دعا رئيسُ المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، الخميس الماضي، الى الاهتمام بالجانب التربوي والسلوكي للطالب والبنى التحيتة للمدارس الحكومية، بالاضافة الى تحديث المناهج التعليمية. وقال السيد عمار الحكيم في كلمة القاها خلال حفل افتتاح مدرسة من مدارس الامام علي {ع} النموذجية بمناسبة بلوغ الطالبات السن الشرعي في النجف الاشرف ان “هذا المكان الذي نحن فيه انما هي مؤسسة تنتج مجتمع راقي ، فكيف لنا ان نصوغ شخصية انسان مستقلة ومتوازنة دون ان نمر من بوابة المدرسة واذا اردنا ان ننجح العملية التربوية والتعليمية”. ودعا ايضا الى “الاهتمام بالجانب التربوي والاخلاقي والسلوكي قبل المهمة التعليمية”، موضحا ان” المدرسة موقع تربوي قبل ان يكون موقع تعليمي ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، فالعلم سلاح فتاك يعطى بيد شخص مزكى يحوله الى خدمة البشرية ويطور التكنولوجيا والطب ويحدد في خدمات الناس، واذا وقع بيد شخص غير مزكى يصنع قنبلة نووية يؤذي بها الناس”. واضاف “اننا نحتاج الى قلب سليم وعفيف وبعيد عن الرذيلة والى العقل السليم البعيد عن التطرف والعنف والكراهية ونحتاج الى السلوك السليم البعيد عن الاستعلاء والانانية والتكبر والتجاوز على الاخرين الذي يحمل البسمة والشفقة والتواضع وخفض الجناح للاخرين، فالجانب التربوي يمثل معلما اساسيا”. وتابع قائلا” اليوم نحن ننفق في بلادنا وبلاد العالم ككل مليارات الدولارات لمكافحة الجريمة والتعصب والتطرف والفساد وما الى ذلك مما يعاني منه مجتمعنا وتعاني منه المجتمعات الاخرى ، ولو ننفق عشر من هذه الامكانات الطائلة ونركز على واقعنا التربوي والتعليمي في مدارسنا، اليوم كلفة الحرب على داعش كم ومدارسنا الحكومية خالية من زجاج النوافذ”. واشار الى” وجود مشاكل كبيرة تواجه مدارسنا الحكومية في ابسط المقومات والضرورات المطلوبة في خدمة الطلبة ، كالبعد الانشائي والمنهجي والتربوي في رعاية الملاكات التدريسية الى غير ذلك من امور وشؤون كثيرة، فماذا ينتج هذا الاهمال غير انفاق عشرات الاضعاف حتى نعالج فنحن لا نذهب الى مصدر المشكلة ونبدا بمعالجته بالوقاية خير من العلاج فنحن لا نستخدم اسلوب الوقاية”. وبين “اننا اليوم نحتاج الى تحديث المناهج ، هناك سرعة في التقنية التكنولجية في العالم الامور تسير بسرعة فائقة ومناهجنا ما زالت مناهج لعقود سابقة ويجرى بعض التحديث والتطوير الجزئي فاصبح هناك فجوة في ما نعلمه للطالب والواقع الموجود في العالم، وكذلك اليوم في ثورة الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي والكروبات والسياقات الجديدة اصبح سهل الاتصال مع العالم وتبادل المعلومات وسرعة تبادل الفكر في بعدها الايجابي والسلبي “، متسائلا” فاين نحن من هذا التطور”؟ واكد على ان” مناهجنا غير قادرة على مواكبة مثل هذه التطورات ونحتاج الى تحديث حقيقي في المناهج وتحديث في الاساليب التربوية والاليات والتعليمية حتى اساليبنا ماباتت مجدية ونافعة في تحقيق الانجازات المطلوبة والاحداث ، فاليوم نفكر بالعقوبات التربوية ونضع لها معاير وموازين ؛ لكن ماذا عن المكافات التربوية والتشيع الذي يخلق المنافسة وتدفع الجميع نحو تقديم المزيد حتى يحضى بالامتيازات وبالشكر والتقدير”. وزاد قائلا” علينا الاهتمام بطرق التفكير وتحفيز الطالب ان يفكر وليس ان يحفظ وعلينا تنمية نقاط القوة في ابنائنا وبناتنا لتنميتها من الطفولة حتى يصلوا الى مرحلة من العطاء الكبير، ونقولها دائما وراء كل امة عظيمة تربية ناجحة ووراء كل تربية ناجحة معلم مخلص يجب ان نهتم بتطوير قدراتهم ورعايتهم وتكريمهم فاذا تحقق يمكن ان يتحول الانجاز الى اعجاز ويحصل فارق كبير يستشعرهم الاولياء في بيوتهم”.