Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

نعم، قواتنا وحشدنا وبيشمركتنا واية قوة عراقية قاتلت “داعش”.. هي عناوين للوحدة

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 3:53 - 09/08/2017 - عدد القراء : 603

نقول في احدى الافتتاحيات الاسبوع الماضي: “وواجهنا ونواجه انتقادات مستمرة في التصدي للارهاب والتطرف بقواتنا المسلحة وبحشدنا وبيشمركتنا”، فيعلق احد الاعزاء ساخراً: “حلوة (بيشمركتنا!) اذا داعشنا على زياكنا”.. ويستطرد الاخ الكريم في تعليق طويل قائلاً “كل دول العالم تمارس السياسة وفق الوقائع الموضوعية، فإذا ما تجاوزتها تبني عليه محددات جديدة يصوغها جو العصف الذهني والعاطفي المترسخ فيك، عندما يتم العفو عن عتاة القتلة والمجرمين بعنوان الواقعية السياسية”.

  1. فعلاً “داعش” على زياكنا.. فنحن قد ساهمنا جميعاً بصناعة “داعش”.. لا يستطيع احد ان يبرىء نفسه ويلقي اللوم على الاخرين.. سياسة الحكومة العراقية مسؤولة عن ذلك.. ساحات الاعتصام مسؤولة عن ذلك.. سياسات الاقليم مسؤولة عن ذلك.. الوضع الاقليمي والدولي مسؤول عن ذلك. الجميع مسؤول ولو بنسب مختلفة. فهناك جزء من “داعش” صنعته عوامل خارجنا وخارج قدراتنا وافعالنا.. لكن هناك اجزاء من “داعش” صنعناه بانفسنا. صنعناه بالسياسات الخاطئة لقوانا.. صنعناه بالتطرف وعدم الوقوف عند حساسيات ومخاوف الاخرين.. صنعنا بسبب تركيبة القوات المسلحة، وهشاشة النظريات الامنية.. صنعناه لان الاخوة والاصدقاء والحلفاء الذين يتفقون على خطر “داعش”، جعلوا من صراعاتهم ومنافساتهم اولوية تتقدم على مواجهة “داعش”..
  2. اية قوة عراقية قاتلت وتقاتل من اجل العراق، وضد “داعش” هي بالتأكيد من قوانا. لكن البعض سيجيب بان “البيشمركة” قاتلت من اجل كردستان ورفعت العلم الكردستاني فقط. قد تكون هذه نية الكثير من مقاتلي البيشمركة، لكن هذا لا ينفي انها قاتلت تحت خطط القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، وهي قوة مدرجة لها مبالغ في موازنات الدولة.. وقوة قدمت من الشهداء وساعدت في تحقيق نصر عراقي، فهل يجب القفز على ذلك كله.. والبقاء عند الخلافات التي نحاول عمداً ان نذكر في مواجهتها الكثير من المشتركات فيما بيننا لنستطيع توفير افضل الاجواء لحل الخلافات. الخلافات او الاختلافات بمفردها يجب ان لا تصبح الوقائع الموضوعية للمحددات بل لابد ان تستكمل بالمشتركات، ليصح الكلام ان السياسة تمارس “وفق الوقائع الموضوعية، فاذا ما تجاوزتها تبني عليه محددات جديدة يصوغها جو العصف الذهني والعاطفي، الخ”، كما يقول محقاً الاخ الكريم اعلاه.
  3. نعم السياسة قاسية.. وهي تتطلب الجمع دائماً وفي كل موقف بين امرين.. الواقعية والمبدئية.. المبدئية بمفردها ستجعل السياسي يعيش في الخيال، لتسري الاحداث من تحت اقدامه، واذا به وجماعته يقدمون اخطر التنازلات الواقعية.. والواقعية بمفردها دون المبدئية ستعني الدخول الى المعترك الواقعي وتعقيداته وتقدمه وتراجعه ومفاوضاته ومساوماته بدون بوصلة حقيقية تحدد الاتجاهات.. ولقد سمعت من الامام السيستاني دامت افاضاته كلاماً غاية في الدقة في تشخيص الاوضاع في السنوات الاولى للاحتلال بان وضع العراق هو وضع “الضعيف غير المستسلم”. فالضعف واقع حال يجب اخذه بالاعتبارعند تبني اية سياسة، لكن عدم الاستسلام هو مظهر التحدي والقوة والمبدأ الذي ينظم الرؤية لانهاء الاحتلال وباقي اوضاع الاستضعاف المزرية.
  4. نعم السياسة قاسية.. فالانسان لا يتعامل مع اصدقاء ومن يشاركونه الراي فقط، بل في احيان كثيرة مع اناس يختلفون معه في امور ويتفقون في اخرى، فيركز على المتفق عليه ليسيطر او يحل ما يختلف عليه.. بل في احيان كثيرة يتعامل مع خصوم واعداء، بل ومجرمين.. والا ما فاوض “حزب الله” بعد قتال شرس “جبهة النصرة” ليخرجوا هم و”داعش” من “عرسال”.. وليتم تبادل اسرى بين الطرفين، ولينتقل اكثر من 9000 مقاتل مع عوائلهم من المناطق الحدودية اللبنانية السورية الى ادلب، حيث تسيطر “جبهة النصرة”. وفي العراق نخوض ايضاً معتركنا الواقعي بتعقيداته وتقدمه وتراجعه ومفاوضاته ومساوماته، توجهه بوصلة المبادىء عسى ان تسير به بالاتجاهات الصحيحة.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
29°
35°
Sat
36°
Sun
الافتتاحية