قامت التظاهرات على اساس توفير الخدمات ومحاربة الفساد فهي تظاهرات خدمية انطلقت بسبب سوء الاوضاع الخدمية وقد أيدت المرجعية الدينية العليا مطالب المتظاهرين ووقف الجميع في صفها وقامت الحكومة باجراء اصلاحات في الهيكل العام للشكل الاداري للدولة بعد ان طالبت المرجعية الدينية السلطة التنفيذية باتخاذ الاجراءات اللازمة والقرارات الشجاعة لمحاربة الفساد وتوفير الخدمات للمواطنين ومحاسبة المقصرين وبالفعل انطلقت الحزمة الاولى من الاصلاحات وركزت على تقليص المناصب الادارية في الدولة وتبعتها حزمة اخرى بترشيق وزاري وكل ذلك يمس الاطار الشكلي لهرم الدولة الذي يأمل المواطن ان يكون الاصلاح في المضمون من حيث وضع خطط مبنية على رؤية ثاقبة تعالج المشاكل وتعطي الحلول ويتم عرضها على الشعب مع خطواتها الزمنية بمعنى خطة خدمية بآليات محكمة بوصفها برنامجاً خدمياً يراه المواطن وينتظر ثماره فالمواطن يريد خدمات فممكن يتفاعل مع كل خطوة تلامس مطالبه وتحرك الركود الخدمي ولكن بعد ذلك يريد النتائج والمتمثلة بالخدمة والسكن والعيش الرغيد وهذا كله ممكن اذا كان هناك تخطيط سليم يبدأ بخطط واقعية تشمل جميع القطاعات ولعل ابرز ما اظهرته التظاهرات ان هناك اعلاماً مسموماً يحاول حرفها عن مسارها والقيام بحملة تسقيط وتشويه الاتجاهات الفكرية والسياسية فيأخذ بالشتم واللعن والطعن ولاسيما الاعلام الذي يحمل خلفيات صدامية بائدة لذلك فالشعب يعي جيداً تلك الافكار المنحرفة والدعوات المنحرفة التي يطلقها البعض للنيل من التجربة السياسية في البلاد التي ضحى من اجلها الشعب ولازال يضحي ويدافع عن بنائه الذي سيبقى عصياً على الاعداء مهما تقنعوا وتلونوا ولبسوا لباس الحمل الوديع ومن هنا فالشعب يقف خلف كل اصلاح يؤدي في المحصلة النهائية لتوفير الخدمات للمواطنين ويبني مؤسسات دولة رصينة كما انه يقف مدافعاً عن تجربته مهما كثر الاعداء وتلونوا لانه مؤمن بتجربته وبنهجه المستمد من نهج الرجال العظماء الذين نذروا انفسهم في سبيل اعلاء شأن الانسان.