نشرت مؤسسة “برايس ووتر هاوس كوبرز pwc” وهي من كبريات الشركات المالية توقعاتها لتطور الاقتصاد العالمي، والتي تظهر تحولات كبرى في الاقتصاد العالمي واقتصاديات الدول المختلفة. وقد تناولت الدراسة 32 بلداً التي يتوقع ان تحتل المراكز الاولى عالمياً في 2030 و 2050 والتي تمثل 84% من المجموع العالمي وفق الناتج الوطني الاجمالي بحسب تعادل القوة الشرائية GDP (ppp).. وهذه بعض التوجهات:
اذن، سيشهد العالم انقلاباً كبيراً خلال العقود الثلاثة القادمة اقتصادياً. فبعد ان كان مركز الثقل الاقتصادي العالمي خلال القرون الاخيرة في امريكا الشمالية واوروبا، سينتقل من الان فصاعداً باتجاه الشرق واسيا ودول امريكا اللاتينية. ولاشك ان الانقلاب لن يقف في حدود الاهمية الاقتصادية، بل سيتناول ايضاً الشأن السياسي والعسكري والاجتماعي والقيمي والعلمي والثقافي والحضاري والتكنولوجي والبشري، الخ.
كان اسم العراق سيرد في القائمة -على الاغلب- لو شملت الدراسة 35 دولة وليس 32 فقط، وهي مكانته حسب المعايير التي اعدت بها برايس ووتر هاوس كوبرز pwc تقريرها. سيبدو الامر غريباً بالنسبة لكثيرين.. فالعراق يعاني من ازمة ادارة وحسم امره في توجهاته النهائية، خصوصاً في الجانب الاقتصادي.. لكن بلدان شرقية واسيوية كثيرة كاندنوسيا وسنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية كانت تعاني من مثل هذه الازمات الى ان حسمت امرها، ووجدت فرصتها، وانطلقت. لذلك ليس غريباً ان يجد العراق ايضاً فرصته للانطلاق، اذا تخلص من الكثير من المفاهيم والمعرقلات والنظرات التي تحجز طريقه، وتبنى سياسات راشدة بناءة. فهو جزء من اسيا والشرق، وان نهضة تركيا وايران والسعودية ومصر ودول اخرى مجاورة ستضغط عليه باثارها الايجابية، كما ضغطت الاثار الايجابية لبعض البلدان الاوروبية على مجمل محيطها وقارتها.. لاسيما وان العراق يحتل وفق worldknowing المكانة التاسعة عالمياً حسب الموارد الطبيعية والثاني عربياً. فلديه احتياطي نفطي مقداره 153 مليار برميل و5.75 مليار طن من الفوسفات و131 ترليون متر مكعب من الغاز و600 مليون طن من الكبريت و12 الف موقع سياحي اثري و158 مليون دونم من الاراضي الصالحة للزراعة، دون ذكر السياحة الدينية وموارد اخرى كثيرة لم يذكرها التقرير.
عادل عبد المهدي