بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
ما يدور في أروقة الكتل السياسية من احاديث ومباحثات ومناقشات بشأن التغيير الوزاري وآفاق مستقبل الكابينة الوزارية الجديدة تترشح عنه قراءات متعددة يقف امامها المواطن متأملاً ومتفحصاً من خلالها مواقف الكتل السياسية ومدى اقترابها من الشارع وتطلعاته وتحقيق مطالبه ،فقد تكون القناعات السياسية تختلف عن القناعات الشعبية وكل طرف ينظر لها من زوايا متعددة ،ومما لاشك فيه ان المواطن ينظر لها من الناحية التي تحقق له اهدافه وغاياته وما يطمح اليه وقد تكون نظرته لاتصل الى نظرة السياسي في البعد والمسافة المقطوعة بين الواقع والتمنيات والمصالح العامة والخاصة غير ان كل ذلك لايمكن ان يبعث برسائل تقنع المواطن بأن ما يدور سيصب في صالحه ،يضاف الى ذلك ان السياسي قد يحقق مكسباً آنياً او مرحلياً ولكن هل وضع آليات لديمومة المكاسب واستقطاب الناس وجعلهم يلتفون حوله ويدافعون عن متبنياته، ولعل هذا مادعت اليه المرجعية الدينية العليا بضرورة بذل اقصى الجهود لتحقيق الاصلاحات الجوهرية التي تحقق المصلحة العليا للبلاد والابتعاد عن الفئوية والحزبية والعمل المشترك من اجل تحقيق آمال الشعب في الحياة الحرة الكريمة والعيش الرغيد لذلك يسمع المواطن الكلام الكثير بشأن شكل الكابينة المقبلة وهناك من يدعو لاشراك الكتل السياسية وهناك من يذهب الى عدم الاشتراك وترك الخيار فردياً وكل ذلك يراقبه الشعب الذي يريد حكومة تحقق آماله وطموحاته بعيداً عن الشعارات والافكار الارتجالية والحماسية وقد حدد البرلمان مدة له لدراسة سير المرشحين الذين تم طرحهم من قبل رئيس مجلس الوزراء وبغض النظر عن آليات دراسة سيرهم فان الحرص على البلاد والشعب يتطلب قراءة الامور من زاوية ما يمكن تحقيقه للشعب وكيفية الحفاظ على الكيان السياسي والعملية السياسية ضمن أطر الدستور وآليات العمل الوطني المشترك فمثلما ان الاصلاحات غير محصورة ومختزلة بالتغيير الوزاري فان الابعاد المستقبلية للتلاحم مع الشعب والاندكاك في مطالبه لايكون بموقف مصلحي بقدر ما يكون بموقف وطني يرتقي بتلك المطالب الى مرحلة التطبيق الفعلي على الارض وهذا يمكن ان يتجسد بالمبادرات الواقعية والعقلانية وذات التطبيق الواقعي على الارض وهي مبادرة المجلس الاعلى التي تمثل خارطة طريق للخروج من الازمة الراهنة.
