Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

القوى السياسية محور العمل السياسي.. واهمية اجراء مراجعات جدية

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:17 - 05/01/2016 - عدد القراء : 986

ان المسؤول الاساس للنجاح والفشل في تقدم الاوضاع او ترديها هو القوى السياسية. وقوانا السياسية هي قوى عريقة خاضت تجارب واسعة وافرزت رجالات وقادة كبارا، وقدمت تضحيات عظيمة خلال عقود طويلة. فكان استهداف اعداءالداخل والخارج لهذه القوى هو العمل الاساس لتفكيك الاوضاع وزعزعتها عبرتسفيه مواقفها والنيل من رجالاتها. فتسقيط هذه القوى التي هي محور الاوضاع هو اسقاط لمجمل النظام. ومما يؤسف له ان الكثير من القوى، ان لم نقل جميعها، قد جُر الى هذه اللعبة.. فصار يستند الى مقولات الاعداء، عندما يكون الكلام ضد منافسيه، دون ان يدقق صحة الكلام او اهدافه ومراميه. فيساهم في تسقيط منافسيه، لكنه يساهم ايضاً في تسقيط نفسه عندما تدور الدوائر عليه. بل صار الصراع والصراخ والاتهامات بين اطراف الصف الوطني، وبين المكونات هو المادة الاساسية التي يستند اليها من يريد الاساءة والنيل من الوضع العام. فالصراعات والاكاذيب والتشويشات وصلت حداً غبياً خطيراً، يدلل ان الكثير من القوى المتصدية، لا تميز بين القوى داخل العملية السياسية، والقوى المعادية لها. فالقوى الاولى هي قوى اللقاءات والاتفاقات والتحالفات والعمل المشترك، رغم كل الخلافات التي يمكن ان تدور فيما بينها.والقوى الثانية هي قوى معادية اصطفت بشكل نهائي ضد مصالح البلاد. صحيح ان الامور ليست جبهتين متمايزتين تماماً.. وصحيح ان الظروف متحركة وتتطلب مراجعات مستمرة لمواقف مختلف القوى.. لكن الصحيح ايضاً بانه دون تمييز القوى “الصديقة” والقوى “المعادية”، فان ادارة الدولة والحياة الاجتماعية ستصبح ضرباً من المستحيل. والصحيح ايضاً ان تحويل قوة صديقة الى قوة معادية كرد فعل لاختلافات في وجهات نظر، يعني ان التشخيص ابتداءاً كان تشخيصاً قلقاً وركيكاً وضعيفاً. ويعني ايضاً ان المنهاج الذي وضعته القوى السياسية، او معظمها، لم يكن جاداً في تشخيص المرحلة وقواها وتحدياتها ومتطلباتها. وهو ما يربك ويضعف ادارة البلاد، ويجعلها ضعيفة في مراكمة المنجزات، ومساعِدة في توهين واضعاف بعضها البعض الاخر.. وبالتالي تضييق المسارات والتعثر في انتاج انموذج ناجح وفعال، يوحد الصفوف اكثر فاكثر، ويولد الزخم المطلوب والتعبئة اللازمة، ليضعنا في مسارات العملية المرجوة للانطلاق الحقيقي، والتقدم  لتلبية المطالب الاساسية للشعب، وانجاز المهام الاساسية للبلاد. وان عدم تحقق ذلك بشكل جازم واكيد هو ما يفسر الكلام المرتبك، حيث تختلط الحقائق بالاكاذيب، عن فشل الحكومة ومجلس النواب والحكومات المحلية، والتي تمثل تشكيلاتها تحالفات وائتلافات بين قوى مؤيدة للعملية السياسية، سواء على الصعيد الوطني العام او المحافظات او اقليم كردستان.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
30°
28°
Sat
30°
Sun
الافتتاحية