Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

فقاعتان غازيتان عملاقتان حول «درب التبانة»

فقاعتان غازيتان عملاقتان حول «درب التبانة»
طب وعلوم - 0:11 - 06/09/2015 - عدد القراء : 1323

أكدت أرصاد أجراها التلسكوب الأمريكي «فيرمي» الذي أعد لدراسة الطاقة العالية في الكون، (أشعة غاما) وأطلقته في يونيو/حزيران 2008 وكالة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا»، شكوك علماء الفلك فيما يتصل بوجود فقاعة غاز مزدوجة ساخنة وضخمة على جانبي مجرتنا، درب التبانة.والتلسكوب مجهز بكاشفين لأشعة «غاما»، أحدهما تلسكوب المنطقة الواسعة LAT، والآخر مراقب انفجار أشعة غاما GBM.ويقترح الباحثون نظريتين لتفسير وجود هذه الفقاعات، تقول إحداهما إن هذه الفقاعة المزدوجة ناتجة إما عن انفجار عدد كبير من النجوم الكبيرة التي بلغت نهاية حياتها، أو أنها آتية من المخلفات الغازية التي خرجت من ثقب أسود يوجد في مركز مجرتنا.لمعرفة المزيد عن هذه الفقاعات، استخدم الفلكيون التلسكوب الفضائي «هابل» ورصدوا من خلاله كوازاراً لدراسة كيفية تغير ضوئه عن طريق عبوره إحدى هذه الفقاعات الغازية قبل أن يصل إلينا.والكوازار هو مجرة بعيدة تأوي ثقباً أسود مركزياً هائلاً يرافق نشاطه المكثف انبعاث ضوء هائل.وخلص الباحثون إلى أن هذه الفقاعات العملاقة تنتفخ بسرعة مذهلة تبلغ 900 كم في الثانية وأنها تشكلت قبل مدة وجيزة من الوقت بالنسبة لعمر الكون، أي أقل من 4 ملايين سنة.وتمتد الفقاعتان على مسافة تتراوح ما بين 50000 و60000 سنة ضوئية ارتفاعاً والغريب أنه على الرغم من حجمها الهائل، لم يلحظ أحد من علماء الفلك وجودها لفترة طويلة لأنها أخفى من أن ترى مثلما جسدتها يد الفنان كما في الصورة.وكانت هناك بعض القرائن الدالة على وجود هذه الفقاعات ولكن في خريف عام 2010، وبفضل تلسكوب الفضاء «فيرمي»، الذي يعمل ضمن الجزء الأكثر قوة من الطيف الكهرومغناطيسي، وهو أشعة غاما، تمكن الباحثون من تحديد الخطوط العريضة لهذه البنية التي عرفت تحت مسمى «فقاعات فيرمي» وذلك تكريما للتلسكوب الذي كشف عنها. ومنذ أكثر من أربع سنوات تقريباً، شوهدت هذه الفقاعة المزدوجة العملاقة الساخنة للغاية والغامضة من خلال أجهزة مختلفة، لكن كان لابد من وجود الأكثر شهرة بينها وهو تلسكوب «هابل» الفضائي لسبرها، ومحاولة تحديد تكوينها وحركتها، وفهم أفضل لمصدرها.وتحقق ذلك في الآونة الأخيرة بإعلان الفلكي الأمريكي أندرو فوكس، من معهد علوم تلسكوب الفضاء، وهو مؤسسة العلوم التلسكوبية، التي تدير البحث الذي قام به «هابل»، في المؤتمر 225 للجمعية الفلكية الأمريكية الذي عقد في سياتل عن الكشف عن قرب نشر نتائج هذه الدراسة الدولية في مطبوعات «دورية الفيزياء الفلكية».المشاركون في هذا العمل أحدثوا نوعاً من ثقب افتراضي، وهو عبارة عن نواة غير مادية في الفقاعة الشمالية، مستفيدين من موقع النظام الشمسي اللامركزي في مجرة درب التبانة وعملوا على برمجة التلسكوب «هابل» ليرصد لعدة مرات كوازاراً يقع على الجانب الآخر من الفقاعة PDS 456، فعندما يمر هذا الضوء عبر فقاعة «فيرمي» يكون بمثابة المؤشر المسؤول عن إعطاء معلومات عن الوسط وتكوينه، وسرعة حركته.وتشير النتيجة الرئيسية إلى أن هذه الفقاعة تتضخم، وتتوسع في الفضاء، وأن حافتها المعاكسة تبتعد عنا في حين إن حافتها المواجهة لنا تقترب منا.ووفقاً للدراسة، فإن فلقتي البلازما تنتفخان بسرعة مذهلة تبلغ 900 كيلومتر في الثانية الواحدة، أي أكثر من 3.2 مليون كم/ساعة. ونظراً لحجم الفقاعتين، يقدر الباحثون أن الحدث الذي أنتجهما وقع بين 2.5 و4 ملايين سنة.وقد يبدو هذا بعيد جداً في الماضي، ففي ذلك الوقت، كان الأسترالوبيثكس (جنس من أشباه البشر ويعتبر أول من مشى على الأرض بقدمين قبل 4.2 مليون سنة) انقرضت بصورة غريبة جميع فصائله قبل ما يزيد على مليوني سنة.
ولكن ما هو ذلك الحدث؟
الأرصاد التي أجراها التلسكوب هابل ليست كافية لتخبرنا عن طبيعة الحدث، فالتلسكوب تمكن من تحديد أن الفقاعة المزدوجة غنية بعناصر ثقيلة مثل السيليكون والكربون والألومنيوم والتي نتجت بالضرورة عن الفرن النجمي، لكن ذلك لم يسمح للباحثين بأن يقرروا صحة أي من الفرضيتين الرئيسيتين لشرح نشوء هذه الكرات المجرية الضخمة.الفرضية الأولى تقول إنه يتركز في وسط المجرات نوع من الحضانة النجمية التي تولد فيها النجوم الضخمة قصيرة الأجل لأنه كلما كان النجم هائلاً، كان أسرع احتراقاً لذلك سيتولد دفق متوال من الغاز الناتج عن موت عدد كبير من النجوم الكبيرة جداً.وتضع الفرضية الثانية في الحسبان الثقب الأسود المركزي في مجرتنا، فعلى الرغم من أنه يبدو هادئاً منذ مدة طويلة، فإن ذلك لا يمنع أنه من الممكن أن يكون ابتلع بعض النجوم، متسبباً في طرد مقذوفات من الغاز الساخن جداً، كما لوحظ ذلك في مجرات أخرى. وفي كلتا الحالتين، قد تكون الفقاعات نتيجة لأحداث متكررة.ويشير الباحث أندرو فوكس إلى أنه بدراسة الضوء القادم من كوازارات أخرى توجد في برنامجنا، سنكون قادرين على الكشف عما تبقى من المقذوفات السابقة».ويضيف الباحث الأمريكي أن الكوازار PDS 456 لم يكن سوى الأول ضمن قائمة مكونة من عشرين كوازاراً معدة للكشف عن المزيد فيما يتعلق بفقاعات «فيرمي» الحالية، وربما الكشف عن الآثار الأحفورية لفقاعات قديمة.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
23°
26°
الجمعة
27°
السبت

استبيان

الافتتاحية