Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

حماية التراث المعماري العراقي

الافتتاحية - 1:05 - 28/09/2016 - عدد القراء : 1924

لم انقطع يوماً عن كتابة هذه الافتتاحيات منذ شباط 2011، عدا ايام العطل.. اراجع عادة القضايا الاهم المثارة، او الاهم المنسية والتي تتطلب تحسيس الراي العام والمسؤولين.. فاختار العناوين واجمع المعلومات، وابدأ بالكتابة، تمهيداً لانضاجها ونشرها.. ذلك عدا الافتتاحيات التي تفرضها المناسبات والقضايا الطارئة، او جواباً غير مباشر على تعليقات اتسلمها او طلبات لكتابة موضوعات محددة.. كما طُلب مني مؤخراً الكتابة، عن ظاهرة كثرة المتسولين، او ظاهرة ازدياد الاعتداءات على اللاعبين والحكام بعد مباريات كرة القدم وصولاً لتهديدات بالقتل والفصل العشائري. ولتنوع المواضيع طرح احد الاخوة في احدى “الكروبات”، متسائلاً هل انني كاتب هذه الافتتاحيات ام ان مكتبي يكتبها، وتنشر باسمي،  مستدلاً لدعم رأيه (والنصوص بين هلالين للكاتب المحترم بالنص) بـ”ركاكة الاسلوب وبما لا يتناسب وشخص السيد عبد المهدي وثقافته” و”تكرار الافكار” وتركيزه على “الاقتصاد الريعي واحادية الاقتصاد وتفسيره.. بطريقة لا تخلو من التسطيح” و”ولوج المقالات لمجالات ليست من اختصاص السيد عبد المهدي مع خلوها من طرح جدي وبما لا يتلائم ايضاً وشخص السيد عبد المهدي”.

عادة ما انهي افتتاحية الغد قبل النوم او مبكراً قبل صلاة الفجر او بعدها.. وعندما يتكامل الموضوع عادة ما اطلب من المحيطين من افراد العائلة والاصدقاء، بقراءته والتعليق عليه.. وغالباً ما اجري تعديلات نتيجة سماع الانطباعات. واقوم ان لزم الامر باستشارة اصحاب الاختصاص، كالقضايا القانونية والتخصصية، لتقليل الهفوات والاخطاء.

كتبت هذه المقدمة لانني كنت مخيراً، بل محتاراً، بين عدة موضوعات لافتتاحية اليوم. ومن الموضوعات المرشحة مثلاً: اجتماع الهيئة العامة “للتحالف الوطني العراقي” الاخير، وهل سيقود الى اصلاح “التحالف” وترشيد رؤاه والاداء السياسي للحكومة ولملمة الصفوف، ووقف حالات التشرذم.. او زيارة الدكتور العبادي للولايات المتحدة ولقائه الثنائي مع الرئيس اوباما، الذي لم يلتق سوى بخمسة رؤساء ودلالات ذلك.. او التعليق على الخلافات في كردستان وبين كردستان وبغداد والزيارة المرتقبة للسيد مسعود برزاني لبغداد، واهميتها لمعركة الموصل وبعدها.. او  محاربة زهرة النيل وهمة الوزير الاخ الدكتور الجنابي وجهوده.. واهمية قانون شركة النفط الوطنية لوحدة العراق وحل الكثير من الاشكالات الاقتصادية والنفطية المعلقة، وغيرها. رغم ذلك فضلت الاشارة الى موضوع يحزننا جميعاً وهو حالات الهدم والتخريب للكثير من المعالم المعمارية في مدينة بغداد وبقية المدن، من مساجد واسواق وحمامات ومقاهي واطواق ومنازل مبنية بالطابوق والطين واللبن والخشب والقير بهندسة ونقوشات رائعة، وابواب وشبابيك وشناشيل وشرف واسوار، والتي يعود تاريخ بعضها لمئات السنين، وما زال الكثير منها مأهولاً ومستخدماً.. وهذا كله غير اثار الحضارات القديمة والتي يعود تاريخها لالاف السنين. فالاثار المعمارية ثروة وطنية كبيرة. فلقد بذلت الجهود لادراج الاهوار ونمط حياتها وبيئتها في سجل التراث العالمي.. وبين ايدينا الاف الاثار التي تنهار بسبب الاهمال، او تنهب وتهدم، ولا تحظى بالحماية، ناهيك عن الرعاية والاهتمام.

لذلك ادعو الاخوة في وزارة الثقافة ومجلس النواب والمحافظات لتسجيل هذه الاثار وتصويرها، والسعي لاصدار قانون يمنع اي تغيير او هدم او تجاوز عليها.. او تطوير قوانين الاثار النافذة، لتعّرف وتشمل غير المشمول من اثار معمارية، وتوفير حمايتها. وان ترتبط التشريعات باجراءات وثقافة لاهمية احياء هذه الاثار وفنونها.. فهذه ثروة اهم من النفط، وستحيي الكثير من المهن والمصالح، وستجذب الدارسين والسواح المحليين والاجانب.. وتربي الابناء على ثقافات عريقة، وتوثق عرى التواصل بين حاضرنا وماضينا لبناء مستقبلنا.

تعمل وزاراتنا وسفاراتنا مشكورة على استعادة اثارانا المسروقة، وبالفعل استعدنا بعضها.. لكن اليس من الحري بنا ان نحمي ما بين ايدينا.. فلقد سمعنا مراراً كلاماً مؤلماً بان الاجانب حافظوا في “اللوفر” و”برلين”على اثارنا، بعد ان سرقوها منا، افضل مما حافظنا نحن عليها. فهل سننجح بقلب المعادلة؟ ام تستمر السرقة، ويستمر التخريب، ليستمر تقطيع اوصال اجيالنا عن كل ما يربطها بتاريخها وعقلها وخبراتها وتراثها؟

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
37°
36°
Sat
36°
Sun
الافتتاحية