Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

زيارة برزاني لبغداد.. بيت واحد، ام بيتان لا يفصلهما جدار، ام جيران في حي واحد

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:20 - 03/10/2016 - عدد القراء : 1790

زيارة الاستاذ مسعود برزاني رئيس اقليم كردستان والوفد الرفيع المرافق له لبغداد لها دلالاتها واهميتها القصوى. فقد يكون دافعها الاوضاع الصعبة في كردستان والعراق.. او التمهيد لمعركة الموصل وبعدها، خصوصاً بعد الاتفاق بين وزارتي الدفاع والبيشمركة على الخطط التفصيلية.. او لابلاغ بغداد مجدداً بصعوبات الشراكة والعلاقات المتعثرة.. او جميع هذه الامور. فالزيارة تأتي بعد زيارات شملت واشنطن وانقرة وفرنسا، وهناك زيارة قريبة لطهران.

يشدد الكرد في رسمياً وعلناً على امرين: الاول الشراكة، ويقولون انهم محبطون، مدعين عدم حصولهم على حقوقهم من بغداد.. وتقول بغداد ان سبب الخلافات هو السلوك التمددي وان الاقليم يريد شراكة في بغداد دون شراكة في اربيل. ويقولون –ثانياً- بان تعثر الشراكة يدفع اربيل لطرح موضوعات الاستفتاء والاستقلال، لتقابله نزعة متنامية في بغداد، بان اربيل تستنزفنا وتربكنا وتعطل قراراتنا.

فالامر يتعلق بحاضرنا ومستقبلنا.. وعلينا جميعاً الابتعاد عن المجاملات والتبسيط والانفعالات التي لا ترى اخطائها وحقوق ومصالح الاخرين، بل ترى اخطاء الاخرين وحقوقها ومصالحها فقط.. وان نضع التوابت والحقائق، والممكن والمستحيل:

  1. حق اي شعب بتقرير مستقبله.. فالطلاق حق رغم كراهيته، وعلينا منعه ما امكن، لكن ان فرض نفسه، فيجب ممارسته بمسؤولية واحساس عال بالمصلحة، ليس لطرف واحد بل لكل الاطراف.
  2. تتعرض منطقتنا لضغوطات، وانهيار معادلات وتوازنات وخرائط، والعراق ليس بمنأى عنها، بل هو في قلبها.. مما يضع على الجميع مسؤولية التفكير بواقعية ومبدئية وشجاعة عن كيفية ضمان وحدة ومصالح العراق والعراقيين كافة. فالعراق المعاصر تأسس على انقاض الخلافة العثمانية، واتفاقات “سايكس بيكو” 1917، و”باريس” 1919، و”سان ريمو” 1920 من جهة، الخ، ومن جهة اخرى الارادات الشعبية والوطنية، والمطامح القومية والمحلية والانتفاضات والثورات كثورة الشريف حسين (1916) والشيخ محمود (1919) والعشرين (1920) الخ، والتي استطاعت الدفاع عن حقوق معينة، وفشلت في اخرى بسبب الخلافات والانقسامات، وعدم وضوح الرؤيا، مما حملنا موروثات معقدة وثقيلة، وسمح للقوى المنتصرة والجديدة، بسياسات واملاءات دفعنا وندفع ثمنها.
  3. ستبقى شعوب وقوميات العراق والمنطقة ومذاهبها ودياناتها، حاضراً ومستقبلاً كما كانت تاريخياً، متجاورة ومتداخلة في امور اساسية لا انفصال او انفصام بينها، بغض النظر عن السياسة وانماط العلاقات.. بالمقابل ستبقى لها خصوصياتها واستقلاليتها في الكثير من امورها بغض النظر عن روابطها واطاراتها التوحيدية. فكيف التنسيق والتنغيم والضبط بين حقيقة الوحدة والمشترك من جهة، وحقيقة الاستقلالية والخصوصية من جهة اخرى؟ فهذه حقائق يتعذر القفز عليها، بالشعارات والصراخ والمغالطات. فما لم نعالجها بوعينا ورؤانا الواقعية والمستقبلية، فسيفرضها الواقع علينا ، كما فرضها سابقاً.. فنفقد التاريخ والجغرافيا والمصالح والمستقبل، لنصبح مشاريع لغيرنا، وليس مشاريع لانفسنا.
  4. امران يثيرهما الكرد، مستقبلي وحاضر: المستقبلي يتطلب شروطاً كردستانية وعراقية واقليمية.. فالاستفتاء ليس من المحرمات.. فلقد طرحته اتفاقية “سيفر/فرنسا” (10/8/1920-القسم الثالث المواد62-64)، لكن الانتداب البريطاني للعراق (1919مؤتمر “باريس” للسلام والمادة 22، ومؤتمر سان ريمو/ايطاليا-25/4/1920)، والتسوية مع تركيا كدولة مستقلة (“لوزان” 1923)، وامور اخرى، غيرت موازين القوى وخيارات “المنتصرين”، مفضلين التعامل مع دول وكيانات كبيرة بدل تجزأتها، ومستغلين اختلافات القوى المحلية. واليوم يجب ان تتحد كلمتنا ورؤانا على الاقل، لنحصن انفسنا ونواجه التسويات والتداعيات لنخرج منها جميعاً، اقوى واكثر تحقيقاً لمطامح شعوبنا ومصالحها. اما الحاضر، فلقد صوت الكرد بحماس لدستور 2005، الضامن لحقوقهم ومصالحهم الاساسية، ولوحدة البلاد ومصالحها.. فالمشكلة ليست اساساً في الاطار الجامع، بل في الرجال والتطبيقات والانحرافات، والتي يتحمل الجميع مسؤولياتها، وان بدرجات. خصوصاً وان الكرد ما زالوا يشددون ان بغداد تبقى بابهم الاساس، ومحور استراتيجيتهم وطريق حل مشاكلهم الانية والمستقبلية. وان الزيارة بهذا المستوى هي اعلان رغبة لتفعيل الشراكة والمأسسة الدستورية. فطرحهم احتمالات المستقبل لا تسبق معالجات الحاضر، الضرورية لمواجهة الاثنين معاً، ولتكوين رؤية جامعة وخاصة للجغرافيا والتاريخ والمصالح المشتركة والمستقبلية.. فلنبدأ بما هو ضرورة ومقدمة لكل شيء، ونضع لكل امر نصابه، فلا نقدم العربة على الحصان، عندها لن يسير الحصان، ولن تتقدم العربة، اي نخسر الحاضر والمستقبل.
blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
21°
28°
Thu
30°
Fri
الافتتاحية