Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

“داعش” اداة طائفية، بعمق تاريخي، لذلك سترتد على جماعتها

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 13:01 - 05/07/2017 - عدد القراء : 1821

علق الاخ الاستاذ عبد الكريم العنزي على افتتاحية 2/7/2017 “سقطت دولة السوء والارهاب، فمتى سيسقط الفكر الذي مهد لها؟ فقال مشكوراً: “مقالات السيد (عادل) دقيقة الا ان استنتاجه، ان اقسى واهم معاركهم (داعش) ستكون مع ابناء مذهبهم وسكان مناطقهم، لم يحصل ولعل ذلك يؤشر عمق الانتماء المذهبي والصراع الطائفي”. وهنا لن اختلف مع الاخ العزيز “العنزي”، فالكلام ليس عن العراق فقط، بل عن العالم الاسلامي اساساً. وان تراجع “داعش” لدينا سيعني انتقاله لمناطق يتماهى معها من حيث المذهب والاجتماع. واستغل الفرصة لتطوير المباني لهذا الموضوع الحساس.

  1. نعم تعمق الصراع الطائفي بعد 2003 لسببين: أ- وجدت مراكز قرار داخلية وخارجية ان سقوط الحكم هو سقوط لحكم السنة، فتأجج الصراع الطائفي. فاستثمرته “داعش” لبناء جماهيرها وحواضنها وطروحاتها.. ب- لم ترسخ قوى النظام الجديد المبادىء التي انطلقت منها معارضتها للحكم السابق. بل صار صراع الهوية جزءاً من الحكم والمواقع والانتخابات مما كرس حجج كل طرف. وهذا خطأ جسيم، لا يفوقه جسامة سوى خطأ من اعتبر الصراع مع الشيعة وايران اولوية الاولويات.. فساهم بسقوط مناطقه بيد الارهاب، فاعان غيره على نفسه.
  2. كان المعارضون للنظام السابق حذرين من الطائفية والعنصرية، مع اهمية تعبئتهم لابناء مذاهبهم وقومياتهم ووطنهم. يقول الشهيد الصدر بنداءات شعبان (14-19/7/1979) “انني اخاطبك.. بكل فئاتك وطوائفك: بعربك واكرادك، بسنتك وشيعتك، لان المحنة لا تخص مذهباً دون اخر، ولا قومية دون اخرى.. ان الحكم الواقع اليوم ليس حكماً سنياً، وان كانت الفئة المتسلطة تنتسب تاريخياً الى التسنن.. ان الحكم السني لا يعني حكم شخص ولد من ابوين سنيينن” بل خاطب البعثيين: “ان هؤلاء المتسلطين قد امتهنوا حتى كرامة حزب البعث العربي الاشتراكي حيث عملوا من اجل تحويله من حزب عقائدي الى عصابة..”. لهذا عرّفت المعارضة النظام بانه نظام “طائفي عنصري دكتاتوري”، وتشرح وثائقها بانه طائفي وعنصري لانه يضطهد المذاهب والقوميات الاخرى، ودكتاتوري لشموله الجميع.
  3. تنحسر “داعش” في العراق.. فتمت تصفيتها في معظم المناطق الشيعية والكردية.. الاولى بسبب تناقض النسيج المذهبي والاجتماعي معها، والثاني بسبب اولوية الطبيعة القومية. وسيعني تراجعها في المناطق السنية ليس فقط تحرير جماهير هذه المناطق من سيطرتها، بل اكتساب مناعة وتجربة بان العدو الاول للجميع هو الارهاب و”داعش”.
  4. لسنا مع الرأي ان الارهاب وداعش صناعة امريكية او سعودية وغيرهما، فهذا غير دقيق. اذ يجب التفريق بين استغلال الموجود وصناعته. “القاعدة” و”داعش” و”النصرة” و”الزنكي”، الخ صناعة لفكر ديني متجذر ومنتشر اساساً، منطقه “ارى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها” وتكفير ما عداه..  فكر له شخوصه وممارساته وامثلته التاريخية المتأصلة في وعي وعبادة الملايين. وما لم يعي المسلمون السنة والشيعة مسؤولياتهم، على اختلاف مواقعهم ومسؤولياتهم، لدحر هذا الموروث الخطير، وما لم تتوقف الدول الاخرى من اهانة الاسلام والتعامل مع المسلمين، وهم ضحايا الارهاب الاكبر، بالاذلال والشك والاتهام والتمييز، وتبرأة نفسها من سياساتها الخاطئة التي قادت لانتشار ودعم الارهاب، فانه سيرتد على الجميع دون استثناء.
  5. النظريات التي استلهمها الارهاب في القرن العشرين انطلقت اساساً من مصر وبلاد الشام وباكستان، ووجدت تطبيقاتها الاولى في افغانستان والجزائر، وكلها بهوية مذهبية محددة. وان اعلان “البغدادي” تاسيس الخلافة في  السعودية ومصر وليبيا واليمن والجزائر وغيرها، هي مؤشرات الى ان الفكر الداعشي، بعد ان عجز امام النسيج الشيعي، وبالمناعة المتزايدة لجماهير السنة، وبالاجراءات المطلوب من الدول تبنيها لاعتبار الارهاب اولوية لا تسبقها اولوية، فانه لن يجد امامه سوى المجتمعات القلقة، والتي يتماهى معها مذهبياً واجتماعياً ليؤسس عليها خلافته، التي من شروطها توفر الارض والسلطة. وتشير بعض التقارير انه يستهدف مناطق جنوب شرق اسيا. فتراجع معركة في ساحة قد يعني تصاعدها في ساحات اخرى. ولعل في الازمة الخليجية بعض المؤشرات لذلك ايضاً.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
22°
36°
Sun
34°
Mon
الافتتاحية