Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

هل انتهت لعبة الشرق الاوسط، حسب “روبرت فورد”، وهل بدأت اخرى للتو؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 14:02 - 04/07/2017 - عدد القراء : 1817

“روبرت فورد” سفير امريكي مخضرم يجيد العربية وملم بشؤون المنطقة. خدم كمستشار سياسي لسفارة بلده في العراق (2004-2006) وكان اخر سفير لواشنطن في دمشق. عرف بجولاته في انحاء سوريا للحث على الثورة ضد النظام، قبل سحبه في 2012 ليستقيل في 2014.. وهو زميل اقدم في “معهد الشرق الاوسط”/واشنطن.

تتضمن مقابلته مع “الشرق الاوسط” اللندنية/السعودية (19/6/2017 العدد 14083)، استنتاجات مثيرة لمآلات الاوضاع في سوريا والعراق. عرفت شخصياً السفير “فورد” عن قرب عندما خدم في العراق، وسمعت منه تعليقات مستقبلية مهمة يومها. فهو مقتدر ومتعمق ويجيد تمرير صراحته وقناعاته، دون الاخلال بالتزامه بخط المؤسسة. وهذه نصوص مقتطفة:

“الاسد ربح، انه منتصر، او هو يعتقد ذلك. ربما خلال عشر سنوات سيأخذ كل البلاد. لن يحاسب النظام على السلاح الكيماوي والقتال والتعذيب و”البراميل المتفجرة” واللاجئين والنازحين. لا محاسبة. ربما الأسد لن يزور باريس او لندن، لكن لن يذهب احد الى دمشق لأخذ مسؤولي النظام الى (محاكمة في) لاهاي؟ لا احد. ربما سيأخذ النظام بعض الوقت كي يستعيد درعا. عاجلاً او آجلا سيذهب الى ادلب. سيساعده الروس وسيذهب الى القامشلي ويعقد اتفاقاً مع ايران وتركيا لتدمير الاكراد”. “الامريكيون يدعمون الاكراد لتحرير الرقة من “داعش”.. “وهل سمعت تصريحاً اميركيا يقول: سندافع عن “غرب كردستان” بعد هزيمة “داعش”.. “لن يدافعوا (الامريكان) عن الكرد ضد قوات الاسد”.. “لذلك اعتقد ان ما نقوم به مع الاكراد ليس فقط غباء سياسياً، بل هو غير اخلاقي. هل تعتقد ان الاميركيين سيعاملون “وحدات حماية الشعب” بشكل مختلف عما عامل وزير الخارجية الاسبق كيسنجر الاكراد العراقيين (عندما تخلى عنهم). بصراحة مسؤولون اميركيون قالوا لي ذلك. الاكراد السوريون يقومون باكبر خطأ لدى ثقتهم بالاميركيين”.. “هناك فرق بين محاربة داعش والسعي للحصول على تنازل من الاسد حول مستقبل سوريا. الامر الاخير ادارة ترمب لن تقوم بذلك”..وان “الاميركيين سيعرفون قريباً ان ايران ستصمد وان اميركا لن يكون لديها الصبر والقوة العسكرية للقيام بتصعيد مقابل” و”سينسحب الاميركيون.. انسحبنا من بيروت في 1983 وانسحبنا من العراق ايضاً” و”هناك هلال ايراني وهو موجود ولا يمكن هزيمته شرق سوريا.” ولا يمكن هزيمته الا “عبر فرض حل تفاوضي على الاسد والمعارضة، لكن ايران وروسيا تقدمان الدعم للنظام وهو اخذ حلب وتدمر لاول مرة منذ 2012. قوات الاسد على حدود العراق وليس الاكراد” والهدف النهائي لترمب هو “تقليص النفوذ الايراني.. لكن لا يعرف ان اللعبة انتهت، تأخروا كثيراً. اوباما لم يترك لادارة ترمب الكثير من الخيارات لتحقيق هدفها”

سنتعامل بدورنا مع استنتاجات “فورد” بروح نقدية متمحصة. فاذا اخذنا كلامه كاستنتاجات نهائية لشخص في قلب الحدث والمسؤولية، فاننا يجب ان ننتظر حلولاً تفاوضية وراء التصعيد كضرب مطار “الشعيرات”، واسقاط طائرة مقاتلة سورية، وابقاء الملف الكيمياوي مفتوحاً، وزيارة ترمب و”بيان الرياض”.. ليقابلها تشدد روسي، واطلاق ايران 6 صواريخ، وارسال تركيا قوات لسوريا وقطر. على العكس اذا كان التصعيد الحالي عبر ازمة قطر، لتأكيد ان اللعبة لم تنتهي، وان فوز “ترامب”، ومبايعة الامير محمد بن سلمان هي مؤشرات لهجوم مضاد، في خارطة جديدة تتمثل بتقارب مصري/سعودي، وابتعاد قطر وتركيا عنهما، وبعد خلافات امريكية مع نفسها ومع روسيا والصين واوروبا، وعامين من حرب اليمن، وتحول موازين القوى السورية، وهزائم كبيرة لـ”داعش” عراقياً، واستفتاء كردستان.. وتزايد الدور الروسي لتشمل الاكراد وتركيا ومصر واسرائيل ، وخطوط مفتوحة مع السعودية، وعلاقات وثيقة بايران.

نميل للرأي الاول، مع مناوشات باردة وساخنة، وسقوفها الحرب الشاملة، لان اللعبة لم تنتهي اليوم، بل كانت بداية النهاية الحرب العراقية/الايرانية، واجتياج الكويت، واحتلال العراق، وحرب التحرير وتموز في لبنان، وحروب “داعش والنصرة” في العراق وسوريا، والاتفاق النووي الايراني، وحرب اليمن، الخ. ومن لا يحارب يفاوض، اذا صح ما يقوله “فورد” من “ان اميركا لن يكون لديها الصبر والقوة العسكرية للقيام بتصعيد مقابل”.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
37°
36°
Sat
37°
Sun
الافتتاحية