بعد اشتداد الازمة ووصول نهايتها الى تزاحم في الطروحات وصلت الى نهايتها ،ولابد ان تحمل حلاً معها ومهما كانت النتائج فإن ما مر خلال الاشهر المنصرمة مثل وعياً بتفاصيل السياسة التي لم تعد حكراً على أروقة الكتل والقوى السياسية ،اذ دخل الشعب لها محاوراً وضاغطاً ومطالباً ،بمعنى اصبح الرقم الاصعب في الحلول والنتائج ،لان كل خطوة سيكون المواطن هو من تنعكس عليه اولاً فقد يضمن طرف مكسباً آنياً ولكن ماذا عن المستقبل بابعاده السياسية والشعبية؟ كل ذلك لابد ان يكون حاضراً في كل خطوة بحيث لا يكون دخان التصريحات حاجباً للرؤية المستقبلية التي على اثرها يمكن ان يؤسس لبلد يقوم على متبنيات مستمدة من الشعب ،ومن كان الشعب ظهيره فلا خوف عليه حتى لو تعرض لتحديات سياسية مختلفة ،لذلك فالبرلمان ادلى بدلوه في هذا المعترك السياسي وكذلك الرئاسات الاخرى وسمع المواطن الكثير من الرؤى والافكار ولكنه يريد نتيجة كل ذلك ،فلا يهمه الآليات والشخوص بقدر ما يهمه المنهج وابعاده وتأثيراته الايجابية، فقد تكون الآليات صحيحة ولكن الشخوص غير مؤهلين لتطبيقها على ارض الواقع، وقد تكون الشخوص جيدة ولكن آلياتها ضعيفة ،ولكن المنهج الصحيح الذي يفرض نفسه بقوة واقعيته التطبيقية قد يطوع كل الآليات والشخوص للسير فيه ،لان اي انحراف سيكون واضحاً ولعل الازمة السياسية قد اخذت وقتاً ليس بالقصير من الشعب واضافت تاخراً جديداً عن العمل وتطبيق الخطط وتنفيذ المشاريع، بعد ان تم اشغال الرأي العام باجراءات كثيرة ومتعددة ومختلفة ومتناقضة ،من التقشف الى الدمج الى التغيير او التعديل مروراً بتفاصيلها، وكل ذلك يأخذ وقتاً وليس معناه ان الساعة تتوقف لحين الانتهاء منها ،وكأن الامر هروب بالمشاكل الى الامام من دون ايجاد حلول لمشاكل البلاد في الملفات المهمة لذلك لابد من وضع منهج رصين للسير بالملفات الى الامام بما يحقق آمال وطموحات الشعب.