Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

زجاج السيارات الخلفي: لوحات إعلانات طربية ودعائية وحكم مجانية

زجاج السيارات الخلفي: لوحات إعلانات طربية ودعائية وحكم مجانية
الأخيرة - بغداد / متابعة العدالة - 1:14 - 18/08/2015 - عدد القراء : 1358

(ليش زعلانه)وو(أوف منك يازمن)و(سلمتك بيد الله)و (موكافي صبر) وعلى هذه الشاكلة تطالعك مئات الصور والعبارات والحكم المجانية التي اختطت بعناية فائقة لتتخذ من واجهات الزجاج الخلفي لسيارات الأجرة مستقرا لها ومقاما.ويبقى الخيار الاول والاخير في اختيار التعليقات المناسبة ايا كان مستواها الذوقي وما على المتلقي الا ان يتحمل تبعات وجوده في الشارع خصوصا عدم وجود اهتمام بحيثيات تلك المشكلة وما تسببه من مضار اجتماعية ومرورية.      وعند ذاك كان لابد لنا  فرصة تتبع هذه الظاهرة  وفحواها ووجودها غير معنيين بمصادرة حرية التعبير عن الراي سواء كانت ضد او مع تلك الظاهرة.  تحدث الينا بهذا الخصوص جاسم رشيد مدرس مادة التاريخ للمرحلة الاعدادية وهو يصف هذا اللون من التصرف بانه غير مقبول باي حال من الاحوال بحكم الضوابط الدينية والاجتماعية والعشائرية التي ندين  وان التفريط  بجزء من تلك الحقوق هدر لكرامة الانسان ، وعلى الجانب الاخر  فان تلك العبارات  حتما تسبب خدش للحياء والتجاوز على الذوق العام  لاسيما وهي تحاكي شرائح المجتمع كافة. ابو علي يمتهن السياقة منذ اعوام طويلة وهي مصدر رزقه الوحيد هو وعائلته المكونة من سبعة اشخاص حيث يعتقد بأن المسؤولية تقع بالكامل على عاتق المؤسسة الحكومية وتحديدا دائرة المرور العامة لانها معنية بوضع  الضوابط اللازمة واتخاذ العقوبات الرادعة  التي من شانها ان تقوم سلوك العاملين بتلك المهنة، علما بان مهنة السياقة كانت على الدوام سباقة في رفع شعار الفن والذوق والاحترام لان السائق بمثابة الوجه الحضاري للبلد وعنوان سمعته، اضف الى ذلك فان سيارة الاجرة تقل الرجال والنساء والاطفال فمن غير الممكن ان يستقبل أي فرد منا بناته او اخواته بتلك العبارات غير المؤدبة التي  تسبب الكثير من الحرج وتشوه منظر المركبة.ومن جهه اخرى التقينا الدكتور رياض  مختص في علم النفس  وهو يعتقد بأن هذا النوع من الاعراض يدخل في خانة الامراض النفسية وليست الجسدية وهو تعبير واضح وصريح عن مدى افتقاد الشخص المعني لخاصية الاستقرار العاطفي والنفسي على امل ان يتخذ من تلك العبارات ملاذا امنا ومتنفس رحب للخلاص من العقد النفسية والاجتماعية. فيقول اعتقد من وجهة نظر طبية  بانها سوف تتضاعف من جراء التركيز عليها.محمد فاخر سائق كوستر في احد المناطق الشعبية وهو ممن يؤيد تلك الموجة على اعتبارها تواكب العصر وتدغدغ مشاعر الشباب  على حد سواء ولا توجد فيها مضار حسب ما يعتقد هو وهي شأن شخصي مختص بصاحب العجلة ولا يوجد فيها إساءة اخلاقية لأي شخص بل العكس صحيح فهي تعطي للحياة زخما معنويا وانسانيا اساسه حالة التواصل الانساني بحسب رأيه.فيقول: ان العبارات المكتوبة على خلفية سيارات الاجرة في الاعم الاغلب متداولة  وليس فيها شيء غير مهذب لاسيما وهي تردد بعض كلمات الاغاني المطروحة صباح مساء من على وسائل الاعلام وتلقى اقبال واسع من قبل الاوساط الشبابية ولها مستمعين كثر، ويتابع: هذا النوع من الكتابات يدخل في إطار الاكسسوارات المطلوبة في الوقت الحاضر من اجل تزيين السيارة  اولا وجعل شكلها مقبول وان هذا النوع من الكتابات أو الرسوم ليس حكرا على السواق العراقيين فقط حتى نعتبره شذوذا بل نجده متوفر في اكثر البلدان حضارة. فيما كان المواطن منير جاسم كان من اشد المعاندين لفكرة العقوبات الرادعة  والقوانين الجزائية  على امل ان تكون تلك الخطوة هي الرهان الحقيقي لخيارات الشعب على اعتباره هو صاحب القرار الاول والاخير في معالجة الظواهر الاجتماعية والسلوكية الضارة من منطلق الاحساس بالمسؤولية وعدم الاتكال على المؤسسة الحكومية من اجل تحفيز روح المواطنة وترويض المجتمع العراقي على حرية الرفض او القبول لهذه الفكرة او تلك، فيقول: فإذا ما حاولنا ان نربط  ذلك المفهوم بموضوعة الكتابات البارزة التي يضعها الكثير من سواق سيارات الاجرة اليوم لببعثوا برسائلهم المجانية وهي تحمل نكهة الغزل المبطن او العتب او محاكاة بعض الحكم والابيات الشعرية ومنها من يدخل في خانة التسبيح لله والحمد لرسوله وبعض الارشادات التربوية والمرورية التي تدعو السائق للتريث وعدم الاسراع  خشيت ان يلقى حتفه، وهذه واحدة من النصائح التي ابتدعها هواة تلك الموجة، وهي على ما أعتقد في غير محلها ولا تلبي رغبات جميع شرائح المجتمع  وتشوه منظر السيارة وقد يشوبه الكثير من الاخطاء النحوية والاملائية ناهيك عن العواقب الكارثية التي تسببها تلك الدعايات لانها تحجب الرؤيا لدى السائق ولا تمكنه من رؤية من يسير خلفه.وفي هذا الخصوص  تحدث الينا فائز عبود  الذي  يعزي سبب انبثاق تلك الظاهرة الى حالة الانفتاح الموجودة وعدم وجود الرقيب الذي يتابع ويدقق لان سائق السيارة كان يخشى رجال المرور لانهم يحاسبونه على أي نقص موجود ابتداء من العجلة البديلة (الاسبير) الى المطفاءة الى المثلث الى عدة صيانة السيارة وما الى ذلك من الامور الاخرى ذات العلاقة بسلامة السيارة وضرورة جاهزيتها للعمل الا ان الاوضاع قد تغيرات وليس هناك من يحاسب وهذا مما اعطى فسحة للسواق الجدد ان يعملوا ما بدى لهم خصوصا ونحن نتحدث عن ظاهرة الكتابات غير المرخصة اجتماعيا ومروريا لانها تمثل خرق لمنظومة السلوك الاجتماعي بسبب فضاضتها وتشكل عائقا مروريا لانها تسد منافذ الرؤية الخلفية للسيارة لان اغلب الكتابات توضع على الزجاج الخلفي او على الصندوق الخلفي للسيارة وكنت اتمنى على هيئة النقل الخاص وعلى افراد المرور ان يولون اهتمام اكبر من اجل معالجة تلك السلوكيات لانها باتت تشكل ظاهرة غير حضارية ومنافية للذوق العام.  ولذى نرى ان تتضافر الجهود وان نعمل جميعا من اجل خلق بيئة مرورية صالحة ترفض كل السلوكيات الخاطئة والغير مقبولة اجتماعيا ومروريا لنتفادى الاضرار بالواقع العراقي، لأن ترك هذه الامور على علاتها دون علاج يتقاطع وطموحات النهوض بواقع البلد والارتقاء به اسوة بالدول الديمقراطية المتحضرة.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
22°
36°
Sat
34°
Sun
الافتتاحية