بسم الله الرحمن الرحيم
مرض “الايدز” والعلاقات الجنسية، عراقياً وعالمياً
في تقرير نُشر مؤخراً لـ”منظمة الصحة العالمية WHO”، يبلغ عد المصابين بـ”نقص المناعة المكتسبة”(HIV)، او “الايدز” (“السيدا” بالفرنسي) 36.7 مليون شخصاً في 2016: افريقيا جنوب الصحراء 25.6 مليون، الامريكتان 3.3 مليون، جنوب شرق اسيا 3.5 مليون، اوروبا 2.4 مليون، شرق الهادي 1.5 مليون، شرق المتوسط 230.000 الف.
و”الايدز” فيروس يصيب المناعة، وينتقل باتصال مباشر بين غشاء مخاطي او مجرى الدم وبين سائل جسدي حامل للفيروس كالدم، والسائل المنوي والمهبلي او المذي ولبن الرضاعة الطبيعية. ومن خلال الاتصال الجنسي غير الامن سواء الشرجي او المهبلي او الفموي، او عملية نقل الدم، والابر الملوثة لعمل الوشم وثقب الجسم، أو من الأم لجنينها خلال الحمل والولادة والرضاعة. ظهر “الايدز” اواخر القرن التاسع عشر، وبدأ بالانتشار في النصف الثاني من القرن العشرين. ويزداد خطره مع الادمان على المخدرات. ومنذ بداية المرض اصيب 78 مليون شخص، ومات 35 مليون بسببه.. وفي 2016 أودى بحياة مليون شخص، واصيب 1.8 مليون شخص جديد، منهم 18000 في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.. فنحن امام حرب عالمية حقيقية، تعالج فيها الأثار، وتبقى الاسباب تفرخ المزيد.
فالتركيز يتم غالباً على الفقر والرعاية والمخدرات ويكتفى بالنصائح والموانع في العلاقات الجنسية، وان انتشار الادوية والرقابة والاجراءات ساعدت كثيراً، وهذا صحيح ولكن جزئياً. يقول المدير التنفيذي لمنظمة UNAIDS للامم المتحدة: “باننا نعيش في اوقات هشة جداً، فيمكن للانجازات ان تنقلب فجأة”.. وانه صُرف 19 مليار دولار في الدول المتدنية والمتوسطة الدخل، والتزمت الامم المتحدة بـ23.9 مليار دولار لعام 2020، الخ. فالهشاشة تعود ان اهتماماً اقل يُبذل على العلاقات الجنسية والمخدرات، مما على الامور الاخرى، وهذا مقلوب مبدأ “الوقاية خير من العلاج”. فلا يركز الجهد لكثير من الاوساط المؤثرة على جذر المشكلة، بل على رؤى وممارسات وقيم الغرب اساساً West Centrism او Eurocentrism.
فمرض “الايدز” وانتشاره مثال واضح لموقفين من المفاهيم والممارسات المتعلقة بالجنس. فالعلاقات المنضبطة والامنة قادت لتقليص مساحاته.. وقادت العلاقات المنفلتة وغير الامنة لانتشاره. رغم ذلك لا توضع هذه الحقيقية سوى كنصائح، اما التشريعات والقيم والممارسات المحفزة للعلاقات الجنسية الشاذة والمنفلتة، فابوابها مشرعة تشجعها مؤسسات وقوى جبارة.
عادل عبد المهدي