Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

تطورات جديدة.. نحو التصعيد او التهدئة؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 12:01 - 21/06/2017 - عدد القراء : 1778

اقتراب تحرير كامل الموصل.. اعلان رئاسة اقليم كردستان موعد 25 ايلول لاجراء استفتاء الاستقلال.. زيارات ترامب وبيان الرياض.. وصول الحشد والقوات العراقية للحدود السورية، والقوات السورية والمعارضة للحدود العراقية.. زيارة العبادي للسعودية والكويت وايران.. الازمة الخليجية مع قطر، وانفتاح ايران وتركيا عليها.. وصول القوات التركية لقطر.. سحب القوات القطرية من اليمن.. عمليتان ارهابيتان في ايران.. البرلمان المصري يصوت على تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.. اسقاط الطائرات الامريكية لطائرة مقاتلة سورية.. ايقاف موسكو العمل بمذكرة التعاون الجوي مع واشنطن.. اطلاق ايران 6 صواريخ بمدى 700 كم الى اهداف “داعشية” في دير الزور.. مقتل صياد ايراني واحتجاز السعودية لقارب صيد وثلاثة ايرانيين تقول السعودية عنهم انهم من الحرس الثوري، وتقول ايران انهم مجرد صيادين.. تصويت الكونغرس الامريكي لنقل السفارة الامريكية للقدس، الخ.

تطورات عراقية وفي  المنطقة، دون الكلام عن ظواهر عالمية كالخلاف الاوروبي الامريكي.. وعقوبات امريكية جديدة على روسيا وايران.. واطلاق كوريا الشمالية المزيد من الصواريخ.. وتقارب روسي صيني واضح.. والمزيد من التحقيقات حول عرقلة الرئيس ترامب لتحقيقات حول الانتخابات الرئاسية.. وانخفاض اسعار النفط وزيادة المنتوج الامريكي.. وزيادة سعر الفائدة الامريكي.. وفوز مكرون في فرنسا باغلبية مقاعد البرلمان.. وخسارة المحافظين لاغلبيتهم البرلمانية وبدء مفاوضات “البريكزيت”.. وعمليات ارهابية متزايدة في كل مكان.. وازدياد “الاسلامفوبيا” مع اقتراب احتلال المسلمين عالمياً للمكانة الاولى عددياً.. الخ.

يحار الانسان في تحليل هذه الظواهر خلال الشهر او الشهرين الماضيين. فهذه تطورات يمثل كل واحد منها حدثاً جديد كان يمكن في اية فترة او ظرف اخر ان يشكل محور ازمة تقوم لها الدنيا ولا تقعد. فما الذي يحصل؟ فالانطباع الاول ان حالة من الجنون تصيب الجميع. لكن ايكفي هذا التفسير؟ وهل يمكن فعلاً اتهام الجميع بالتهور واللاعقلانية؟ لا نعتقد ذلك. صحيح ان التاريخ لا يعيد نفسه الا جزئياً، وصحيح اننا نعيش في عالم السرعة، فما كان يحصل في عقود يحصل اليوم في سنوات، والسنوات في اشهر واسابيع، لكن ذلك ليس جديداً في طبيعة الاحداث، بل عيباً في قدرتنا لاستيعابها بهذه السرعة، مما لا يعفينا من البحث عن مصدر هذه المستجدات المتسارعة واسبابها.

اجد، في تصوري القاصر، ان سببها الرئيس هو ان العالم يغير مراكز ثقله وخرائطه الجيوبوليتيكية. فـ”الحكومة العالمية” او “الشرطي العالمي” يفقد مركزه.. والهيكلية الدولية، ومعها الهيكليات الاقليمية والوطنية تتحرك كما تتحرك الصفائح الصخرية في مراكز بؤر الزلزال لتشكل الارتدادات والامواج الزلزالية بدوائرها الصغرى والمتوسطة والكبرى.

فما كان يبدو انتصاراً حاسماً لليمين الامريكي وتوقع انتصارات مشابهة لليمين الاوروبي، كذبته انتخابات فرنسا وبريطانيا، وقد تكذبه انتخابات المانيا. وروسيا والصين والهند وتركيا وايران والدول الاسيوية والشرقية تستعيد نديتها وقوتها، رغم ان بعضها قريب من المحور الامريكي/الغربي وبعضها الاخر مخاصم له.. ودول المنطقة، كبقية دول العالم، تتشابك تحالفاتها وخصوماتها في آن واحد. فترى بعضهم متحالف مع اطراف في ملفات، ومتخاصم مع نفس تلك الاطراف في ملفات اخرى.

حصلت مثل هذه التطورات والتغيرات السريعة قبل جميع الحروب الكبرى.. فهل نحن على اعتاب حرب عالمية كبرى؟ البعض يقول ان هذا سيحصل يقيناً.. وقد يحصل ذلك فعلاً، فأي خطأ او حساب متهور قد يقود لانفجار واسع يصعب السيطرة عليه.. والبعض الاخر -ونحن منهم- يرى ان الحروب المحلية هي المنفس او صمام “قدر الضغط” الذي يمنع الانفجار والحروب الكبرى، بل الذي يمنع الحروب الاقليمية، ويجعل متنفسها وتسوياتها في صراعات بعض الدول وبعض المناطق.

وما لم يحصل انفجار يقود لدمار شامل، فلابد ان تلد توازنات جديدة داخلية واقليمية ودولية تشكل التيارات الصاعدة والتيارات الكبرى المستقبلية، التي يمثل ادراكها واستثمار امواجها والعمل وفق متطلبات توازنات المراحل المستقبلية. فهل الرؤية واضحة لدينا؟ وهلا نزيل عن اعيننا غشاوة غرقنا بالامور التافهة او الصغيرة والتفصيلية، والتي تمنعنا من رؤية التحولات الكبرى والمستجدات التي ستحكم واقعنا خلال المستقبل القريب؟ ليتسنى لنا مواكبة التيارات الصاعدة والتيارات الكبرى.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
36°
36°
Sat
36°
Sun
الافتتاحية