أعلنت طائفة الصابئة المندائيين في محافظة البصرة، الأربعاء الماضي، تشكيل موكبين خدميين لاحياء الشعائر الحسينية من أجل مشاركة المسلمين أحزانهم خلال شهر محرم، فيما بينت ان أحدهما يقام للعام التاسع على التوالي في مركز المدينة، والثاني يوجد في قضاء الزبير.وقال الزعيم الديني للطائفة في المحافظة الشيخ مازن نايف في حديث لـ السومرية نيوز، إن “مجلس شؤون الطائفة أقام للعام التاسع على التوالي موكباً حسينياً خدمياً يحمل اسم النبي يحيا بن زكريا في منطقة الطويسة الواقعة وسط المدينة”، مبيناً أن “الموكب وجد لمشاركة المسلمين أحزانهم خلال شهر محرم، وبذلك يسهم في تعميق حالة التعايش السلمي بين أبناء المحافظة، خاصة وأن العديد من المندائيين والمسلمين الشيعة والسنة يشاركون في الموكب”.ولفت زعيم الطائفة الى أن “رجال الدين المندائيين يتواجدون مساء كل يوم في الموكب للاشراف على جهود المشاركين”، مضيفاً أن “ثورة الإمام الحسين (ع) هي قضية انسانية عالمية، ولم تعد خاصة بدين أو مذهب معين”.بدوره، قال عضو مجلس شؤون الطائفة في البصرة لؤي الخميسي في حديث لـ السومرية نيوز، إن “موكباً آخر يحمل اسم الطائفة يوجد في سوق الصاغة ضمن قضاء الزبير الواقع غرب المحافظة، وفيه يتم إحياء الشعائر الحسينية للعام الثالث على التوالي”، موضحاً أن “الموكب استقطب عشرات المتطوعين من المندائيين والمسلمين”.يذكر أن الديانة المندائية تعتبر من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوب العراق، ومازال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، علاوة على إلى منطقة الأهواز في إيران، كما يوجد عشرات الآلاف منهم في دول أوربية أبرزها النرويج وهولندا والسويد والمملكة المتحدة، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين لأسباب سياسية واقتصادية وأمنية.وفي البصرة كان يسكن آلاف المواطنين المندائيين، لكن غالبيتهم هاجروا بعد عام 2003، ولا تتوفر إحصائية رسمية بعدد المندائيين في المحافظة، إلا أن التقديرات تفيد بوجود ما لا يزيد عن 250 أسرة معظمها تسكن في مناطق مثل الحكيمية والعباسية والطويسة، والأخيرة يقع فيها المندي (المعبد) الوحيد للطائفة في المحافظة، كما يوجد فيها الموكب الحسيني التابع للطائفة.