Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

سياسيو الشيعة وسلوكياتهم.. دليل قوة ام ضعف؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:43 - 15/12/2016 - عدد القراء : 1906

اعمال منكرة التجاوز على الدعوة والتيار الصدري، وقياداتهم ورجالاتهم، او التجاوز على اي حزب او مكون او مواطن او انسان، بغض النظر عن هويته.. وسيكون اي عمل مشابه لذلك عمل منكر او حتى اجرامي، سواء ارتكبناه نحن، او ارتكبه غيرنا. سواء اكان ضد الشيعة، او ضد غير الشيعة.. سواء اكان ضد نائب رئيس الجمهورية او اي مواطن بسيط، لا فرق في ذلك. فهذه ليست امور سلبية تسيء لمن يقوم بها فقط، بل هي اعمال مشينة، واحياناً اجرامية، سترتد على من يقوم بها ايضاً.. وستكون اضرارها على الجميع. وهو ما سيشيع اخلاقاً واطئة، وممارسات مبتذلة ستكلفنا جميعاً افراداً وجماعات. فتجاوز القوانين، او استخدامه ظلماً، وكلام الحق الذي يراد به باطل، والاخلال بالنظام والاعتداء على الحقوق الخاصة والعامة سواء للمسؤولين، او للمواطنين او للمحتجين، امور سلبية وخطيرة، فوائدها للبعض محدودة ومؤقتة، واضرارها على الجميع دائمة وشاملة. وهو ما يتطلب منا جميعاً وقفة واحدة للتخلص من هذه الممارسات، ومحاسبة انفسنا، قبل ان يحاسبنا الاخرون. فاذا كانت هناك اخطاء او انتقادات، او حتى اتهامات، توجه للبعض، فهناك اساليب غير دعوات السحل والقتل والسباب والاحذية والشتائم والتسقيط. فالانتقادات لها طرقها الاخلاقية والاعتبارية والحضارية، التي يوفرها القانون ويحميها، حتى وان كانت غاضبة وشديدة.. والاتهامات مهما كانت خطيرة، لها سبلها الشرعية والقانونية لردها او تأكيدها. هكذا، وهكذا فقط، يمكن ان نربي انفسنا، وان يتربى الاخرون معنا على حسن التعامل مع بعضنا لكشف القبائح والتخلص منها، وتأكيد المحاسن ونشرها.

يشمت كثيرون من خصوم سياسي الشيعة بما حصل ويحصل بين سياسيي الشيعة. وهذا امر طبيعي ومتوقع. كما هو امر طبيعي ومتوقع ان تستنكر كل التجاوزات واعمال الاعتداء والفوضى. فهناك جانب كبير عليهم، اي على سياسيي الشيعة، وجانب صغير لهم.

اما الجانب الذي عليهم، فهو العمل على تشذيب الممارسات، والتمسك بالضوابط الاخلاقية والشرعية والحضارية في معالجة الاخطاء وتوجيه الانتقادات والاتهامات لغيرهم. ذلك ان اردنا حقاً الاقتداء بما ندعيه من مثل عليا نقول اننا نحملها. فنجد في “نهج البلاغة” عن امير المؤمنين عليه السلام قوله: “كفاك ادباً لنفسك اجتناب ما تكرهه من غيرك” و”التُقى رئيس الاخلاق”.. و”من صارع الحق صرعه”.. و”مقاربة الناس في اخلاقهم امن من غوائلهم”.. وعندما وصفه احد الخوارج قائلاً: قاتله الله كافراً ما افقهه. فوثب القوم ليقتلوه. فقال عليه السلام: رويداً انما هو سبٌ بسب، او عفوٌ عن ذنب”… فهل نقتدي بمن ندعي مولاته، ام نقتدي بشرور انفسنا وزيغ قلوبنا وغل صدورنا وسيئات اعمالنا؟

اما ما لهم، فهم يستطيعون القول بان انتماءهم لا يمنعهم من كشف زلات بعضهم. ولن يصيب كامل الحقيقة من يعتقد ان هذه مجرد صراعات سياسية. بل هناك اشياء اعمق واكثر تعقيداً. فها هي المرجعية العليا لا تخفي ولا تتساهل مع اخطاء سياسيي الشيعة.. بل تذهب لابعد من ذلك، فتقاطعهم وتعرب عن عدم رضاها عنهم. وها هم سياسيو الشيعة ينتقدون بعضهم اشد الانتقادات. وهذا، بالمنظور السياسي، امر لا يخلو من فوائد. فهو وان كان يربك الاوضاع مؤقتاً مما يتطلب المعالجة، لكنه يكشف الكثير من الحقائق، ويوضح علناً وجهاراً طبيعة الامور. فسياسيو الشيعة يحتلون اليوم مواقع مهمة في الدولة. وان خلافاتهم وان كان فيها سلبيات واخطاء كثيرة تهدد حتى مواقعهم ان لم يصوبوا مساراتهم، لكنها تحمل، دون ان يعوا ذلك، بعض  الايجابيات ايضاً. فهي تسمح للتمييز بين الصالح والطالح، والجيد والسيء، والمفيد والضار.. فنصبح اقرب لمعرفة الحق، وهذه محجة لمن يريد الاصلاحات الحقيقية والبناءات المستدامة والسليمة. وخلاف ذلك الافكار الشمولية ونظمها وقواها وممارسات سياسييها، التي تخفي الحقائق والخلافات والاخطاء.. وهذا اسرع طريق، للانهيارات المفاجئة، والسقوط الشامل. فالازمات الصغرى، جرس انذار، ان طوقت وعولجت.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

ملحق العدالة

Capture

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
16°
18°
Thu
17°
Fri
الافتتاحية