Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

الرغبة بالبوح وتقبل الدعم الاجتماعي يمكنان من النجاح

الرغبة بالبوح وتقبل الدعم الاجتماعي يمكنان من النجاح
طب وعلوم - 0:27 - 02/09/2015 - عدد القراء : 1344

«العلاج الجمعي».. هكذا تتغلب على مخاوفك الكثير من عيادات ومؤسسات العلاج النفسي والعصبي تستخدم في علاجها أحدث الأساليب العلاجية وأكثرها انتشاراً وفاعلية، ومن هذه الأساليب المنتشرة، أسلوب العلاج الجمعي، إلا أن معظم المرضى الذين يعانون مشاكل نفسية يجهلون هذا الأسلوب أو يمتنعون عنه، وذلك بسبب خجلهم من الاعتراف والبوح بما يعانونه أو بسبب خوفهم من نظرة المجتمع لهم، مما يؤدي إلى تراجع شفائهم من المشكلة أو حدوث انتكاسة لهم، فقد أثبتت دراسات على 12 ألف شخص في أمريكا أن 2 % فقط من المدمنين الذين يستخدمون أعراض الانسحاب فقط للامتناع عن المخدرات تحدث لهم انتكاسة بعد مدة من الوقت وأن 62 % من الذين خضعوا لبرامج إعادة التأهيل امتنعوا وتعافوا من المخدرات والخمور. أسلوب العلاج الجمعي في هذا الإطار تحدث الدكتور رعد الخياط استشاري في الطب النفسي وعضو الكلية الملكية البريطانية للطب النفسي- لندن عن العلاج الجمعي وقال: «هو أحد أنواع العلاج النفسي والذي يتميز بأن يستخدم المعالج النفسي أسلوب الجلسات النفسية مع عدد من الأفراد الذين تجمعهم حالة نفسية معينة، ويشتركون بها كالقلق أو الاكتئاب أو اضطرابات الطعام والنوم أو الاضطرابات النفسية أو الإدمان على الكحول أو المهدئات أو قد تكون لهم مشاكل سلوكية معينة أو مشاكل أسرية أو مهنية معينة يتبادلون فيها تجاربهم وأفكارهم، وكيفية تعامل مع كل شخص حسب حالته، وطرق تخفيفها أو التخلص منها. وأضاف من المتعارف عليه أن المشاركين في الجلسة النفسية عددهم بين 7-12 بمعدل جلسة إلى جلستين في الأسبوع، وتستغرق الجلسة الواحدة من 1-2 ساعة، وتتعدد الجلسات وتمتد لفترات ربما تطول لكي تؤدي مفعولها وتحقق النتائج المبتغاة منها بشكل مرحلي ومتدرج. دور المعالج وأكد أنه في مثل هذا النوع من العلاج يجب أن يتمتع المعالج بمواصفات منها، أهلية وكفاءة وخبرة، بحيث يستطيع بحسن إدارة الجلسة وتوزيع الأدوار فيها أن يقوم بدور الوسيط الذي يصل ويربط المشاركين في الجلسة ببعضهم بعضاً، لكي يحقق أقصى فائدة ممكنة للمشاركين في الجلسة العلاجية بأن يشركهم بإيجابية وتفاعل وأن يساهموا هم أنفسهم في العلاج بزيادة وعيهم بأنفسهم وبمشاكلهم، وفهمها بصورة واقعية وعملية، لكي يكون لهم دورهم الأساس في حلها أو التكيف معها واكتساب الخبرة في مواجهة المشاكل مستقبلاً، وما على المعالج إلا أن يعطي الفرصة الكافية للمشاركين وليقدم كل منهم ما لديه ويعبر عن مشاعره وأحاسيسه، ويصف ما لديه من مقدرة في التعبير، لكي يصوغ كل ذلك بأسلوب يفهمه الآخرون، ويحدد هو أبعاده وجوانبه كخطوة مهمة للوصول إلى النتائج المتوخاة. فوائد العلاج به وأوضح أن من فوائد هذه الطريقة في العلاج مقارنة بالطرق الأخرى، وخاصة إذا حسن اختيارها واستعملت في الحالات التي تتطلبها والأشخاص الذين هم في حاجة إليها، هو الاستفادة القصوى من الوقت وشمول عدد من الأفراد للتفاعل مع تجارب بعضهم بعضاً والتعلم والاستفادة منها ما يعزز روح الجماعة، ويدعم موقف كل واحد منهم، ويشجعه على أن يكون إيجابياً مع مشاكله ويتعامل معها بتفاؤل وأمل إذ لا مشكلة دون حل مع إيجاد الحلول العملية والواقعية وتعزيز الثقة بالنفس والوعي بالذات.من جهتها قالت الدكتورة هبة شركس استشارية نفسية وأسرية ربما تكون المجموعات أحياناً متجانسة مع أفرادها لهم نفس المشكلة، وبعض المجموعات مختلفة حسب الغرض من العلاج، فمثلاً هناك مجموعات العلاج من الإدمان، ومشكلات المراهقين تتقارب أفرادها في العمر، وفي الظروف، وتهدف مجموعات العلاج الجمعي إلى وضع الحلول لفئات محددة من المجموعة، والتنوع أحياناً يكون مطلوباً فالمشكلات الأسرية، والمراهقون، جميعها متقاربة في المعطيات والحلول، فالعلاج الجمعي متنوع ولا يشترط التقارب أو دقة المواصفات. وأضافت الإنسان كائن اجتماعي يحتاج إلى مجتمع يحس بمشكلاته أو يتفهم المرض الذي يعانيه ، من غير أن توجه إليه أصابع اللوم والرفض وإلا دفعه ذلك لعدم البوح بمشكلته أو ما يدور في مخيلته، وذلك لأنه يستقبل بالعتاب والرفض من قبل المجتمع، ففي العلاج الجمعي يكون الوضع مختلفاً عن المجتمع الذي يراه المريض، حيث يقوم المعالج في الجلسة بتقريب أفراد المجموعة من بعضها وحثها على البوح أو الفضفضة بمكنوناتها ومخاوفها وتبادلها مع البقية. التعاطي مع المشكلة وأوضحت الدكتورة هبة أن هذا النوع من العلاج يقوم على التعاطف الذي يفتقده المريض في المجتمع والبيئة المحيطة به، ففي حالة الاضطراب النفسي والمرض يحتاج الإنسان إلى التعاطف الاجتماعي، وعملية الطرح في الأفكار والخبرات التي تتم بين الأفراد تؤدي إلى فك عقدة المريض، وتشجيعه على البوح بكل ما يدور في مخيلته يعطيه طاقة إيجابية، حيث إن عدم البوح يؤدي إلى حدوث حوار داخلي مع الذات التي بدورها تؤكد الأفكار غير الصحيحة إذ يقوم المريض بطرح هذه الأفكار من وجهة نظره ويعالجها من وجهة نظره أيضاً، وهذا لا يحقق أي نجاح في العلاج. وقالت: «المجموعة التي يشترك أفرادها في نفس المعاناة تؤدي إلى تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة، وتحسن التواصل مع الذات، وتجعل الحوار الذاتي يختلف والأفكار ترتفع في المستوى وتصبح أكثر إيجابية من خلال تبني أفكار الآخرين، وتقام هذه المجموعات بمعدل أسبوع لتحقيق النتيجة المرجوة، فمثلاً مشكلة الإدمان تحتاج إلى دعم نفسي خاصة في المراحل الأولى غير الشديدة، من خلال إقامة ورش عمل للمرضى وعائلاتهم، وطرح المشكلة بشكل لطيف تحت إشراف مختصين». وأضافت تعاطي الأشخاص للمشاكل والاضطرابات النفسية ينقسم إلى نوعين: نوع يحتاج إلى تعاطف ودعم خارجي ويتقبل ذلك، ونوع يعتمد على نفسه في حل هذه المشاكل في هدوء وانعزال وبمجرد حلها يرجع إلى عالمه الطبيعي، ويستطيع المختص والطبيب النفسي بتمييز هؤلاء من الجلسة الأولى، إلا أن النوع الأول نستخدم معه أسلوب العلاج الجمعي، ذلك أن نسبة نجاح العلاج الجمعي يعتمد على الأفراد المتقبلين للدعم الاجتماعي والتعاطف، وبهم تنشط المجموعة وتصبح أكثر تفاعل. جلسات فردية ودوائية وأشارت الدكتورة هبة بأن العلاج بالأسلوب الجمعي من العلاجات التي تستخدمها مع المرضى إذ تتسم هذه الجلسات بالتوعية أو الوقاية، تصاحبها جلسات فردية للمريض، علاج دوائي، خلق عادة اجتماعية لها دور إيجابي، جميع هذه الإضافات تكمل وتعزز هذا الأسلوب ومن الاضطرابات التي تحتاج إلى العلاج الجمعي، مرض الشيزوفرينيا، الهلع، الوسواس، إلا أن هذا الأسلوب لا يمكن الاعتماد عليه بشكل كلي وإنما هو جزء من العلاج وعليه أن يدعم بما تم ذكره سابقاً، أما في المشكلات الحياتية البسيطة مثل مشكلات المراهقين والعلاقات الأسرية وغيرها فهي تكتفي بالعلاج الجمعي دون أي مصاحبات له.وعلقت لنجاح العلاج الجمعي هناك عوامل يجب مراعاتها منها دور المعالج وقدرته على توجيه الحوار بشكل ذكي وإيجابي، بين أفراد المجموعة، كسب ثقة أفراد المجموعة، خلق توجهات إيجابية داخل الحوار، الذكاء في إدارة الجلسة، مراعاة العادات والتقاليد العربية الخاصة بالمجتمع، دعم الأفراد الآخرين، تعزيز الجلسة والحوار بالروحانيات، كالأدعية والأيات القرآنية وذلك لفوائدها الكبيرة في إنجاح العلاج. آلية عمل المجموعة وقالت: «لقد قمنا باستخدام هذا العلاج مع العديد من المرضى وكانت موفقة جميعها منها حالات، الهلع أو الفوبيا، وقد تم اختيار الأفراد ممن يعانون هذا الاضطراب بأنواعه، وكانوا متفاعلين جداً مع بعضهم، وقد أقيمت حوالي 5 جلسات بعدها كانت النتيجة جيدة جداً وأصبحوا قادرين على السيطرة على المرض والتحكم به. وأضافت أما الإدمان فقد خصصنا له جلسة مصحوبة بعلاج دوائي، وهو من الجلسات التي تأخذ مدة طويلة في طرحها وقد تتكرر عند الحاجة، وجلسة مشاكل المراهقين التي تم إشراك الأسر فيها كانت الأجواء فيها تفاعلية وإيجابية، وهناك تعاون من الزائرين الذين كانوا قديماً في مجموعات من خلال عرض خبراتهم، والهدف الذي نسعى وراءه من هذه الجلسات أو العلاج الجمعي هو تعزيز الثقة في الذات بين أفراد المجموعة.وأشارت إلى أن الأمراض النفسية المزمنة والاضطرابات تحتاج إلى جلسات كل 6 أشهر أو سنةأو سنتين وذلك حسب شدة الاضطراب وتجاوب المريض، وهذه الجلسات مفتوحة باستمرار لمن يريد الاشتراك فيها، ومنها الأسبوعي والشهري، وهناك المكثفة منها التي تكون في المصحة، والجديد بأن هذه الجلسات أصبحت تقام في المنتجعات، لتكون علاجية في قالب ترفيهي، فإدخال الترفيه في العلاج يحسن من نفسية المريض ويسهل عملية العلاج، وهو رابط قوي بين أفراد المجموعة. التثقيف النفسي وقال الدكتور رياض جبارة طبيب نفسي في مستشفى حمد عبيد الله في رأس الخيمة من المتعارف عن العلاجات المستخدمة في الطب النفسي، الأدوية وجلسات العلاج النفسي منها الفردي والجمعي، الفردي فهو يكون بين المعالج والمريض، ففي بعض الأحيان يحتاج المعالج إلى عقد جلسات علاجية مع المريض وحده، وذلك لمناقشة مشكلة شخصية أو رصد المعالج لبعض النتائج وإجراء تحليل نفسي للمريض في بعض النقاط. وأضاف يتراوح عدد أفراد العلاج الجمعي من 5 الى6 أشخاص ويستخدم في علاج مشكلات إدمان الكحول، الأدوية، الاضطرابات، وقد تأخذ المجموعة منحنى تثقيفياً ويطلق عليه «التثقيف النفسي « ويستخدم في المشاكل الأسرية، حيث يتم تجميع أفراد الأسرة وإيصال معلومات إيجابية لهم، ويسعى العلاج الجمعي إلى جمع المرضى مع بعضهم بعضاً ومساعدتهم في تكوين علاقة صحية ناجحة تعكس على وضعه الصحي بالإيجاب، وتخفيف المشكلة عليه بأن يحس بأنه ليس وحده من يعاني هذه المشكلة. تأثير الفرد في المجموعة وأوضح أنه في حال غياب المريض عن المجموعة، يلاحظ أفرادها ذلك مما يدفعهم إلى الاتصال به والاطمئنان عليه، مما يعزز لديه الرغبة في العلاج والالتزام بالمواعيد، وتقوية العلاقة مع أفراد المجموعة، وتتسم المجموعة بضرورة توفر معالج واحد أو أكثر كأخصائي وطبيب وممرضة، والطبيب هو الذي يدير الجلسة دون أن يتكلم، بل يترك الكلام للمرضى ويسجل تفاعلاتهم في حالة فرح أو غضب، أو تردد أو تهور وغيرها، ثم يعمل على تحليلها، ثم التعليق عليها أمام المجموعة، وذلك من خلال شرح للمريض عن أسباب هذا الانفعال وما هي الطريقة الصحيحة في التعامل والتفكير والتصرف، وإذا كان المريض يعاني عقداً كثيرة يحوله الطبيب إلى الجلسة الفردية، بحيث يتسنى له مناقشة المشاكل بشكل دقيق وخاص. الهدف من العلاج وأشار إلى أن الهدف من العلاج هو الدخول إلى عقل المريض ومعرفة الأفكار التي تدور في رأسه، حيث إن أغلب المشاكل التي يتم علاجها لها أسباب كامنة متعلقة بطفولة المريض أو ماضيه، فإما أن تكون ناتجة عن اعتداء جنسي أو جسدي، حرمان عاطفي، فقدان الأهل، وهذه جميعها أسباب تؤدي إلى تغيير الشخصية وخلق إيقاعات نفسية في اللاوعي والتي بدورها تؤدي إلى أمراض نفسية أو اضطرابات تستمر لسنوات، والعلاج الجمعي يصلح هذه الإيقاعات وينظمها بطريقة صحية، وأكثر الأمراض التي تطول فيها مدة العلاج الجمعي هي مجموعات الإدمان على الكحول، حيث يتعرض المريض فيها للانتكاسة بشكل أكبر.ولفت الدكتور رياض إلى أنه يستخدم أسلوب العلاج الجمعي مع المرضى أسبوعياً، بحضور الطبيب والممرض، إذ يتم اختيار المرضى بعناية وحسب الشروط اللازمة، كأن تكون لدى المريض الرغبة في العلاج والقرار بالتغيير والتخلص من المشكلة، وبدونهم لا يستطيع الالتزام، أن يكون مؤهلاً ولم يصل إلى مرحلة شديدة في المرض، وأن يكون هادئاً وأعراضه مسيطر عليها وغير شديدة، ودائماً تبقى نتيجة العلاج بالأسلوب الجمعي مفيدة وناجحة في نفس الوقت لما تحققه من فوائد للمرضى، إلا أن المواظبة عليها دون انقطاع تحسن من العلاج وتؤدي إلى التخلص من المشكلة بشكل نهائي.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
37°
35°
Sat
34°
Sun
الافتتاحية