Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

فيلم «الهدف… لندن» : عيون أمريكا تحرس مدن الجمال وقلاع الحرية

فيلم «الهدف… لندن» : عيون أمريكا تحرس مدن الجمال وقلاع الحرية
استراحة و فنون - 0:52 - 01/06/2016 - عدد القراء : 2975

ليس ثمة مفاجأة أو توقعات في الفيلم الأمريكي «الهدف.. لندن»، أو «لندن سقطت» (2016) للمخرج ذي الأصول الإيرانية باباك نجافي. منذ الدقائق العشر الأولى يرسم الفيلم الهوليوودي صورة لما سيقع في ما بعد. ملخص الحكاية بعد وفاة رئيس الوزراء البريطاني في ظروف شبه غامضة، يجتمع قادة وزعماء العالم في تأبينه في لندن. يتحول حول حفل التأبين في هذه العاصمة الأوروبية إلى فرصة لتدمير لندن والقضاء على زعماء العالم دفعة واحدة، فقط ثلاث شخصيات تتصدى للقتلة والمتطرفين وتخطيطاتهم الإرهابية، الرئيس الأمريكي، ورئيس الأمن المصاحب للرئيس مايك بابنين، الذي أدى دوره جيرار بيتر والعميلة البريطانية التي تشتغل في المخابرات البريطانية (م 8 ) التي أدت دورها شارلوت ويلي والممثل القدير مورغان فريمان. يبتدئ الفيلم بخبر وفاة رئيس الوزراء، أمام دهشة وتساؤل من الجميع وفي توافد قادة العالم استعدادا لحفل التأبين.. في مقدمتهم الرئيس الأمريكي والوفد الأمني المصاحب له.. بوصوله ودخول فندق الاستقبال تبدأ الهجمات الإرهابية المخطط لها مسبقا.. تجعل الرئيس الأمريكي يقع في حيرة وورطة كبيرة.. وعلى غرار الجزء الأول للفيلم «الهدف.. البيت الأبيض» (2013) من إخراج أنطوان فوكا تبدأ الهجمات الإرهابية المحكمة في تدمير القناطر والجسور وقصف ساعة بيغ بن الشهيرة وما تمثله من دقة وانضباط بالنسبة لساكنة لندن والعالم. ثم يتم تدمير العمارات الشاهقة في مشاهد رائعة وبطريقة مبهرة تصاحبها موسيقى تصويرية ولقطات بانورامية عن لندن، وهي تغدو ذاكرة للتدمير والحطام.قصف المواقع المهمة في لندن والعمارات الشاهقة وزرع الخوف لدى القاطنين فيها وتناقل أخبار سقوطها بأيدي الارهابيين يوازي حجم العنف المجسد في الفيلم بشكل كبير والمصور بأكثر من زاوية، لتحل مطاردة الرئيس ومطارة الإرهابيين وتبادل إطلاق النار.. لا جديد في هذه المطاردات والمطاردات المضادة سوى إزهاق أرواح آلاف الأبرياء وإبراز قدرة المخابرات الأمريكية على الاختراق، وحنكة الرئيس الأمريكي فوق الأراضي الإنكليزية وحيرة وشك العميلة البريطانية التي يصورها المخرج كشخصية تشك وترتاب في كل شيء.كل لقطة في الفيلم تعيد نفسها بأكثر من طريقة.. كأننا شاهدناها آلاف المرات، وفي كل كلمة لأبطال الفيلم تنمحي الحكاية شيئا فشيئا على إيقاع فيلم نمطي هوليوودي.. وعلى عادة هوليوود حيث ينتصر الخير على الشر في نهاية المطاف بنجاة الرئيس الأمريكي الذي يصوره المخرج بشخصية كارزمية وقوية غير مندفع يأخذ القرارات الصعبة في الوقت المناسب. بالطريقة نفسها التي تتحدى بها أمريكا مصائبها ومشاكلها بقناع ذكوري لا حضور فيه للعقل. باختصار نجد أنفسنا في فيلم «الهدف.. لندن» أمام فيلم تجاري محض بتقنيات كبيرة وإمكانيات ضخمة وسيناريو يحبس الأنفاس ومتعة ترافقها وعنف يزداد بين متواليات مشاهد الفيلم. يمتاز الفيلم بتأثيرات جمالية وفنية بليغة ولكنه يبقى فيلما تجاريا تم التسويق له بشكل كبير، حيث يتم تفجير السيارات المضادة للرصاص ومشاهد رائعة في تدمير الجسور وعمارات مدينة لندن حتى تغدو خرابا. حتى أن بعض المشاهد تتشابه وما يحدث في سوريا وحلب من تدمير وقتل أعمى…فيلم « الهدف.. لندن» /2016/ الولايات المتحدة الأمريكية / 99 دقيقة، هو الفيلم الثالث للمخرج الإيراني باباك نجافي بعد فيلم «سابي» (2010) وفيلم «سنابا كاتش 2) (2012). مخرج لثلاثة أفلام تدخل في خانة أفلام العنف والسينما التجارية، التي تبحث عن شباك التذاكر، رغم الجماليات التي تؤطرها في غالب مشاهدها العامة، والتي تجد رواجا كبيرا لدى الجماهير لسهولة القصة والحوار المرافق وكتابة السيناريو وأجواء المطاردات التي ترافقها وانتصار الخير على الشر في نهاية المطاف. يتألق الممثل جيرار بيتر في دور (مايك بانين) في مسيرته السينمائية في هذا الفيلم، بعد فيلمه الأخير «آلهة مصر» في حين يحوم باقي الممثلين حوله، في حين تظهر الممثلة شارلوت ويلي في شخصية مركبة ومقنعة إلى حد كبير كعميلة بريطانية مرتابة. وكعادته يتألق مورغان فريمان الذي يتمتع داخل الفيلم بشخصية قوية وجذابة ومثيرة للانتباه. يأتي الفيلم على حد أحد أقوال الإرهابيين إن «لندن ليست سوى المحطة الأولى» في إشارة إلى باقي العواصم الدولية، التي تنتظر دورها في التدمير وتذكيرا بالأحداث الشهيرة في باريس ومجزرة شارلي إيبدو وكذلك أحداث بلجيكا الأخيرة. يطرح الفيلم قوة الإرهاب والتحالفات الشيطانية التي تجمع المتطرفين من مختلف بقاع العالم للقضاء على ما تمثله أمريكا، التي يصورها المخرج في رئيسها ورئيس جهاز الأمن، إنهم قادمون لحفل التأبين وتقديم العزاء والمواساة وليس لاستعمار البلد، بل سيسعون في مرحلة متقدمة من الفيلم في التدخل لإنقاذ لندن، المدينة الجميلة التي تم تصويرها بانوراميا بأنها مدينة للروعة وللهدوء وتتحول إلى عاصفة للقتل والتدمير والدم في إشارة إلى ما قام به القتلة في سوريا والعراق وبلجيكا وفرنسا ونيويورك. رغم أن الفيلم يبرز سطوة المتطرفين والإمكانيات والتخطيط المحكم الذي يتمتعون به فإنه في جانب آخر يعكس حكمة الرئيس الأمريكي وعزيمة رئيس الأمن المرافق وحجم التضحيات التي يبذلونها في سبيل إنقاذ العالم من مخاطر الإرهابيين. في إشارة إلى أمركة العالم وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية في إطار العولمة والنظام العالمي الجديد الذي تقوده.. وهذه القيادة تبدأ من لندن كمدينة كانت خلال القرن 19 وحتى الحرب العالمية الأولى هي التي تقود العالم، وما لذلك من دلالة تاريخية في رمزية حضورها التاريخي والحضاري. ومشهد تدمير ساعة لندن الشهيرة، وإنقاذها كمدينة للدقة والانضباط وأصل الثورات الفلاحية والصناعية والتقنية، يمنح لأمريكا ورئيسها شرف هذا الإنقاذ من براثن السقوط في أيدي التطرف والإرهاب. تتعدد رسائل الفيلم وتحمل رسائل سياسية واضحة، إن تدمير العالم الذي نراه في ضفاف المتوسط وفي سوريا وبغداد وباريس… يجب أن تحرسه أياد أمينة لها القدرة والخبرة والحنكة في تسيير العالم، لا تهم المدينة التي تنطلق منها القرارات بقدر ما يهم العقل المفكر والمدبر لها، تحرسه أمريكا ليلا ونهارا بعيون لا تعرف النوم وتسهر على حماية الشعوب ومدن الجمال وقلاع الحرية…

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
32°
35°
Sat
36°
Sun
الافتتاحية