زرت والاخ برهم صالح وزوجته الكريمة وعدد من الاخوة منطقة الجبايش والاهوار. رافقنا في الرحلة المفيدة والممتعة السيدان قائمقام الجبايش وسوق الشيوخ، وكان يوجه مسارنا ويشرح لنا مشكوراً الاستاذ حسن الاسدي الناشط والملم باوضاع الاهوار سابقاً وحالياً. شاهدنا مئات السواح العراقيين والاجانب.. واستقبال عظيم من السكان داعين الزائرين لبيوتهم البسيطة، بالكرم الذي عرفوا به.
تزيد مساحة الاهوار على مساحة بلد كلبنان. وهي خزين مائي وسمكي وحيواني ونباتي عظيم. ومنطقة جاذبة لملايين السواح العراقيين والاجانب لفرادتها العالمية. وفيها عشرات المواقع الاثرية السومرية وغيرها.. ولها تأثير في التوازن البيئي والهجرات الموسمية للطيور، والذي اختل عندما جفف النظام السابق الاهوار.. فكان ضرورياً حمايتها بادراجها في سجل “اليونسكو”. والاهم من هذا الخزين كله هو الخزين البشري وانماط العيش.. اللذان يجب حمايتهما، فهما الراعي والحامي الاول والاساس لبقاء الاهوار وتطورها.
تعمل وزارة الموارد المائية بوزيرها الكفوء لتطوير الاهوار، رغم شحة الاموال. وبالفعل، ارتفعت مناسيب المياه ليس بسبب زيادة المناسيب في هذه الفترة من العام فحسب، بل ايضاً بعد فتح قنوات جديدة لايصال مياه الفرات، ناهيك عن دجلة، دون الاضرار بالمواسم الزراعية. فقضية المياه ستبقى مهددة للاهوار، ولا نرى حلاً للتوفيق بين شحة المياه، والحفاظ على الاهوار، وتوفير المياه الصالحة للشرب، ومتطلبات الزراعة والاستخدامات الصناعية والمنزلية سوى بالتفكير الجدي بعدة اتجاهات:
هناك مبادرات شجاعة من منظمات مجتمع مدني لاقامة مستعمرات في الاهوار، وبناء جزر لسكن مربي الجاموس، وبناء مضايف ومناطق استقبال للسواح وهو ما يتطلب كامل التشجيع والرعاية. ولعل اخطر شيء على الاهوار هو ان تحصل هجمة غير منظمة تدمر التوازن البيئي وانماط العيش والطبيعة. لذلك يجب حماية الطبيعة والانسجام معها، وليس العكس.
شاهدنا ظاهرة انتشار النفايات. فعدا اهمية التثقيف لكل الزائرين والمقيمين باهمية النظافة. تمنينا على القائمين دراسة تزويد كل سائق مشحوف باكياس نفايات يسلمه للعوائل التي ينقلها والتي يطالبها عند العودة بجمع مخلفاتها. وان توضع حاويات قرب “عبارات الصعود”، وان يكافىء اصحاب المشاحيف عن كل كيس يسلمونه مبلغاً بسيطاً يتضمنه ايجار المشحوف. فاذا اضيف لذلك حملات تنظيف شعبية ورسمية فان عنصر النظافة قد يتحقق بابسط التكاليف.
عادل عبد المهدي