بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
وتيرة الإصلاحات لازالت دون المستوى المطلوب ،وهذا ليس استهانة أو تقليل من (الإجراءات) التي قامت بها الحكومة لتقليل النفقات ودعم عملية التقشف بحذف مناصب وترشيق أخرى ، بل أنها إجراءات جيدة في إطار عملية التقشف من حيث إن مفهوم الإصلاح يحمل دلالات كبيرة وعميقة ولها أبعاد ستراتيجية ، فإصلاح البنية والنهج والعمل في مفاصل الدولة يكون ضمن اطر منهجية ، واضحة المعالم ، ومحددة الاتجاهات وتعكس متطلبات مجتمع وليس رغبات آنية أو مطلبية حماسية ، وما يصدق على السلطة التنفيذية يصدق على السلطة التشريعية التي لم يلمس المواطن منها مشروع قانون يلامس حياته وينظم أمور الدولة ، فقوانين مثل قانون السيطرة على الضوضاء ، أو الانهماك في مناقشة اتفاقيات ثانوية على الرغم من إنها مهمة ولكن لا يكون الإصلاح بهكذا طريقة ،وكذلك الانهماك ببيان الصالح والطالح ، مع ان ذلك من الخطابات الوعظية ، ولها منابرها الخاصة فهي جيدة ، ولكن ليس اصلاحا ،فالاجهزة الالكترونية تحمل الغث والسمين ، والمفيد والسلبي وتبقى ثقافة وتربية الإنسان هي من تحدد بوصلة الاتجاه الذي يميل اليه الانسان ،مع ذلك فلابد من نشر ثقافة التوعية الأخلاقية وفتح مجالات أوسع أمام الشباب ليمارسوا ويزاولوا هواياتهم وعدم الحجر عليهم أواكراههم على السير على منوال وتصرفات وقناعات الأب ،فالإمام علي (ع)قال عنهم (لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم) بمعنى لاتكرهوا أولادكم على التطبع بطباعكم ، لان الفضائل غير الواجبة شرعاً لايُكره عليها الأبناء ،ومن هنا فالإصلاح البرلماني لايجري وراء الأمور المعنوية ورفع شعارات هي في حقيقتها لاتحمل الهم الحقيقي التي تعاني منها البلاد، فهل مشكلة البلاد تنحصر في مجال معين واحد، وهل مشكلة البلد أخلاقية أو أمنية أو اقتصادية أو خدمية ؟، فلابد من تحديدها والانطلاق منها .أما إذا كانت كلها مشاكل ،فهذا مؤشر اكبر خطورة ويجب تداركه والعمل على إيجاد الحلول له . ففي وقت يطالب به الجمهور بالخدمات لابد من فسح اكبر مساحة للتعبير عن الهموم والمشاكل والتقاطها وإيجاد الحل لها .وبلا شك إن ذلك لابد أن يكون بخطوات ملموسة ومحسوسة ، لان الشعب يراقب الاداء العملي وليس الشعارات والدعوات والحث والالتماس والتشديد.
