Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

الانتخابات.. الاصطفافات المذهبية والقومية.. من السطح والمركزية، الى العمق واللامركزية

الافتتاحية - 2:47 - 17/01/2018 - عدد القراء : 540

بسم الله الرحمن الرحيم

الانتخابات.. الاصطفافات المذهبية والقومية.. من السطح والمركزية،  الى العمق واللامركزية

تكشف الاصطفافات والتغيرات السريعة منذ انتهاء التسجيل (الخميس 11/5) وليومنا عن ضعف بناءات واستعدادات معظم القوى السياسية واعتمادها قرارات اللحظات الاخيرة.. فحسابات المقاعد الانتخابية لدى اغلبية القوى، اهم من البرامج والمناهج وسلامة العلاقات.. وهذه علل خطيرة تكشف هشاشة الممارسة السياسية لدينا. لذلك تحتاط القوى، وتسجل اسماء عديدة، تسمح لها بتجميدها او تفعيلها، حسب المفاوضات وتوزيع الاوزان لتتجاوز الاستحقاقات القانونية، مستغلة بعلاقاتها ونفوذها الغموض والارتباك في التشريعات والتعليمات. لهذا قد تتغير الصورة فجأة، خصوصاً عند نقاش المواقع والاسماء، والتوزيع بين التشريعية والمحلية، فتتغير معها التقديرات.

  1. الساحة الجنوبية/الوسطى: 4 قوائم رئيسية هي “النصر”، و”الفتح”، و”سائرون”، و”دولة القانون”.. وعلى الاغلب قائمة خامسة باسم “التحالف الوطني” في المناطق المختلطة، مع عدد كبير من القوائم الرديفة والصغيرة.
  2. الساحة الكردستانية: عدا اتفاق نهائي لـ”الديمقراطي” و”الوطني”، فلدينا 3 قوائم رئيسية: “الحزب الديمقراطي”.. و”الاتحاد الوطني”.. وائتلاف (التغيير، الديمقراطية والجماعة)، ليكون “التحالف الكردستاني” جامعاً في المناطق المختلطة. رغم دعوة  تشكيلات محلية للمقاطعة في كركوك، والمناطق المتنازع عليها، بحجة “الاحتلال”(!!)، وهذا تعبير خاطىء سنناقشه لاحقاً.
  3. الساحة الغربية/الوسطى/الشمالية: وهي الاكثر ارتباكاً وتبعثراً.. تتوزع اساساً في المحافظات الست. اما القوائم العابرة للمحافظات فهي: “تحالف(الوطنية لعلاوي،  سليم الجبوري والمطلك).. وقائمة (النجيفي، الجميلي)، و”الحل” لكربولي، وتحالفات محلية، كـ”تحالف ديالى”.. و”الانبار” و”صلاح الدين”، الخ.. اضافة للتحالف “التركماني”.. بالاضافة لعناوين مشتركة للساحات المختلطة.
  4. ما زالت الاصطفافات ذات منحى مذهبي وقومي اساساً، مع ملاحظة تطور مهم، بانه (المنحى) اقل ظهوراً واكثر باطنية.. كما ان الانقسامات الحادة في الساحات الثلاث ساهمت بتفكك مركزية كل ساحة، وسمحت بائتلافات خجولة عابرة قبل الانتخابات، ويقيناً بعدها.. وباختلاط ولو محدود، حتى بين الايديولوجيات المختلفة، كما هو الحال في “سائرون” (الصدريون –الاستقامة- والمدنيون). فاللغة الطائفية والاثنية قد تكون تراجعت نسبياً وظاهراً لمصلحة لغة وطنية عابرة.. وهذا تطور لا يخلو من أهمية، رغم بقاء قوة المذهبية والقومية. فاللغة المستخدمة في الادب السياسي هي غذاء لمرتكزات النزعات السلبية او الايجابية.
  5. وهذه تصورات اولية لمخرجات هذه الائتلافات، تستند للتقديرات الحالية، وليس للنتائج والتطورات المحتملة. أ) يحظى اقليم كردستان عموماً بحوالي 58-62 مقعداً من داخل الاقليم وخارجه.. سيأخذ كل من الثلاثة الثلث، اكثر او اقل قليلاً، وحصة مهمة من “الاقليات”.. ب) في الساحة الوسطى/الغربية/الشمالية، والتي رصيدها حوالي 80-85 مقعداُ، فقد يحصد “تحالف الوطنية” حصة الاسد لوجوده في معظم المحافظات ومنها الجنوبية.. وستنافسه بقية الاسماء المعروفة، علماً ان بعض مكونات هذه القوائم انتمى لقوائم اخرى كـ”النصر” و”الفتح”، الخ.. ج) اما الـ180-185 مقعداً للساحة الجنوبية/الوسطى فستأخذ كل قوة مع قوائمها الرديفة ربعاً وقد يصل بعضها الى الثلث، وسيصعب حصول اي منها على النصف، كما في الانتخابات السابقة (95 لدولة القانون). وقد تنخفض اخرى الى اقل من الربع، وبقية المقاعد للقوى الصغيرة. وستحصل “النصر” على الاغلب على مقاعد من الساحة الغربية/الوسطى/الشمالية، وكذلك “الفتح” و”دولة القانون”، ولو اقل بكثير.
  6. سيحتاج اي تحالف ليكون “الكتلة النيابية الاكثر عدداً” الحصول على اغلبية الـ328 مقعداً، يحصل عليها بالانتخابات، او في الجلسة الاولى للمجلس.. وهنا ستلعب التحالفات دوراً اساسياً. وخلافاً للمرات السابقة حيث كان الجميع ينتظر قرار الساحة الجنوبية/الوسطى ليقرر موقفه النهائي، فإن لا مركزية الساحات وانقساماتها قد تكون اجرت تعديلاً نسبياً، لا ندري سيستقر ام لا. فهناك قبل الانتخابات بعض الاختلاط للمكونات المختلفة داخل قوائم الساحات، واتفاقات مسبقة مع قوائم من الساحات الاخرى يتقدم احياناً على الاتفاقات داخل الساحة الواحدة، مما قد يجعل العبور الى الساحات الاخرى مقدمة لحسم موضوعة القائمة النيابية الاكبر.
  7. قد لا تتقدم “النصر” في الساحة الجنوبية والوسطى، لكنها قد تحقق تحالفات بعد الانتخابات من الساحات الثلاث اكثر من غيرها. وستكثر الان ولاحقاً الاشارات نحو اليسار او اليمين، ليكون الالتفاف النهائي نحو الاتجاه الاخر.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
23°
26°
الجمعة
27°
السبت

استبيان

الافتتاحية