Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

متى سيقتنع السيد رئيس الوزراء؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:36 - 29/01/2017 - عدد القراء : 2392

اعلن السيد رئيس الوزراء الدكتور العبادي عن تحرير كامل الجزء الايسر من الموصل، وهذا انجاز مهم يسجل له وللحكومة وللقوات المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة والقوات العشائرية، وكل من يساهم في هذه المعارك المباركة.. وبالطبع للمرجعية والشعب العراقي وقواه السياسية الداعية للوحدة والداعمة للجهود الحربية والانسانية والسياسية الكبيرة التي تقوم بها. ان من واجبنا ان نقول ذلك وان نشيد بالانجازات، كما نؤشر على السلبيات. وسواء اكنا مخطئين او مصيبين في التشخيص، لكننا نعتقد ان تدافع الاراء هو الطريق الاصح لبناء الرؤى المدروسة والوصول لوعي وراي عام مسؤول وبناء، وهو الحصن الحصين لمسيرة البلاد. ومما يؤسف له ان البعض لا يتابع  مواقف الاخرين، وعندما يسمع للمرة الاولى شيئاً قيل مراراً، لا يراجع نفسه، ويعفيها قائلاً، لماذا لم تقولوا هذا من قبل؟ او عندما كنتم في المسؤولية؟ وما نفع التنظير، بينما المطلوب هو العمل؟ جدل يثير الشكوك ولا يعالج الموضوعات المطروحة. ويرفض ان يرى بان التنظير هو امر ياتي قبل العمل، ومعه، وبعده. فما نفع العمل لذات العمل، إن كان تراجعاً، او دوراناً في حلقة مفرغة، او سيراً في اتجاهات خاطئة ونظريات باطلة. كتبنا –وكتب غيرنا- ننبه انفسنا واخواننا المسؤولين وقوانا وشعبنا للمخاطر التي تواجه البلاد.. ولكن البعض، لم يجهد نفسه حتى بقراءتها.. وبعضهم فسرها على هواه، وغيرهم وصفها بمجرد تنظيرات.. ولم يلتفت للتحذيرات الجادة والمخلصة التي تتضمنها. فلقد كتبت في 7/4/2014 افتتاحية في “العدالة” بعنوان “متى سيقتنع السيد رئيس الوزراء بفشل السياسة الامنية، وان البلاد تسير نحو الكارثة”، اي قبل سقوط الموصل بشهرين تقريباً، وهذا نصها بدون اي حذف او اضافة:

[“سد الثرثار بيد “داعش”.. وقبلها باشهر دخلوا الفلوجة، وقيل ستحرر خلال يوم او اسبوع.. وقبلها ومعها وبعدها يذهب يومياً عشرات الضحايا بالانتحاريين والسيارات المفخخة والاغتيالات ومن القوات المسلحة والاهالي.. وتقتحم الوزارات والسجون والمؤسسات ومواقع ونواحي عديدة.. ليبشرنا مسؤولون بالسيطرة على 90% من الانبار، اي “لداعش” 10%، تمثل حوالي 14 الف كم2، اي اكثر من مساحة لبنان في الانبار فقط.. فهل تحرز المعركة ضد الارهاب تقدماً ملموساً؟ ام هناك تراجع واضح، ان تجاوزنا البيانات والوعود؟

السيد رئيس الوزراء يرفض اي تدخل، ومفهومه للقائد العام شخصي وليس مؤسساتي.. فحركة القوات وتشكيل الوحدات وامرياتها والخطط تجري بعيداً عن النقاشات والخطط الجادة لمجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية ومجلس النواب واركان الجيش و”التحالف الوطني” والقوى الوطنية، ومراكز القرار، والأهم عن الشعب نفسه الذي يراد منه الدم، ويطالب بالصمت. والله سبحانه يخاطب رسوله المعصوم قائلاً “وشاورهم.. فاذا عزمت فتوكل..”

الصلاحيات الادارية مطلقة، والامكانات المالية عظيمة.. فلا حجة بسببهما. نعم الاوضاع الاقليمية وفي سوريا تزيد الطين بلة.. والارهاب شبكة عالمية كبيرة، وليس 50 شخصاً فقط كما قيل وقتها.. والمعركة صعبة وخطيرة.. ولهذا نقول على السيد رئيس الوزراء الاعتراف بان السياسة التي يتبعها منذ سنوات لم تعد ناجحة.. وتتطلب تغيير النهج واللغة والقوى التي يراد حشدها للانتصار. وليقارن بين سياسة اليوم، وسياسة “خطة فرض القانون”، عندما كان شريكاً في القرارات وجزءاً محورياً، من معركة الكل، وليس هو الكل. يومها حُشدت كافة القوى لدعم الخطة، واليوم تحارب وتعزل قوة بعد اخرى. يومها قُدم دعم واسع للصحوات والسكان، واليوم يقفون بين مطرقة الاجراءات التعسفية وسندان ارهاب “داعش”. يومها ساعدت “البيشمركة” مسك الكثير من المناطق، واليوم تزداد الفجوة بين الاقليم وبغداد. يومها ترافق الجهد الخدمي والسياسي مع الجهد الامني، اليوم الفوضى متناهية. يومها حصل انفتاح مع الجوار وبدأ العهد بزيارة السعودية وايران.. اليوم لا نستثمر حتى الفرص التي تتفتح امامنا، ونصعد الازمات، ونقرب الزيت من النار. يومها لم تكن الانتخابات هدفاً.. فقادت النجاحات الامنية لتقدم “القانون” فيها.. اليوم الانتخابات هدف، لذلك تفشل الخطط الامنية.

اهناك فرصة لنقاش مسؤولين وشركاء للسيطرة على الوقائع.. ام ستفرض الوقائع الكارثية نقاشها علينا؟”]

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
24°
36°
Sat
36°
Sun
الافتتاحية