تذكر الرجال بالمواقف التي تخلدها وتحفر اسمها في ذاكرة الامم وسجلات التاريخ من حيث ما قدموه في سبيل الانسان والاوطان ،فبذل النفس في سبيل ارساء دعائم الحياة الحرة للانسان على الرغم من انه يعد اعلى غايات الجود، فان ما يفوقه تقدما ورفعة ان يقترن الجود بالنفس تقديم القرابين في طريق ذلك ،وهذا ما جسده شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس) الذي استشهد كوكبة من عائلته وصلت الى قرابة (70) شهيدا نذروا ارواحهم من اجل تعبيد طريق الحرية واعلاء شأن الانسان في الارض وتحريره من عبودية الطغاة ،فلم يرهبهم الموت ولم ترهبهم الآت القتل التي استخدمها الطواغيت لاسكات اصواتهم التي كانت تنادي بحرية الانسان وازالة الظلم عنه، فسطروا اروع صفحات البطولة وبقوا سفراً خالداً في تاريخ الشعب ،فعاشوا في العقول والقلوب في حين مات الطواغيت فتشكلت صورتان احداهما تناقض الاخرى فمن اراد الطواغيت لهم ان يموتوا عاشوا وخلدهم الشعب في حين اندثر اعداؤهم وغيبهم التاريخ ورمى بهم في سلة مهملاته، فليس غريباً ان يمجد ويخلد الشعب رجالاً ضحوا من اجله ،فكان السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) وتلميذه النجيب والسائر على دربه شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس) عنواناً بارزاً لحاضر ومستقبل شعب احتضنهم وسار خلفهم وحفظ مآثرهم وبطولاتهم وتضحياتهم ،فالشهيد الصدر زلزل الارض من تحت اقدام الطغاة ولم تنفعهم جريمتهم النكراء بقتله اذ سرعان ما انفجر بركان عتيد ظل يغلي حتى سقوط الطاغية المقبور، وجسد الانتصار العملي وجعله واقعاً على الارض شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم الذي حمل لواء الجهاد والنضال ضد الطاغوت ونشر مظلومية الشعب العراقي في المحافل الاقليمية والدولية حتى تكلل ذلك بسقوط الصنم الصدامي، وقدر الله سبحانه وتعالى ان يكون يوم سقوط الصنم هو اليوم الذي استشهد فيه السيد محمد باقر الصدر فكأن التاريخ يحكي تاريخا حيا بأن الطواغيت يهلكون في حين ان العلماء والمجاهدين والمناضلين واصحاب الحق يعيشون شهداء وشهوداً يحكون قصة نصر انساني سيبقى خالداً في نفوس الاحرار.