جرى الاستفتاء ام لا، فان علاقات ومفاهيم وبنى كثيرة قد انتهت وسقطت، وستحل مكانها اخرى، ستبنيها مسارات الاحداث خلال الفترة القادمة. قد تكون افضل من السابقة، ان كان هناك وعي وحكمة وشجاعة لدى الطرفين، وقد تقود لتداعيات خطيرة محلية وخارجية. وهذه اهم الاحتمالات، واحياناً خليط منها:
اذا حصل الحوار الجاد قبل الاستفتاء او بعده.. ماذا يقدم الاقليم وبغداد؟: أ) موضوع الكيان. انفصال/ كونفدرالية/ فيدرالية. لن تكون بغداد قادرة باي حال من الاحوال مناقشة الانفصال. فاذا كان الاخوة الكرد يعتقدون ان الحوار يجب ان يتناول الاستقلال موضوع الاستفتاء، فالظرف لا يقبل اطلاقاً بحوار جاد وصادق حول الموضوع، خصوصاً وان جميع اصدقاء الكرد ومحبيهم قد نصحوهم بعدم المضي قدماً في الاستفتاء، ناهيك عن تباين مواقف بين القوى الكردية ذاتها، ومعارضة شديدة لدول الجوار واجماع دولي. عدا ذلك يجب ان تكون بغداد مستعدة لحوار جاد في تطبيقات الفيدرالية، او بعض التطبيقات الكونفدرالية، ما دامت تعزز وحدة البلاد والمنطقة.. ب) شراكة الكرد الحقيقية اتحادياً، ودور حقيقي لبغداد في الاقليم.. وهذا سيصطدم بخارطة سياسية متمترسة في بغداد من جهة، وبممانعات كردية مباشرة ومبطنة في موضوعات الامن، الحدود، وتطبيق القرارات الاتحادية في الاقليم من جهة اخرى، وبمفاهيم وتعبئة متخلفة وجامدة لدى عناصر في الطرفين ثالثاً.. ت) أهمية الاتفاق على قانون توزيع الموارد المالية، والنفط والغاز مع ضمانات للالتزام بالحقوق المتبادلة. فاما الاستمرار بالفلسفة الحالية في دفع حصة الاقليم من الموازنة، مع اليات ادق للتطبيق على الجانبين، او تصدير النفط مع دفع حصة الحكومة الاتحادية. وان مناقشة مجمل هذا الموضوع جدياً سيسمح بتنظيم العلاقة بكردستان والمحافظات الاخرى والحكومة الاتحادية ايضاً.. ث) المناطق المتنازع عليها وكركوك والاحصاء والتطبيع والمادة 140. ورغم تعقيدات الملف لكن حلها افضل للجميع من التصادم، والدمار، ثم اللجوء لحل يفرض بالقوة او من الخارج. وهناك تصورات عديدة للمواضيع، منها ما قامت به الامم المتحدة، شريطة ان تتمتع الاطراف كلها بالمرونة والرغبة في ايجاد حلول لمصلحة الجميع، ليغلق الملف نهائياً.
عادل عبد المهدي