Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

القدس.. تهافت المنطق الترامبي.. من يساعد من؟ (2)

الافتتاحية - 3:59 - 26/12/2017 - عدد القراء : 467

بسم الله الرحمن الرحيم

القدس.. تهافت المنطق الترامبي.. من يساعد من؟ (2)

عجيب هو المنطق “الترامبي”، الذي يهدد بقطع المساعدات لمعاقبة من لم يؤيد القرار الجائر حول القدس. لكن اولاً يجب الاعتراف ان هذا الكلام صريح ولا يلف ويدور. فالمساعدات التي تُقدم اذن ليست مساعدات بل رشاوى وشراء ذمم. يقول الرئيس الامريكي: “انهم يحصلون على مئات الملايين من الدولارات بل حتى مليارات الدولارات، ثم يصوتون ضدنا، حسناً نحن نراقب تلك الاصوات”.. واضاف قائلاً للصحفيين “دعهم يصوتون ضدنا، سنوفر الكثير من الاموال، الامر لا يعنينا”..وقالت السفيرة  “نيكي هيلي” ان الرئيس كلفها “بتقييد اسماء الدول التي ستصوت على قرار ينتقد اعترافها بالقدس عاصمة لاسرائيل اثناء تصويت الجمعية العامة”.

موضوع مخجل حقاً، واستخفاف بالدول والشعوب الى اقصى الحدود. خصوصاً بالنسبة لبلداننا التي تخلصت للتو –او تريد التخلص- من سلطات تمتلك القدرة لقطع السنة الناس وصوان اذانهم والماء والرزق وتمنعهم من حرياتهم وتعطل ارادتهم، لا لشيء الا لانهم يخالفون ارادتها؟

بلغ برنامج المساعدات العالمي الامريكي USAID “الولايات المتحدة الوكالة الدولية للتطور” حوالي 50 مليار دولار عام 2017، بعد ان كان 49 مليار دولار عام 2016.. و53 مليار دولار عام 2010.. اما المساعدات/النفقات في العراق عام 2016 والتي 89% منها نفقات عسكرية، فهي 5.3 مليار دولار. وفي الموازنة الامريكية لعام 2018 خصص للعراق 347,860,000 دولار. وكانت المخصصات 376,620,000.. 405,350,000.. 366,700,000.. 380,740,000.. 598,810,000/دولار.. للاعوام 2017، 2016، 2015، 2014، 2013 على التوالي.. ويقول تقرير رسمي امريكي ان المساعدات للعراق بلغت 1.1 مليار دولار منذ السنة المالية 2014 وحتى 14/9/2016. وهذه بعض الملاحظات.

  1. لقد دُمر العراق (كما دُمرت عشرات الدول في المنطقة) وخسر موجودات بقيمة ترليونات الدولارات، وقدم ملايين الضحايا بين شهيد وجريح واسير ومشرد منذ الحرب العراقية الايرانية، واجتياح الكويت، والاجتياح الامريكي، واخيراً المعركة ضد القاعدة و”داعش”. نعم يمكننا ان نوجه اللوم لحكوماتنا وانظمتنا ودولنا بل حتى لشعوبنا.. لكن هل يمكن للولايات المتحدة (والدول الاخرى) ان تبرىء نفسها من المسؤولية.. ألم تكن شريكاً ولاعباً اساسياً وطرفاً مسؤولاً في ذلك كله، كما في حرب افغانستان، ودعمها الحكومات الاستبدادية كصدام وشاه ايران، وفي خصوماتها مع الدول الاخرى على ارضنا وفي منطقتنا، وفي المحاور التي بنتها وتسعى لبنائها، وفي موقفها من القضية الفلسطينية وانحيازها المجحف لاسرائيل، ذلك دون الذهاب بعيداً في التاريخ والاحداث.
  2. بلغ عدد ضحايانا 173686-193965 ضحية حسب (Iraq Body count- IBC) وذلك منذ 2003 وحتى نيسان 2017. وتشير تقارير اخرى الى 460000 ضحية، بل ذكرت تقارير اخرى 1.2 مليون ضحية.. دون الكلام عن الجرحى والمعوقين، و3-4 مليون مهجر داخل وخارج البلاد.
  3. ان مساعدات/نفقات او مواقف الدول الاخرى ومنها الولايات المتحدة ليست منّة، ولا يمكن قبولها كابتزاز.. فنحن الجبهة الامامية.. ونحن من قدم اغلى التضحيات دون انكار تضحيات الاخرين ودعمهم ومساعداتهم. ونحن و”فتوانا الجهادية” وقواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي والعشائري وبيشمركتنا من ضحى اكثر، وتصدى للارهاب اكثر، ودافع اكثر عن مصالح وحريات العالم. ولقد جاءنا الاف الدواعش من الخارج، ليزرعوا الموت في بلداننا.. ثم تأتي “الترامبية” لتزايد، وتهيننا، وتتخذ اجراءات ضد شعوبنا، وتتلاعب باوتار حساسة، وتصب زيتاً على نار منطقة مشتعلة اصلاً، وتعترف بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل، وتتكلم عن معاقبة من يعارضها، وتتنصل بعد ذلك مما يحصل في المنطقة. ان هذه قرارات باطلة، وكلام جزاف لا يمكن لعاقل قبوله. (للكلام صلة)

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
32°
36°
Sat
37°
Sun
الافتتاحية