بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
كانت قاعدة “انجرليك” تستخدم لانطلاق الطائرات الامريكية والبريطانية والفرنسية المشرفة على تطبيق منطقة الحضر الجوي شمال خط عرض ٣٦، والذي تم توسيعه عام ١٩٩٦ لخط عرض ٣٣ شمالاً (وجنوباً حتى خط ٣٢) وذلك بموجب قرار مجلس الامن ٦٨٨ لعام ١٩٩١ (انسحبت فرنسا عام ١٩٩٦). وعندما اتخذ قرار الاجتياح، رفض البرلمان التركي السماح باستخدام القاعدة لانطلاق الحملة. القرار التركي اربك خطط القوات الاجنبية، التي اضطرت للاعتماد على التقدم من الجنوب عبر استخدام قاعدتي “العديد” و”السيلية” الامريكيتين في قطر وتواجداتها في السعودية والكويت والاسطول المتواجد في الخليج، وبعض الوحدات الخاصة في الاردن. القرار التركي كان قراراً واضحاً بعدم قبول الاجتياح، لكن تركيا اتخذت قراراً اخراً بالاستفراد بالتقدم في الاراضي العراقية مستندة الى اتفاقات مع الحكومة العراقية السابقة.
وفي ٢-٣/٣/٢٠٠٣، وقبل اسبوعين تقريباً من بدء الهجوم، كانت “لجنة التنسيق والمتابعة” المكونة من ٦٥ عضواً والمنبثقة عن مؤتمر لندن للمعارضة، تعقد اولى اجتماعاتها، في “اربيل/صلاح الدين” لانتخاب قيادة، واعداد الخطط لمواجهة التطورات وتحمل المسؤوليات.
كُلفت باعداد البيان الختامي، ليطرح على اللجنة المختصة قبل عرضه على المؤتمر.. وفي موضوع التدخل التركي، كان موقف “الاتحاد الوطني” خفيف اللهجة، خلاف الموقف المتشدد “للديمقراطي الكردستاني”. لم تصل اللجنة المختصة لاتفاق حول الموضوع، فُرفع اجتماعها لايجاد حل لهذه المسألة، ولمسألة الاشارة الى “قوات بدر”، بطريقة تشبه الاشارة لقوات البيشمركة. خرجت من الاجتماع فوجدت المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم طاب ثراه والاستاذ جلال الطالباني يتداولان على حدة.. وكان بعيداً عنهما الاستاذ مسعود البرزاني. كنت قد اعددت صياغة وسطية بين مقترحي “الديمقراطي” و”الاتحاد”. اطلعت الاخ الطالباني على المقترح، وقال بانه مستعد للموافقة عليه لو وافق الاستاذ مسعود. وهنا سألني المرحوم الحكيم قائلاً، ومسألة “قوات بدر”؟ قلت له –سيدنا- حل الموقف من تقدم القوات التركية هو مقدمة لحل مسألة “قوات بدر”.. ذهبت للاخ مسعود وقلت له، ان نجاح المؤتمر وفشله يعتمد على ايجاد صيغة مشتركة لدخول القوات التركية.. وقد اعددت صيغة جديدة تتضمن الامور الاساسية. قال الاستاذ مسعود ارجو مرافقتي، ودعا مكتبه السياسي. وبالفعل اجتمعنا في غرفة جانبية. وكان حاضراً كما اتذكر المرحوم سامي عبد الرحمن والاستاذ البرزاني نفسه ونيجرفان البرزاني ومحسن دزئي وهوشيار زيباري، ولا تسعفني الذاكرة لتأكيد اسماء بقية الحاضرين. قال الاستاذ مسعود، ان الاخ “ابو أمل” (وهو الاسم الذي تطلقه علي معارضة السبعينات والثمانينات) لديه مقترح جديد. فقرأت الصيغة المقترحة.. وبينت اهمية نجاح المؤتمر الذي يستضيفه “الديمقراطي الكردستاني”، في هذه الظروف الحساسة، وان فشله سيعني فشلاً لنا جميعاً.. وان العمل الجماعي حتى مع بعض التنازلات، هو افضل للجميع، من الانقسام واتخاذ مواقف منفردة لا تكون فاعلة وناجحة. كنت افهمهم، بالطبع، عندما يتكلمون العربية ولا التقط سوى الكلمات المشتركة ولغة الجسد عندما يتكلمون بالكردية. واخيراً وافقوا على الصيغة الجديدة الموحدة. شكرتهم وهممت بالمغادرة، وهنا اقترح الاخ مسعود ان نقرأ في المؤتمر اولاً الفقرة كما وردت في ورقة “الديمقراطي”، فاذا رفضها الاجتماع، فسنعود للنص الجديد. قلت اننا لا نريد الانقسام واظهار “الديمقراطي” معزولاً، وقد جئنا هنا للاتحاد والعمل المشترك. وقد ايدني بالفعل الاستاذين نيجرفان وهوشيار، وسارت الامور كما يجب. وبالفعل عندما انجزنا هذا الموضوع صار من السهل التعامل مع موضوع “قوات بدر” التي ادرجت في البيان.
وبالفعل تم انتخاب قيادة من ٦ أشخاص، واصدر المؤتمر بياناً ختامياً اكدت فيه فصائل المعارضة “ضرورة انتقال السلطة بعد اسقاط النظام الدكتاتوري الى الشعب العراقي بشكل مباشر وتطلعها الى اقامة علاقات متكافئة مع الدول الاخرى على اساس التعاون والمصالح المشتركة دون وصاية او احتلال”.. وفي فقرة التدخل التركي نص البيان ان “المجتمعين يرفضون اي تدخل عسكري اقليمي في الشؤون الداخلية ويعربون عن اهتمام المعارضة العراقية بمد يد الصداقة والتعاون الى الجمهورية التركية ويؤكدون لها حرص الفصائل الكردية العراقية واطراف المعارضة الاخرى على رفض تقسيم العراق ويبدون اهتماماً بحاجات تركيا الامنية المشروعة”. (للبحث صلة)
عادل عبد المهدي
