خلال مؤتمر الوحدة الاسلامية في طهران
دعا رئيسُ المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الدول الاسلامية في الشرق الاوسط الى الجلوس على طاولة الحوار لاعادة زمام المبادرة في اعادة توزيع الادوار بعيدا عن القوى الدولية والاتفاق على رؤية قابلة للتطبيق خلال 50 سنة المقبلة. وذكر السيد عمار الحكيم في كلمه له خلال مؤتمر دولي للوحدة الاسلامية عقد في طهران امس” علينا التأسّي برسولنا الكريم {ص} في مشروعنا الاصلاحي، وان واحدة من اهم التحديات التي تقف بوجهنا محاولات التمزيق والتفتيت عبر اثارة النعرات الطائفية التي تمزق الامة، فالطوائف تعني تعدد القراءات، وهي مصدر اثراء وغنى لانها تحقق التنوع وهو الاساس الذي يعبر عن حاجة مجتمعية حقيقية تربط البعض بالاخر اكثر مما تؤدي الى الفرقة”. وتابع ان “الخطر الكبير عندما يستغل تعدد الطوائف للتعصب والتطرف، واثارة الخصومات باطار القداسة المذهبية، فتعدد الطوائف ان كان يشكل عازلا او ضعفا او تجزئة المجتمع الواحد الى اجزاء يتحول الى خطر على الامة، وان كان يؤدي الى تبادل التجارب والمعارف والقراءات فهو مصدر قوة اثراء للامة، والخطر ذاته في تعدد الاحزاب حينما يتحول الى تعصب وانتهازية وتغليب للمصالح الفؤية الخاصة على المصالح العامة ، والخطر ذاته في الطبقات الاجتماعية حينما تتحول الى سبب في تجاوز الاخرين والاستهانة بهم والخطر ذاته في القومية حينما يتفوق قوما على اخر وكل هذه الامور تخاطر بحس المواطنة حينما تستخدم بشكل سلبي”. واشار الى ان” اكثر الناس تعصبا وطائفية قد يكونوا ابعد الناس عن التدين والالتزام الديني. وقال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي “نحن نعترف باننا تركنا نار التطرف مستعرة والاف المعاهد تدرس الفكر المتطرف وانشغلنا باسعاف المصابين ، او ملاحقة المتسببين من دون ان نعمل على اطفاء النار بمواجهة الفكر المتطرف ، وايقاف النزيف من مصدره ، ونحن ندرك بان الامة الاسلامية دخلت حروبا دامية وبشعة بسبب الافكار المعوجة والعقول المتحجرة التي لاتقبل الاخر في تاريخها”. وتابع” لكننا اليوم في ظل هذا الفضاء المفتوح فان الحريق اذا نشب في اي بقعة بامكانه ان يلتهم الامة باكملها ، وستكون الفتنة اشد من ذي قبل وستكون امتنا في اخر السلم الحضاري العالمي وعلينا ان نعترف ببعضنا، ونحتمل الاختلاف في تفاصيل العقيدة والرؤية والموقف والسلوك ونتعايش مع التنوع ونواجه خطابات الفتنة والتحريض ،ويجب ان نتحرك بجدية ولانكتفي ببيانات الادانة وعقد المؤتمرات فيما شباب المسلمين يتقاتلون مع بعضهم باسم التطهير الطائفي”. ورأى ان ” الوقت قد حان لنخرج بتوصيات جدية ترفع الى منظمة التعاون الاسلامي والامم المتحدة وسائر المنظمات الدولية ذات العلاقة لتجريم الخطاب الطائفي والخطابات التكفيرية والتحريض ونشر الكراهية وملاحقتها قانونيا في كل ارجاء المعمورة وايقاف قنوات التحريض والفتنة والزام شبكات التواصل الاجتماعي باغلاق حسابات الاشخاص الذين يحرضون على الكراهية والعنف والطائفية والتطرف انه التحدي الاكبر الذي يواجه الامة الاسلامية في تارخيها كما اعتقد ، اننا امام فتنة معلوماتية طائفية عابرة للحدود ومنسوب عالي من الكراهية يجتاح عقول الشباب المسلم “. ونوه الى ان” منطقة الشرق الاوسط الاسلامي تمر اليوم بتحولات كبيرة وهناك من يتحدث عن {سايكس – بيكو} جديدة وكما اعتقد اننا ليس امام تغيير في الخارطة الجغرافية لهذه المنطقة وانما امام تحولات وتغيرات جديدة للنفوذ وتوزيع للادوار ، ولذلك على الدول الاسلامية في المنطقة ان تجلس على طاولة الحوار وان تضع بنفسها حدود ومساحات الادوار فيما بينها ولا تترك للقوى الدولية هذا الشأن والعبث بمقدرات الشعوب حسب اهوائها ومصالحا”. واضاف ان” الشرق الاوسط الاسلامي تمثله دولاً اسلامية عليها الاتفاق فيما بينها على رؤية متصالحة مع بعضها ومدركة لمصالحها ومتفهمة لمصالحها واحتياجاتها ومتطلبات بلدانها المتعددة ورؤية قابلة للتطبيق خلال 50 سنة المقبلة ، داعيا الى طاولة حوار شرق اوسطي يعيد للمسلمين زمام المبادرة ويلملم جراحاتهم ، لاننا كامة اسلامية ، نواجه مصيرا واحدا ووجودا مترابطا واعدائنا لايفرقون بين احدا منا ويخططون للنيل منا جميعا عبر الوقيعة فيما بيننا “. ودعا السيد عمار الحكيم الى جعل العام المقبل عاما للتسويات الاقليمية الكبرى وتوزيع الادوار وفرز المساحات والتعاون والتعايش بين ابناء الامة “.