Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

12 عاماً على استشهاد اخي غالب

الافتتاحية - 5:29 - 30/10/2017 - عدد القراء : 426

بسم الله الرحمن الرحيم

12 عاماً على استشهاد اخي غالب

في الساعة 7:45 دقيقة من صباح 30 تشرين الاول 2005 امتدت يد الارهاب والغدر لتغتالك انت والملازم لك الاخ محمد ادهام بريس. فهم يعرفون انضباطك ودقة مواعيدك في الخروج من الدار والذهاب الى العمل. صبوا على سيارتكم وعلى المقعدين الامامين جام حقدهم بمئات الاطلاقات الرشاشة، ولن تنجو من العملية سوى ابنتكم العزيزة “زينة” التي انبطحت في ارض المقاعد الخلفية.

لم ولن انساك، او ننساك، يوماً.. وذكراك دائماً معي، ومع اهلك واحبتك ومواطنيك.. فانت الاخ الكبير الذي حميتنا ووقفت معنا في كل الملمات. منذ نهاية الخمسينات وانت الرهينة التي يأخذونها عند حملات الاعتقال لنسلم انفسنا.. وانت الذي يُنتقم منه عندما يريدون الانتقام منا لهذا السبب او ذاك. لقد ضحيت من اجلنا حتى النهاية.. حتى اخر يوم، واخر لحظة في حياتك.. فلقد استهدفوك لانهم ارادوا استهدافي، وياليتهم فعلوا ذلك.. لقد حميتني، وحميت اخواني، مراراً ولم احمك، او نحمك، بما يكفي.. ولقد صددت الاذى عنا كثيراً، ولم نتمكن من صد الاذى عنك، عندما احتجتني او احتجتنا. وبيان “القاعدة” المشؤوم على مواقعهم بعد الجريمة، يقول “تمكن المجاهدون (كذا) من اغتيال غالب عبد المهدي شقيق المجرم عادل عبد المهدي”، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

وما كدت اعلم صبيحة ذلك اليوم بالجريمة، حتى هممت للتوجه الى المستشفى، لكنك اتصلت بي لتكلمني بصوت هادىء، مطمئن، مسؤول وتقول لي انك بخير، رغم الطلقات التي استقرت في جسدك الطاهر. لم تكن تعلم بان نزفاً داخلياً في الوريد كان يسرق منك الحياة ببطء. طلبت مني عدم الحضور والانتهاء من اعمالي. ولم تمر سوى ساعات قليلة، وانا في لقاء صحفي، الا وأُخبرت بانتقالك الى بارئك. فذهبت الى المستشفى لاجدك مُسجّى، ووجهك مشرق هادىء، وكأنك التقيت لتوك بوالديك واخوانك واحبتك الذين سبقوك عند رب رؤوف رحيم.

ابشرك ايها الشهيد الحي، باننا نلنا من قتلتك وقتلة اخوانك وشعبك. ابشرك باننا سائرون بتطهير البلاد من “داعش” وكل المسميات الاخرى “للقاعدة”، ومن شرورهم. صحيح ان الحرب سجال.. لكن الحرب هزيمة وانتصار ايضاً. وقد اعزنا الله بنصره، ومنّ علينا من فضله.. وخذل الله اعداءه واعداءنا واعداء البشرية بخزيهم وعارهم وجرائمهم. فدماؤك الطاهرة، ودماء ملايين الشهداء والضحايا، ودموع الارامل واليتامى والصغار والكبار لم تذهب سدى، بل هي التي روت شجرة النجاحات والانتصارات في كل ارجاء العراق وغير العراق.. فنم قرير العين، هادىء البال، فلقد كسبت الحسنيين، النصر والشهادة. {بسم الله الرحمن الرحيم، ولاتقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون. ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وانا اليه راجعون.. صدق الله العلي العظيم}

عادل عبد المهدي

 

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
37°
36°
Sat
37°
Sun
الافتتاحية