Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

هل نحن متحدون فعلاً ضد “داعش”؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:59 - 02/06/2016 - عدد القراء : 2498

يتفق الجميع خطابياً ان معركة “الفلوجة” هي جزء من تحقيق الامن في بغداد وبقية المحافظات.. ومقدمة لتحرير الموصل.. ولقصم ظهر “داعش”.. فاذا كان الجميع متفقاً ان محاربة “داعش” والارهاب هو هدفه الاساس، فان معركة الفلوجة يجب ان تكون برهاناً لهذا التوجه، لا ان نطرح اموراً اقل اهمية تغطي على المعركة، بل في احيان كثيرة تلهينا عنها.
ومن براهين هذا التوجه ان تكون لنا مشاركة جادة في ساحات القتال وبذل الغالي والنفيس لتحرير الفلوجة.. او تقديم المساعدات للمقاتلين وعوائلهم واحتضان شهدائهم.. او تنظيم الحملات لمساعدة اهلنا من النازحين والسكان وحفظ كرامتهم ومتطلبات عيشهم.. او رفع الحالة المعنوية للمقاتلين والاهالي عبر المناظرات والكتابات والافلام وفي مواقع التواصل وعبر الشعراء والاناشيد وبث روح الحماس والتعبئة ليقف الجميع مع المقاتلين ومع اهالي الفلوجة في هذه الظروف بالذات، ناهيك عن المناطق الاخرى التي تستمر فيها سيطرة “داعش”.. او التصدي لاكاذيب العدو وتفنيدها ودحضها ومحاصرة اولئك الذين يشككون بكل خطوة وسياسة حتى عندما تكون ناجحة،فيضعفون الحالة المعنوية ووحدة الشعب والبلاد.. او الذين يثيرون التفرقة بين القوى المقاتلة من قوات مسلحة وعشائر وحشد شعبي وبيشمركة واية قوى اخرى وطنية نظمت صفوفها لمقاتلة “داعش”.. او الذين يفككون الدعم الاقليمي والدولي للعراق في معركته ضد “داعش” والارهاب، مرة عبر مهاجمة ايران وحزب الله، ومرة عبر مهاجمة الولايات المتحدة والتحالف الدولي، واخرى عبر مهاجمة دول الخليج ومنها السعودية وقطر.
فاذا كانت الحرب ضد “داعش” والارهاب هي الاولوية، فيجب دفع الخلافات الثانوية للخلف مهما كانت مهمة، وان نقدم للامام كل ما من شأنه تحقيق النصر، ثم لنختلف تحت هذا السقف او لاحقاً. فالعالم لم ينتصر على النازية الا عندما اتحد الجميع في المعركة ضدها.. فاتفق تشرشل وروزفلت من جهة وستالين من جهة اخرى، باعتبارهم القوى الاساسية في الحرب، ضد هتلر والنازية. ولا يقل احد ان الخلافات بين اعداء “داعش” والارهاب اليوم هي اكثر من الخلافات بين تشرشل وستالين يومذاك. رغم ذلك تبرز الاصوات هنا وهناك مرددة نفس الاسطوانات القديمة.. فيقول قائل “ان السنة كلهم دواعش.. وليقول اخر “ان الشيعة اخطر من “داعش” وان محاربة ايران والحشد اهم من محاربة “داعش”.هؤلاء، ومهما تكن مواقعهم طوابير خامسة لـ”داعش”.
ومما يؤسف له ان بعض القوى والمنظمات ووسائل الاعلام تتحرك باسم الحيادية او الانسانية، فتساوي بين من يقوم يومياً بالقتل الجماعي عبر السيارات المفخخة والانتحاريين، وقطع الرؤوس، وحرق خصومه بافران الخبز، واشعال النار فيهم وهم احياء، واغراقهم باحواض الماء والتيزاب، نقول يساوي بين تلك الاعمال المنهجية المنظمة والمخطط لها التي يجاهر بها اصحابها ويروجون لها، وبين بعض الاعمال الفردية المعزولة والحالات غير المنضبطة التي يقوم بعض المنفعلين او الجهلاء، والتي سرعان ما تدان من قبل اصحاب العلاقة. فيخلطون الاوراق ويقدمون اعظم خدمة لـ”داعش”، ويتسببون -بوعي او جهل- ايقاع المزيد من العذابات والالام للسكان، وفي مقدمتهم السكان الذين ابتلوا بانطلاق “داعش” من وسطهم. فيتعكز هؤلاء على الخلافات الشيعية السنية ويقولون ان السنة يخشون الشيعة اكثر مما يخشون “داعش”، او الخلافات القومية فيقولون ان اهالي الموصل ومناطق اخرى يخشون الكرد اكثر مما يخشون “داعش”. فاذا كان هذا صحيحاً فلماذا لجأ اكثر من ستة اسباع اهالي الفلوجة البالغ عددهم 350 الف نسمة، ناهيك عن الملايين من المناطق التي سيطر عليها “داعش” الى مناطق الشيعة والكرد والمناطق السنية خارج سيطرة “داعش”.
الخلافات والاجتهادات لها مساحاتها ولن تزول او تختفي.. والسياسات التي لا تغير نفسها مع متطلبات التحدي الاهم والاول ستوسم نفسها بالتخلف.. والعقليات التي تتمسك بقناعات تدحضها الوقائع اليومية، هي التي سمحت وتسمح لامثال “داعش” والارهاب والعنف والفوضى والتخلف والتخبط والانقسام ان يشق طريقه في صفوفنا.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

ملحق العدالة

Capture

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
15°
18°
Thu
17°
Fri
الافتتاحية