”، او صارت لها بناءات اخرى.. فانخفضت نسبة ضياع الصوت من (30-35%) الى (2-5%) حسب المحافظات.. وهو ما سمح لتمثيل افضل للتيارات الصغيرة.. دون ان تقلل كثيراً من دور القوى والتيارات الكبيرة، وتزيد حالات التعاون، وتقلل حالات التغول والاستفراد. وامام هذه التجارب نرى اهمية طرح بعض المبادىء، التي نرى اهمية ان يتضمنها النظام الانتخابي:

  1. ان يمثل الارادة الشعبية قبل الارادات الحزبية، ليمثل الشعب بافضل تمثيل ممكن، ويقلل ضياع الصوت، ويسمح للنظام السياسي بالعمل.
  2. ان يشجع على توحيد القوى والتيارات المتشابهة في برامجها، لا على بعثرتها وتفكيكها، ليقوي نزعات الاتحاد وتكوين القوائم الكبيرة من جهة، دون ان يمس مبدأ تمثيل التيارات والقوى المؤثرة الصغيرة، خصوصاً للمكونات.
  3. ان يشجع المستقلين سواء في اطار القوائم او بمفردهم.
  4. ان يشجع البعدين الوطني والمحلي في آن واحد.. فيغلب الجانب الوطني في الانتخابات التشريعية.. والمحلي في مجالس المحافظات.. لذلك يمكن زيادة “التعويضية” للحالة الوطنية لدفع القوائم لتجاوز حواجز التخندق الجهوية والمحلية.
  5. ان يتضمن النظام سياقات ادق لتسهيل وتسريع عقد الهيئات التشريعية.. فلا تصبح اسيرة المحاصصات.. واستغلال فئة صغيرة لفئات كبيرة، وممارسة التعطيل عبر النصاب والنصوص القابلة لتفسيرات متعددة ومتناقضة. وان يجمع بين الانتخابات التشريعية والمحلية للمساعدة في الانتقال من مرحلة الى اخرى، وكذلك استثمار الانتخابات لاجراء استفتاءات دستورية لتعديل ما يقرره مجلس النواب من تعديلات وفق الدستور ولتخليص الدستور من جموده او ثغراته.

نقترح ثلاث خطوات متلازمة (تتطلب التفصيل ولاشك) والتي يمكن ان تكون قاعدة لتطبيق المبادىء اعلاه:

  1. تجرى في وقت واحد، كل اربع سنوات، انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات التشريعية واستفتاءات حول الدستور لاجراء تعديلات عليه كلما اقتضت الحاجة لذلك، وذلك كله عدا الحالات الاستثنائية حسب الدستور.
  2. رفع نسبة “التعويضية”.. وهذا امر مهم ليس فقط لمنع ضياع الصوت، بل ايضاً لتجاوز التمحور المناطقي على حساب الابعاد الوطنية.. وللسماح للقوى الكبيرة والصغيرة على حد سواء، بتجاوز بعثرتها والتوحد في قوائم وطنية. ويمكن هنا المحافظة على نظام “سانت لوكو”، بشكله او معدلاً.
  3. فوز من يحصل من المرشحين في الدائرة الواحدة (المحافظة) على اعلى الاصوات، وهذا سيكون لصالح الاكفاء من الحزبيين او المستقلين. فلا يُطرد المستقلون من قبل مرشحين ضعاف تحملهم قوائمهم ليس الا.. مما سيدفع القوى السياسية لاختيار الافضل.. فالكفاءة والشعبية ستكون فيصلاً هنا.. وهو ما سيتطلب استثناءاً او تعديلاً لـ”سانت لوكو”.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
29°
36°
Sat
36°
Sun
الافتتاحية