Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

ملامح من السينما اليابانية 2015… البحث عن السكينة

ملامح من السينما اليابانية 2015… البحث عن السكينة
استراحة و فنون - 1:05 - 20/08/2015 - عدد القراء : 1482

قدمت السينما اليابانية خلال عام 2015 مجموعة من الأفلام، تنوعت مواضعيها بين الموت والحياة، العزلة، الحب، مشاكل العائلة، الطلاق، العنف، الريف والطبيعة والحياة المعقدة للمواطن الياباني.تكشف هذه الأفلام عن مدى الحيوية والطاقة التي تشعها هذه الأفلام، من خلال تجارب متنوعة لعدد من المخرجين تَرَكُوا بصمة واضحة لسينما ذات بُعْدٍ تأملي تنهل من روعة الأمكنة.جسدت السينما المستقلة توجها مستقلا ومغايرا على المستوى الفكري وبؤرة ابداعية مهمة تجلت في الأفلام خارج الصناعة السينمائية اليابانية التجارية. يمثلها صنفان من المخرجين والتجارب: فهناك مخرجون شباب وجدوا هامشا كبيرا من الحرية، فأتت أفلامهم في هذا المتن الإبداعي الحر. وهناك مجموعة من المخرجين لهم تجارب طويلة قدموا أفلاما حظيت بترحاب كبير في المهرجانات الدولية. من بين العناوين التي تشكل هذا البُعْد في السينما اليابانية المعاصرة فيلم «رِيُوزو» للمخرج تاكيشي كيتانو (روائي وفنان تشكيلي ومخرج من مواليد 1947)، يحكي الفيلم عن عضو سابق في الياكوزا (المافيا اليابانية)، يعيش حياة هادئة خارج أنشطته واهتماماته السابقة. وحينما يقع هدفا لعملية احتيال الإنترنت، «ريوزو» يجلب رفاقه السابقين ليلقن درسا قاسيا للشبان الذين حاولوا خداعه، ومن أجل فرض النظام في «مجتمع حالي طائش». جسد المخرج دورا صغيرا في الفيلم. كما يحتوي هذا الفيلم العديد من مشاهد العنف. حينما تشاهد أفلام تاكيشي كيتانو، فإن المتلقي يبقى متعصبا مُنزعجا، لا يعرف ما الذي يمكن توقعه، حيث تتشابك مشاهد الفرح والحزن معا، لكن الشيء الأكيد أن سير الأحداث لا يترك أبدا أي مجال للاختلاف حول القيمة الفنية والإبداعية لمجمل أفلامه طيلة مساره السينمائي نذكر منها: «أزهار النار» (1997)، «زواتشي» (2003)، «الإساءة» 2010.يمكن الإشارة أيضا إلى المخرجة اليابانية ناعومي كاواسي (من مواليد 30 مايو/أيار 1969)، تشارك للمرة الثالثة في مهرجان كان السينمائي بفيلمها «عجينة الفاصوليا الحمراء اللذيدة» (2015)، للإشارة فالمخرجة حازت الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي عن فيلمها «غابة موغاري» سنة 2007. يحكي فيلمها الجديد «عجينة الفاصوليا» عن سيدة تعرض خدماتها على صاحب محل لبيع الحلوى لتشاركه في صنع عجينة من الفاصوليا الحمراء اللذيذة، التي يتدافع عليها سكان القرية بشكل غريب وعجيب لما تحمله من مذاق رائع. وبالتالي تزدهر تجارة الشاب صاحب المحل. المخرجة تقحم أحاسيس حسية وسرية عما تعرفه المرأة العجوز عن صناعة الحلوى خلال خمسين سنة الماضية. تقحم ضحكتها التي لا تنتهي يديها المحمرتين اللتين تحملان دليلا قاطعا على همة عملها. إيقاع الفيلم البطيء والسلس في سينما ناعومي كاواسي يصوغ شخصياتها ويضعها جنبا إلى جنب، . ففي نهاية الفيلم تستطيع مشاركة الجميع هذا الحب الذي تتقاسمه مع سكان القرية من خلال هذه الحلوى اللذيذة.وتستمر المخرجة اليابانية في مسارها السينمائي في مساءلة العلاقة التي تجمع بين الإنسان والطبيعة في فيلمها «مياه هادئة» (2014)، يحكي الفيلم عن سكان جزيرة أمامي – أوشيما بتناغم مع الطبيعة، يتعايشون مع كل شجرة وكل حجرة، ومع كل نبتة يعيش إله. يكتشف كايتو جسد رجل يطفو فوق الماء. صديقته الشابة تساعده في فك هذا اللغز. ومن البحث في تفاصيل الجثة التي طفت على شاطئ البحر، يتعلمان النضج ويكتشفان فصول الحياة: الموت والحب. في فيلم «مياه هادئة» تقبض المخرجة على التفاصيل الدقيقة بأجزائها الدقيقة وبلغة شعرية قوية، عبر صوره الرائعة ووجودها التناغمي بين الخيال الحر والملاحظة الوثائقية المتكاملة بمهارة في القصة، حيث تعطي درسا بليغا في حكمة الحياة وقصيدة مفيدة في التقاليد الروحانية اليابانية. تحضر ثيمة الطلاق بحدة في فيلم «كاِكي كومي» (2014) للمخرج ماساتو هاردا، يحكي الفيلم عن الطلاق في زمن الساموراي؟ طيلة فترة «إيدو»، تبحث النساء عن الطلاق أو المُعنفات من قبل أزواجهن ويسعين للبحث عن الطلاق بكل الوسائل. فالشاب نوهيرو، طبيب وكاتب يساعد عمته «غينبي» مالكة ومسيرة لخمارة، يقدمان المساعدة والمعالجة الطبية والنفسية للنساء المعنفات واللواتي يعانين في صمت من الضرب والتعنيف وقسوة تعامل الرجال والسيطرة الذكورية. يطرح الفيلم قضية استرجاع النساء لحقوقهن بقصة عبقرية مستوحاة من رواية الكاتب هيساشي.المخرج الشاب كازويوشي كوماكيري (من مواليد 1974) في فيلمه الجديد «رجُلِي» 2014 [ 129 دقيقة]، يطرح الفيلم إشكالية كبرى عن الطفولة والعزلة والكوارث الطبيعية ومخاطرها. يطرح الفيلم السؤال التالي: إلى أي حد تقود العزلة إلى حب ممنوع. إلى أين يمكن أن يصل هذا الحب؟ بعد أن فقدت « هانا» ذات العشر سنوات كل شيء في كارثة تسونامي، تذهب برفقة شاب في سفر مجهول. تبدأ علاقة الاثنين في العيش معا «كزوجة وزوج»، ويتقاسمان الإحساس العميق بالضياع. في وسط الصقيع والثلوج الباردة لجزيرة هوكيدو، ومع الرغبة الممتلئة وقلوبهما العطشى والجائعة للحب يضعان خطواتهما الأولى في عالم ممنوع. يعمل المحقق أوشيو في البحث في تفاصيل هذه العلاقة «المشبوهة» ويبدأ معها الخوف والصراع…كازويوشي كاما كيري مؤلف ومخرج ومن أفلامه الأخيرة «نهاية الصيف» 2013.في قائمة هذه الأفلام الاجتماعية نجد فيلما آخر «قمر من ورق» 2014 للمخرج دايهاشي يوشيدا (من مواليد 1963) المستوحى من رواية ميسويو كاكوتا، يدور الفيلم حول سيدة تشتغل نصف دوام كقابضة في أحد البنوك، يدفعها عشقها المحموم بعشيقها إلى اقتراف عمل طائش بسرقة مبلغ مالي من البنك لتتمتع به مع خطيبها. من جملة الأفلام التي قدمها هذا المخرج «القُبطان كوهيو» 2009، وفيلم «الحب والخسارة» 2007، كترجمة عربية مقربة لمضمون الفيلم.فيلم حاز استحسان النقاد ولقي ترحيبا كبيرا يتعلق الأمر بفيلم «الأسابيع السبعة» من تأليف وإخراج المخرج المخضرم نوبوهيكو أوباياشي (من مواليد 9 يناير/كانون الثاني 1938) ويحكي الفيلم عن عائلة تجتمع بعد وفاة مخرج وفور نهاية الجنازة تنقشع شبكة من العلاقات المعقدة والمؤامرات بين أفراد العائلة، حيث تنتفي الحدود بين صخب عالم الأحياء وعالم الأموات.يطرح المخرج الكبير نابوهيكو أُباياشي الموضوع في بعده الفلسفي وكيف تنتصر قيم الحب في النهاية، إلى جانب الإخراج فهو سيناريست عرف بأسلوبه السوريالي في بدايته الأولى والشعبي في مرحلة ثانية ومن أفلامه المشهورة «طلبة في طور التغيير» 1982، وفيلم «فوتاري» 1991.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
16°
27°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية