Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

الانطلاق الاقتصادي، باستغلال الثروة النفطية (2)

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 2:13 - 28/08/2017 - عدد القراء : 1488

ارسلت الحكومة مسودة قانون شركة النفط الوطنية الى مجلس النواب لاقراره.. وقامت لجنة الطاقة باستشارات واسعة لانضاج المشروع. وقد استلمت نسخة من المسودة مع تعديلات اللجنة البرلمانية، وكتبت للجنة مقترحاتي.. وفي هذه الخلاصة ساترك التفاصيل الادارية والتنظيمية المقترحة مركزاً باختصار، على الجوانب التنموية، ومنها:

1-  تقترح اللجنة البرلمانية في المادة (2) اضافة “تودع في الحساب المنصوص عليه في البند رابعا من هذه المادة نسبة (%10-20) من العائدات المتأتية من بيع نفط الخام وباقي نشاطاتها، ويستقطع مباشرة من حسابات وزارة المالية لدى البنك المركزي عن عوائد النفط والغاز”. اما مقترحنا فينص :” لكل مواطن عراقي بيته الضريبي في العراق سهم واحد متساو القيمة في الشركة لا يباع ولا يورث. وتفرض ضريبة نفط ابتداءاً (قبل توزيع حقوق الاسهم على المواطنين)عند اعداد الموازنة السنوية بنسبة (صفر-100%) على الموارد النفطية والغازية المتمثلة بالموارد المستلمة من الشركة. توزع على المواطنين العراقيين الذين بيتهم الضريبي هو العراق، او تخصص لصناديق للاجيال والإعمار والمناطق والفئات المحرومة او لمجلس الاعمار، ويمكن تخصيصها لبعض ما سبق او جميعه”. والمقترح يتضمن اموراً منها: أ) ترك المجال مفتوحاً -سنوياً في الموازنة وحسب الظروف- لسلسلة خيارات.. فان اراد مجلس الوزراء، وبالتالي مجلس النواب، توزيع 10-20% فقط، فتكون الضريبة 90-80%، وان اراد توزيع كل شيء فتكون الضريبة صفراً، وان اراد توزيع لا شيء فتكون الضريبة 100%.. وبالتالي سيعود الامر لمجلس النواب باعتباره ممثل الشعب، وبالتشاور مع مجلس الوزراء باعتباره السلطة التنفيذية للذهاب لافضل الخيارات. ب) تطبيق النص الدستوري حول مالكية الشعب للنفط والغاز.. ت) تغيير العلاقة من دولة ريعية تتكرم على المواطنين، الى علاقة جباية تكون موارد الدولة من المواطنين.. ث) ترشيد سياسات الدعم المكلفة والمتداخلة والمتضمنة الكثير من المفاسد ليخصص الدعم كالبطاقة وغيرها للفئات التي تحتاجها حقيقة.. ج) ان توزيع الموارد عبر حسابات مصرفية او صناديق او خليطاً منها، سيشجع القدرات والعادات المصرفية الضرورية للتنمية والاعمار والمراقبة، والتضييق على اقتصاد العملة النقدي، أحد المصادر الاساسية للتخلف والفساد والتهريب والتهرب.. ح)  بما ان ضريبة الدخل هي تصاعدية فان الفائدة العظمى ستذهب للفقراء.. ج) ان زيادة مداخيل المواطنين المحدودي الدخل، قد تشجع في المرحلة الاولى اتجاهات الاستيراد بسبب ضعف الانتاج الوطني، لكنها ستشجع في مراحل لاحقة المبادرات الانتاجية الزراعية والصناعية والتحويلية والخدمية لتلبية الطلب الفعال الذي تولده سياسة زيادة الانفاق لزيادة الموارد.. وهناك مبررات اخرى بالطبع.

2- ان تتحول شركة النفط والغاز الوطنية لرائدة في الاستثمار النفطي والغازي في اعالي القطاع ووسطه وادناه (Upstream, Midstream and Downstream).. وتكون رائدة في الاستثمار الداخلي والخارجي، وفي مجالات الطاقة الاخرى البديلة، وحماية البيئة.. ورائدة مباشرة وبالاشتراك مع غيرها للاستثمار في البتروكيمياويات والاسمدة وباقي المشتقات. وان تقيم علاقات استثمار واسعة يكون غطاؤها الصادرات النفطية مع الكثير من الدول المستهلكة لنفط العراق، والمستعدة لتمويل مشاريع نفطية وغير نفطية عملاقة، تزيد قدرات البلاد وتنشط العمالة، كما تضمنته مذكرة التفاهم مع الصين مثلاً، والرسائل المتبادلة بين البلدين.

3- ان تتحول شركة النفط والغاز الوطنية وشركاتها التابعة لشريك حقيقي لتطوير القطاعات الحقيقية وعدم السماح بترك ملايين الدونمات من المحرمات ما لم ترتبط مباشرة بالانتاج نفطياً كان او غير نفطي.. واستثمار الاراضي للزراعة والصناعة والخدمات الاجتماعية والبلدية والسكنية، الخ، بما لا يتعارض مع المنشآت النفطية ومتطلباتها. فالشركات هي محركات اساسية للتنمية ليس في مجال اختصاصها فقط، بل غالباً ما تستثمر طاقاتها في مجالات تتعدى ذلك مباشرة، او بالشراكة مع شركات اخرى وفي اختصاصات مختلفة.

هذا باختصار.. ودون الكلام عن رشد استثمار موارد النفط عبر الموازنة، والتوقف فقط عند قانون شركة النفط، والذي يسمح بتوفير غطاء قانوني واقتصادي يحرر القطاع من قيود الادارات الحالية والبيروقراطية وبطىء الادارة والقرارات، ويجعل الشركة رائدة ومحفزة لغيرها، من نشاطات تكاثر وتسرع بعضها البعض الاخر.. وهو دور الشركات الكبرى عادة.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
19°
28°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية