Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

صيف ديالى يعيد إحياء (صناعة الزير) والنازحون ابرز زبائنه

صيف ديالى يعيد إحياء (صناعة الزير) والنازحون ابرز زبائنه
الأخيرة - ديالى/ واب - 1:52 - 09/08/2015 - عدد القراء : 1230

ديالى/ واب

دفع ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسابيع الماضية وما رافقها من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة إلى إحياء “صناعة الزير” او ما يعرف شعبيا بـ”الحب” لتأمين وسيلة لتبريد مياه الشرب، وفيما يعد النازحون ابرز الزبائن الذين يتهافتون على شرائه، ابدى ناشطون سخطهم من تردي ملف الخدمات الأساسية التي دفعت شرائح واسعة للعودة الى الوراء في محاولة للبحث عن اي وسيلة تقليدية تنفذهم من تردي واقع الخدمات. وقال عمر كريم العبيدي البالغ من العمر 54 عاما ان” صناعة الاواني الفخارية ومنها الحب كانت على شفا الانقراض منذ سنوات عدة لكنها فجاة تعاود البروز من جديد بسبب الازمات التي تحولت بالنسبة لنا الى مواسم للعمل واستعادة ذكريات الماضي الجميل”.ويطلق اهالي ديالى لفظة الحب على اواني فخارية تملا بالمياه من اجل تبريدها لكونها تحوي على مسامات تستغل الهواء لتبريد المياه بداخلها.واضاف العبيدي وهو يعمل في ورشة متواضعة قرب بعقوبة ان” ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة خلال الاسابيع الماضية زاد من عمليات الاقبال على “الحب” باعتبار اقدم وسيلة معروفة في التاريخ لتربيد مياه الشرب دون الحاجة الى كهرباء وهو غير خاضع للعطل او الادامة ويستمر لسنوات طويلة”.وشهدت السنوات الاخيرة اغلاق اغلب ورش صناعة الاواني الفخارية في ديالى وخاصة الحب بسبب انخفاض معدلات الاقبال على شراءها من قبل الاهالي وقلة العاملين فيها الذين لجوء الى مهن اخرى. وتابع العبيدي انه” كان يصنع من 50-80 حب سنويا لتوريدها الى زبائنه المعتادين خاصة في القرى والارياف ممن لايزالون يعشقون شرب الماء البارد من الحب الذي له نكهه خاصة الا ان معدلات البيع انخفضت بنسبة عالية وباتت صناعته تعاني من شفا الانقراض نتجية ضعف كبير في الاقبال بسبب تطورات الحالة المعيشية واقتناء اغلب زبائته الثلاجات الحديثة”.وبين العبيدي ان” الاقبال على شراء الحب ارتفعت بنسبة جيدة في الاسابيع الماضية وكسب مبالغ مالية جيدة لافتا الى ان سعر الحب يتراوح من 10-15 الف دينار وهو مبلغ زهيد قادر على توفير مياه باردة على مدار الساعة دون توقف على عكس الثلاجات الحديثة التي تحتاج الى الطاقة للعمل”.اما احسان القيسي وهو عامل لدى العبيدي في ورشته المتواضعة قال” مصائب قوم عند قوما فوائد مبينا ان حرارة الصيف العالية وانقطاع الكهرباء خلقت لنا زبائن في ليلة وضحاها وزادت من مبيعاتنا بشكل لافت في الاسابيع الماضية”.وتعاني اغلب مناطق ديالى من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة خاصة خلال شهري تموز واب ما تسبب في استياء الاهالي بشكل كبير. واضاف القيسي وهو يقوم بتحضير التراب لاكمال خلطه بمواد اخرى لصناعة مجموعة من الاواني الفخرية في اشارة منه الى الحب ان” الاواني الفخارية صناعة قديمة جدا وهي معروفة في حضارات وادي الرافدين وتمثل اطر تقليدية في تبريد المياه خاصة في الصيف الا ان التطورات الحاصلة ساهمت في ضعف الاقبال عليها خاصة في السنوات الاخيرة”.فيما اشار مروان حميد الجبوري نازح وهو يقوم بتفحص مجموعة من الاواني الفخارية”الحب” لشراء احدها قال” لجئنا للحب لانه الوسيلة الوحية المتبقية لدينا لتامين مياه باردة لمواجهة حرارة الصيف وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة”.واضاف الجبوري ان” اغلب النازحين يملكون ” حب” موضوعه قرب منازلهم وهي لاتحتاج الى كهرباء لتشغيلها ما جعلها الخيار الاساسي امامنا من اجل مواجهة حرارة الصيف اللاهبة”.وتسببت الاضطرابات الامنية في ديالى بنزوح مايزيد عن 140 الف مواطن عقب احداث حزيران العام الماضي بسبب سيطرة داعش على بعض المدن والقصبات . الى ذلك اكد عبدالله الكروي نازح من اهالي جلولاء يسكن مخيم متواضع قرب بعقوبة بان” النازحين في وضع انساني معقد للغاية يعانون من هموم متداخلة بسبب الفقر والعوز وانعدام الخدمات وزاد الامر بعد ارتفاع رجات الحرارة وانقطاع الكهرباء “.واضاف الكروي انه” اشترى حب قبل اسبوعين من اجل تامين مياه باردة لاطفاله الصغار الذين كانوا يبكون بسبب حرارة المياه التي تصل الى درجة الغليان في بعض الاحيان بسبب الارتفاع القياسي بدرجات الحرارة فيما الثلاجات لم تعد قادرة على مواجهة تقلبات الكهرباء واصبحت بين عاطلة او متوقفة”.على صعيد متصل عبر الناشط زهير التميمي عن استيائه من الحالة الماساوية التي وصلها النازحين في مناطق متفرقة من ديالى بسب عوامل متداخلة اسهمت في لجوءهم الى ادوات عفا عنها الدهر لتبريد مياه الشرب لاطفالهم”.واضاف التميمي ان” بعض منازل المسوؤلين والدوائر الحكومية تمتع بخطوط طوارى كهربائية منذ سنوات في حين مخيمات النازحين تئن من وجع الكهرباء”.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
20°
26°
الجمعة
27°
السبت

استبيان

الافتتاحية