بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
يشير العداد العالمي Worldmeters (المعلومات ادناه مستقاة منه ومن الامم المتحدة)، ان سكان الارض في الساعة الخامسة و٢٠ دقيقة من فجر السبت (توقيت بغداد) هو (٧،٤٧١،٦٩٨،٥١٦) نسمة. كانت الولادات اليوم لحد التوقيت اعلاه (٨٧،٠٧٨) ولادة، والوفيات (٣٦،٤٦٦) وفاة، وازدادت البشرية (٥٠،٦١٢) نسمة.. وكانت الولادات لهذا العام (١٣٧،٧٢٣،٤٤٤) ولادة، والوفيات (٥٧،٦٧٤،٨٢٢) وفاة، وازدادت البشرية (٨٠،٠٤٨،٦٢٣) نسمة.
كان سكان الارض عام ٨٠٠٠ ق.م (٥) مليون نسمة تقريباً، حسب الدراسات والتقديرات.. وفي العام الاول للميلاد بلغ عدد البشر (٢٠٠) مليون (مع اختلاف التقديرات).. وكان معدل النمو السنوي (٠.٠٥٪) سنوياً. وبلغ البشر المليار عام (١٨٠٠)، اي استغرق الامر (١٨) قرناً لتحقيق المليار الاول، و (١٣٠) عاماً للمليار الثاني (١٩٣٠). والمليار الثالث (٣٠) عاماً تقريباً (١٩٥٩)، والرابع (١٥) عاماً (١٩٧٤)، والخامس (١٣) عاماً (١٩٨٧). وخلال القرن العشرين فقط، ارتفع سكان الارض من (١.٦٥) مليار الى (٦) مليار.. وبين (١٩٧٠-٢٠١٦) تضاعف سكان الارض، ويتطلب الامر الان (٢٠٠) سنة ليتضاعف العدد الحالي، بسبب انخفاض معدلات النمو السنوية.
حذر القس البريطاني الاقتصادي “مالتوس” (ت ١٨٣٤) ان السكان يتضاعفون رياضياً بينما الغذاء يتضاعف حسابيا.. وطرح نموذجاً اقتصادياً يعرف بنموذج “مالتوس”.. مشدداً ان الجوع والفقر والحروب ستعم العالم. ولاشك ان جزءاً من هذه التوقعات قد حصلت، بل هي ما زالت تحصل، خصوصاً في مناطق من افريقيا واسيا.. لكن التطورات العالمية على المدى الاطول كشفت ان النظرية حملت الكثير من التشاؤم وتاثرت بالمفاهيم والظروف السائدة يومها، وأهملت العوامل الاخرى. اذ لعبت العلوم والتكنولوجيا وتطور النظم والعلاقات البشرية والصحة والرعاية الاجتماعية الى تحسن مستويات المعيشة وارتفاع معدلات الحياة عالمياً وفي الدول ايضاً. نعم هناك دائماً داخل كل بلد، بما في ذلك البلدان الغنية جماعات “هامشية”.. وتحصل بين فترة واخرى مجاعات محلية هنا وهناك، كما حصل في افريقيا قبل عقود من جفاف وشحة غذاء.. لكن المستوى العام للانتاج الزراعي قد ارتفع، وانه اليوم كاف لتغطية حاجيات البشرية لو وزع توزيعاً عادلاً. وهذ اختلاف جوهري بين الماضي السحيق. حيث كانت العوامل الطبيعية وضعف تقنيات الانتاج تلعب دوراً اساسياً في شحة الغذاء للاغلبية الساحقة. فتغيرت بالتالي طبيعة الصراعات، وبات جوهرها تقليص التمايز او الفوارق في الحقوق والامكانات. فاذا كان هناك من صحة لنظرية “مالتوس” فيمكن القول ان صراعات القرن العشرين والحادي والعشرين كانت صراعات حصص وهويات وقدرات ونظم سيطرة اكثر منها التخلص من جوع او مجرد استيلاء على اراضي الغير لاغراض اقتصادية.. وان الزيادات السكانية تحصل بمعدلات رياضية على مستوى الفقراء والدول الفقيرة.. بينما هي تحصل بمعدلات حسابية على صعيد الاغنياء والدول الغنية.
يقدر نفوس العراق يوم الجمعة ١٦/١٢/٢٠١٦، حسب تقدير الامم المتحدة (٣٨،٠٤٣،٤٤٠) نسمة، ويمثل (٠.٥٪) من سكان الارض.. ويحتل المرتبة (٣٧) بين الدول.. ومعدل النمو السنوي (٣،٠٩٪) سنوياً وهو من اعلى المستويات عالمياً، عدا بعض الدول الافريقية.. وتمثل الكثافة السكانية (٨٧) فرد/كم٢.. وسكان المدن (٦٨,٢٪)، والعمر الوسيط Median age (١٩.٤) عاماً. كان عدد العراقيين (٦،٥٠٢،٦٥٥) عام ١٩٥٥، ومعدل النمو السنوي (٢.٦٪)، ويتوقع بلوغهم (٤١،٩٧٢،٣٨٨) في ٢٠٢٠ و(٦٠،٨٧٢،٩٢٥) في ٢٠٣٥، و(٨٣،٦٥٢،٠٥٩) في ٢٠٥٠، حيث سترتفع نسبته لسكان الارض الى (٠،٨٦٪)، وسيكون ترتيبه ٢٢ عالمياً، وسينخفض معدل نموه الى (٢٪) سنوياً، وترتفع الكثافة السكانية الى (١٩٣) فرد/كم٢، وينخفض سكان المدن الى (٦٦،٥٪)، ويرتفع معدل العمر الوسيط الى (٢٤)عاماً، عندها سيبلغ تعداد البشرية (٩،٧٢٥،١٤٧،٩٩٤)، حسب التقديرات.
هذه تطورات، عالمية ووطنية خطيرة، وتفسر الكثير من التغيرات والاحداث الجارية والمستقبلية. فالعامل الديموغرافي محرك اساس للتاريخ وللحراك السياسي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، خصوصاً في التدافعات السكانية والشرائح العمرية والهجرات الداخلية والخارجية بكل الاثار التي يرتبها، والصراعات التي يستحدثها. وكلما وعينا هذه التطورات وعوامل الايجاب والسلب فيها، كلما سيطرنا على مستقبلنا افضل.
عادل عبد المهدي
