بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
واخيراً ادرجت اهوار الحويزة و الوسطى و الحمار وكذلك اور واريدو و الوركاء كمواقع اثرية على لائحة
التراث العالمي، بعد تصويت جميع اعضاء اللجنة المختصة في اليونسكو في اسطنبول قبل يومين.. وهذا انتصار كبير للعراق
وللاهوار والمواقع الاثرية، خصوصاً انه جاء بعد اعتراضات جدية من عدد من الدول المجاورة كايران وتركيا، واللتان رفعتا
تحفظهما بسبب الجهود التي بذلتها المؤسسات العراقية سواء على صعيد حكومي اتحادي او محلي او مؤسسات مجتمع مدني
او رأي عام او اعلامي. شارك الجميع بهذه الجهود وبذل العراقيون باخلاص ومسؤولية وحماس بمختلف مواقعهم وتلاوينهم
كل المساعي الممكنة للوصول الى هذه النتيجة الايجابية.
لا يصعب تلخيص اسباب النجاح بالاتي: الوحدة الوطنية التي حملت كل اعباء هذا الملف.. واتحاد الجهد الرسمي والشعبي،
والمناطقي والاتحادي.. وعلمية الطرح وجديته لاقناع الدول واعضاء اللجنة بالتصويت لصالح العراق، خصوصاً وهناك
الكثير من المناطق الاخرى في العالم المرشحة، والتي كان يمكن ان تفوت الفرصة على العراق.. واخيراً وليس اخرا وزن
العراق الاقليمي والدولي والظرف المناسب لدعم مطالبه، خصوصاً ان بلدان مجاورة طرحت تحفظات جدية، لم يكن بالامكان
تجاوزها لولا العلاقات الايجابية التي يمتلكها العراق مع دول الجوار والمجتمع الدولي.
والان وقد انجز المهم، وابدى المجتمع الاقليمي والدولي تفهمه ودعمه للعراق، فان علينا كعراقيين ان ننجز الاهم. فالعمل
الاصعب والاكثر جدية قد بدأ الان.. فلكي تستثمر هذه الخطوة، وتتحول الى منجزات للحفاظ على هذه المناطق والمواقع
وتطويرها واستثمارها، وتوظيف الدعم الدولي لها، فاننا بحاجة لجهد استثنائي وطنى من جميع القوى الرسمية والشعبية، ومن
كل المستويات الاتحادية وفي المحافظات. باختصار اننا بحاجة لاستجماع ذات العوامل التي حققت النجاح على صعيد اقليمي
ودولي وفي اطار اليونسكو. فالوحدة والعمل الجدي سر النجاحات.. لكن اضافة لذلك هناك مستلزمات اساسية لابد ان تتوفر
يمكن ان نذكر منها الاتي: استكمال البنى التحتية واللوجستيكية الضرورية وغير المتكاملة حالياً.. ونشر ثقافة الترحيب
والاستقبال والتفهم والانفتاح لتُدفع للوراء الكثير من سلوكيات الطرد والانغلاق والمشاكسات.. وترسيخ بيئة تتفهم وتتعايش مع
مظاهر وسلوكيات التباين الحضاري والسكاني والثقافي.. اضافة لسلسلة من التسهيلات والتشريعات سواء لاستكمال اعمال
الحماية او التطوير والبحث، ولاستقبال الباحثين والعلماء والاكاديميين والجامعات والمدارس والهواة والمستثمرين والسواح
والزوار من داخل البلاد وخارجها، وتشجيع المعارض واعمال الترويج والنشر، الخ. فبقدر ما يعترف العالم بالدور الحضاري
والتراثي للعراق، فان على العراق ان يعترف ايضاً ان الاهوار والتراث الحضاري العراقي هو ملك الانسانية جمعاء بمختلف
شعوبها وتلاوينها وتوجهاتها وثقافاتها وعقائدها.
فان لم نقم بواجبنا في المهام الاهم، فسيبدو وكأن العالم يهتم بنا اكثر مما نهتم بانفسنا.. وسيقول لنا الاقدمون، انكم لم تحملوا
الامانة، وقد اورثناكم حضارات هي من ارقى الحضارات، ومناطق وامكانيات خلابة واصيلة وفريدة في انماط عيشها وبيئتها
تطمح بلدان العالم ان تكون لها مثلها. فلنشمر السواعد ولتتحد الجهود ولتتفتق العبقريات، فقوة العراق والعراقيون ورأسمالهم
الحقيقي هو العراق والعراقيون انفسهم.
