Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

وحدة ورشد القوى الشيعة، وحدة ورشد الدولة والوطن

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:30 - 20/09/2016 - عدد القراء : 1796

لاشك انه يجب عدم التخلي عن اي واقع وطني، وحدوي، حقيقي، رمزي، اعتباري، فاعل، معطل، وعدم الغرق في الواقع المناطقي او المذهبي او القومي فقط. وان مناقشتنا لدور الشيعة ودورهم ودور اية قوة اخرى لا ينطلق من طائفية واثنية، بل اساسها الحقيقي وهدفها النهائي بناء الوطن والهوية الوطنية التي تحتوي الهويات الاخرى ولا تلغيها.. او التي تنطلق من الخاص لبناء العام، ومن العام لاحترام الخاص. وخصوصية موضوعنا هي ان القوى السياسية الشيعية تمثل اليوم الاغلبية السياسية للبلاد، فان تمزقت صفوفها او اضطربت سلوكياتها واصابها العطل والانقسام، فان الدولة ستتعطل وتضطرب موازينها وتعم الفوضى والضياع في صفوف الشعب والمجتمع، بل ستتعطل وتضطرب المكونات الاخرى. وسيقول قائل لماذا الانطلاق من مسميات قد تفسر بدوافع طائفية او اثنية.. وهذا قول صحيح لكنه لم يحرك الواقع سابقاً، ولا يحركه الان او لمستقبل قريب. فالتحزبات المذهبية والقومية نمت وتجذرت بسبب السياسات الخاطئة التي اتبعتها النظم السابقة واساليب التعبئة المضادة التي اتبعتها الهويات المختلفة في مختلف الساحات.. لذلك نمت المحاصصة والطائفية والاثنية، وكلما رُفع شعار قومي او مذهبي فانه تغلب على الشعارات والسياسات العامة التي تنطلق من العام الى الخاص وليس العكس. مما يضعنا امام خيارين.. اما الاستمرار بترديد شعارات لا يحس بها جمهور او عصب هذه الساحة او تلك، او ننطلق من الواقع لاصلاحه والسير به الى الامام ضد الطائفية والتخلف والاثنية والمحاصصة والفساد والاستئثار وغيرها من مظاهر سلبية. فالكرد يطرحون شعارات الاستفتاء والاستقلال، ويشعرون عن حق او باطل ان شكل الوحدة الذي يربطهم بالوطن قيد عليهم.. ويشعر السنة عن حق او باطل انهم مهمشون ويجاهرون بذلك.. ويشعر الشيعة عن حق او باطل ايضاً ان الاخرين يقومون بابتزازهم وخلق المشاكل لاجندات واغراض لا علاقة لها بمصلحة البلاد والشعب.. اما النتيجة فهي تمزق وانقسام واضح في جميع الساحات، وانقسام وعطل واضح على صعيد الساحة الوطنية ايضاً. فالمشاريع الفاشلة ترتد على اصحابها وعلى الجميع وتعطل اي تقدم، وهي الباب الاوسع الذي تدخل منه الازمات والاستمرار في الحلقة المفرغة التي نعيشها منذ عقود. ويخطىء من يعتقد ان الطائفية او الاثنية اطلت برأسها اليوم، فهي كانت موجودة في النظم السابقة، وموجودة في النظام الحالي، يشعر بها من يعاني منها، وينكرها من ينتفع منها وغير المتضرر، ليس الا.

قد ينزه نفسه من يبتعد عن هذه الرؤى ويسعى للدخول الى الخاص عبر العام فقط، او لا يتناول الخاص اساساً، كما تفعل بعض القوى.. التي ستبقى صغيرة غير فاعلة لعدم ملامستها الواقع، فلا يكون لها وزن حقيقي. وهو ما  جربته قوى واسماء عديدة، فلم تحظ بتأييد شعبي وسياسي وهزمتها التيارات التي تعبىء وفق النزعات والاحاسيس السليمة او الخاطئة المنتشرة في  كل ساحة اولاً، لتخاطب بعد ذلك بجد او بمناورة الساحة الوطنية. لهذا تتوحد لغة قوى كل ساحة فيما بينها، وتُطرح مفاهيم كالاستقلال وتشكيل الاقليم او الاقاليم او السيطرة على السلطة والدولة، بينما تسود العلاقات الوطنية المجاملات والمشاريع الباهتة والكلمات الكبيرة، والتي تتساقط حالما يعود كل طرف الى داره وساحته وقواه. لهذا نقول ان من واجب الاغلبية السياسية ان تبادر هي لمشروع يرشد الدولة ويوحد الصفوف.. يتضمن مصالح الشيعة المتماهية والمتناغمة مع مصالح جميع الاطراف، والوطن ككل، وليس المضادة لها. وهذا امر لها مصلحة مباشرة واساسية فيه وسيلقى كامل الترحيب من الاطراف الاخرى على الاغلب، ان تضمن المشروع مصالحها ومصالح الاخرين بانصاف وعدل. اما اذا تطرفت الاغلبية وتجاوزت حقوقها وواجباتها، او غالت الاطراف الاخرى وسعت لفرض مطامحها واهدافها، فان الازمة ستستمر، ولن تجد البلاد مقومات حقيقية للوحدة والتقدم والامان والاستقرار.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
17°
28°
Thu
31°
Fri
الافتتاحية