اصداء..خطط المطالبات

البناء لا يكون نظرياً ،ولا يكون بالكلام او بالتسابق لاطلاق زخرف الالفاظ وسبكها بتراكيب تحمل مضامين ،من يطلع عليها او يسمعها يظن ظناً ان قائلها سيأتي بالمعجزات ،ولا يكون البناء بالانزواء في وقت الانتقادات واتخاذ موقع المتخفي، فمن يراهن على كثرة الكلام فان رهانه خاسر ،لان عامل الزمن سيضع كل كلام امام قائله ويترك باب الخيارات مفتوحة ،ومن يراهن على ابتكار اساليب وصياغة حجج جديدة لتبرير الضعف فان خياره سيكون خاسراً، لان كل شيء تم طرحه وكل المسوغات تم طرحها ولم يبق سوى العمل بما هو متوافر من امكانات، فلا يجوز التغني بالقاء الاسباب على الاخرين، لان كل شيء له اسباب ومسببات، ولا يجوز التهرب من امور اصبحت واضحة للعيان جهات التقصير والضعف والذي يؤكد المنطلقات الاصلاحية والبنائية هو الخطط ذات الطابع العملي والواقعي التي تجد صداها بالتطبيق وتعطي بوادر نجاحها ويقطف المواطن ثمارها من خلال الشفافية والمصداقية، فهل يعقل ان الواقع الخدمي الذي تسمنه اكثر من مسؤول يبقى يراوح في مكانه، والكل يتعذر باعذار موسمية تعاد وتصقل ،فاذا جاء الصيف حمل معه اعذاره، واذا جاء  الشتاء حمل اعذاره معه وهكذا ،وكل ذلك والمواطن يترقب ويتأمل في ظل مرور السنوات والاشهر وفي نهاية المطاف لايرى نتائج ايجابية من كل ذلك الصخب المتبادل ،ومن هنا لابد ان تكون الرؤية واضحة لما سيتم العمل في ضوئه ،فالعام القادم على الابواب في كل تفاصيله التي شهدها العام الحالي من خلال المطالبات ،فهل تم اعداد العدة لمتطلبات العام القادم والاعوام المقبلة؟ وهل الوزارات المعنية عملت على تحقيق مطالب المواطنين؟ او ان الامور عند المسؤول قد خف وهجها؟ ان الذي يعمل لتنفيذ خططه بعيداً عن الصخب والتبرير سيحقق الانجازات ،ولا يظن اولئك الذين يتفنون بالقاء التهم على الاخرين محاولين الهرب من المسؤولية ان الشعب سوف لن يسائلهم ،لان الجديد سرعان ما يكون قديماً ،والحالي سيكون السابق وهكذا، لذلك اكدت المرجعية الدينية العليا على ضرورة اجراء الاصلاحات بشكل جذري وحقيقي وان تكون واقعية ودستورية وقانونيةو السهر على تنفيذ مطالب المواطنين من خلال الخطط العملية والحقيقية.

blog comments powered by Disqus