من دار الفناء إلى دار الخلد والبقاء.. إلى قادة النصر
بسم الله الرحمن الرحيم
[ولا تحسبنَ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياءٌ عند ربهم يرزقون]
صدق الله العلي العظيم.
ننحني إجلالاً وعرفاناً، أمامكم قادة النصر، شهداء الأمة. نقبّل رؤوسكم التي رفعت رؤوس شعبنا. نلثم أناملكم التي قاومت خواتم الإيمان والنصر فيها صواريخ العدوان. نعفّر جباهنا بتراب أقدامكم التي عبّدت دروب التحرير والاباء. نحضن جثامينكم، فمصائر شعوبنا وراياتها اختلطت، كما اختلطت أنفاسكم، ودماؤكم، ولحومكم، وعظامكم. كنتم في ساحات الوغى جسداً واحداً كالبنيان المرصوص، فانتصرتم. وترقدون اليوم تعانقون بعضكم في قبور في شرق الأرض وغربها، تبشروننا بانتصارات قادمة. لا احتلال. لا تطبيع. أمتنا تنهض. الشرق ينهض. العالم ينهض.
أمتكم -بعد عامين- أقوى. شعبكم، أبناؤكم -بعد عامين- أكثر عزماً ،وتنظيماً، ووحدة. دماؤكم رَوَت زروع الخلد والفوز العظيم. فالموت قدر الناس، كل الناس. أمّا الشهادة فمنزلة لا ينالها إلا ذو حظٍ عظيم.
هنيئاً لكم ،ولمن سار ويسير على نهجكم. ولن تُهزم أمّةُ انجبتكم. ولن تُقهر شعوب أنتم قادتها، ورموزها، وشهداؤها. شعوب تقاوم برغم الآلام والعذابات، وتُلقّن المعتدين دروساً مؤلمة، شعوبٌ ترجو من الله ما لا يرجون. فإنا لله وإنا اليه راجعون.
عادل عبد المهدي