في صباح ٣٠ تشرين الاول ٢٠٠٥ سرقتك منا يد الارهاب والجريمة. فهل قتلوك لعدوان منك عليهم؟ هل قتلوك لانك اغتصبت حقاً لهم؟ بأي عنوان قتلوك؟ قتلوك باسم الاسلام، والاسلام لا يحل دم مسلم او غير مسلم بغير حق. فكيف بك وانت الصائم القائم الذي لم ينقطع عن صلاته يوماً ما؟ قتلوك لان هذا ما يفعله المنافقون والمفسدون والمجرمون.. هؤلاء هم شر البلية. قتلوك، فقتلوا بك الناس جميعا. او قتلوك لانهم يقتلون الناس جميعاً. قتلوا قبلك الالاف والالاف، وقتلوا معكم ملازمك الشهيد محمد ادهام، وكادوا ان يقتلوا معك ابنتك الصغيرة.. وقتلوا بعدك الاف والاف، وما زال بطشهم وجنونهم مستمر.. فهم يقتلون ويقتلون هنا وهناك.. يقتلون باسم الاسلام، اخواننا في الدين ونظائرنا في الخلق. انهم امة السوء، وملة الفساد والنفاق. فالانحراف في الدين اخطر انواع الانحراف. فالدين حصن الناس ومناعتهم التي ترد عنهم العدوان وتمنعهم من الاعتداء، فعندما تتحول المناعة نفسها الى وباء وحيوان مفترس، فان الدنيا ستملأ ظلماً وعدوانا، فـلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
اخي غالب.. لم ننقطع يوماً عن ذكرك.. فانت الكبير الصامت.. وانت درعنا وعمود خيمتنا.. تحملت عنا التضحيات، ونلوذ بك في الملمات، وتذوذ عنا شر اللئام. ألم تعتقلك “الامن العامة” في ستينات القرن الماضي في ليلة عرسك لارغامي على تسليم نفسي.. كم عانيت، فلم تشكو رغم الضغوطات والابتلاءات، ولم تطأطىء رأسك، بل بقيت ابياً شامخاً عزيز النفس والمقام. فالغصة اليوم، والله، هي ذات الغصة منذ اليوم الاول لرحيلك والى اليوم، وحتى نلتقي في جنات نعيم بجوار والديك واخوتك والصالحين عند رب رحيم. ان الالم يعصر القلب ففراقك قاس.. وذكراك ستبقى عطرة في نفوسنا، وعزاؤنا ان نرى بك احبتك من زوجة وبنات واحفاد واخوة واصدقاء. فروحك حية بيننا. والله سبحانه يقول: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون. ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وانا اليه راجعون} ونعاهدك، كما نعاهد جميع شهدائنا، ان الدماء الطاهرة لن تذهب سدى.. فشعبنا عقد العزم على التخلص من هذا السرطان الذي سرق كل هذه الارواح العزيزة الغالية من ابناء شعبنا العزيز.. فلقد طهرنا من رجسهم الجزء الاعظم من بلادنا.. فالارض التي روتها دماؤكم تلفظهم وترفض وجودهم. فشعبنا وفي مقدمته المرجعية الدينية العليا مصمم على الثار لكم واجتثاث هذا السرطان القاتل.. فالمعركة اليوم تسير نحو نهاياتها.. وها هي اخر معاقلهم في الموصل مطوقة، والنصر قادم ان شاء الله. وان الدولة والحكومة بكافة مفاصلها، وقواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي والعشائري وقوات البيشمركة وكل القوى السياسية والاجتماعية والمدنية والمكونات والتلاوين المختلفة في البلاد ماضية في طريق تحرير البلاد من هؤلاء الارجاس الذين عاثوا في الارض فسادا.. وفي هذه المعركة تقف معنا دول وشعوب العالم كله. فهم لا يملكون سوى الارهاب وزرع الرعب.. وهم لا يحملون سوى الحقد واوهام الماضي.. اما نحن فنحمل امل الحياة، الذي كنت واحداً من الذين رووا شجرتها بدمك الطاهر الشريف، ففزت بالحسنيين.. النصر والشهادة ان شاء الله.
اخي ابا الاء.. نم قرير العين بين يدي جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وجدتك الزهراء والائمة الطاهرين المعصومين عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين.. {ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي} صدق الله العلي العظيم
عادل عبد المهدي