حذر من الفتنة الطائفية باعتبارها اخطر ما يواجه العراق
حذّر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم من محاولات جر الفوضى لمناطق الجنوب الآمنة عبر النزاعات العشائرية خاصة في البصرة باعتبارها رئة العراق الاقتصادية، داعيا زعماء القبائل والعشائر العراقية إلى تحمل مسؤولياتهم للحد من هذه الظاهرة. وذكر بيان للمجلس الأعلى ان ذلك جاء خلال كلمة لسماحته في ديوان بغداد لزعماء القبائل وشيوخ العشائر العراقية بمكتبه، مبينا ان “تحذير السيد عمار الحكيم جاء نتيجة تزامن النزاعات العشائرية في الجنوب وخاصة في مدينة البصرة مع التحدي الأمني المتمثل بالإرهاب في المناطق الغربية لم يكن اعتباطا في قراءة لخبث الأجندة التي أحيكت للعراق وكان أخرها داعش”. وحث السيد عمار الحكيم بحسب البيان على “نبذ السلوكيات الخاطئة وان يكونوا قدوة لأبنائهم في مكافحة التبذير في الفواتح والأعراس والحد من الاطلاقات النارية، منوها إلى أن شيوع ظاهرة انتشار المخدرات وبأسعار زهيدة وبأقل من أسعارها في بلاد المنشأ ينذر بوجود أجندة تخريبية تترادف في دورها مع النزاعات العشائرية مما يتوجب التصدي لها بشكل حازم”. وقال إن “المناطق المحررة لأهلها وان الحشد الشعبي كان وما يزال ضرورة لحين بناء جيش قوي قادر على حماية العراق، مؤكدا أن قتال الحشد الشعبي في مناطق العراق كافة دليل وطنيته وبسالته في حماية الجميع وان إي سلوك خاطئ يصدر من احد إفراده لا يعمم على الجميع، محذرا من الفتنة الطائفية باعتبارها اخطر ما يواجه العراق ، مبينا أن داعش يحاول إحياءها ليعود لتصدير نفسه كمدافع عن مكون من مكونات العراق”. وعن أحداث المقدادية قال السيد عمار الحكيم “احداث المقدادية ليس لها إلا الإدانة التي صدرت من المرجعية الدينية والقوى السياسية والمجتمعية”، مبينا إن حجم الرفض والاستنكار لما جرى في ديالى يبين مستوى الوعي الذي وصل له المواطن العراقي برفضه للفتنة الطائفية، لافتا إلى أن المحنة أثبتت تماسك العراقيين، مستشهدا بوجود مليون نازح في مناطق الوسط والجنوب، عادا الشعب العراقي بعد ما عاناه من داعش محصنا منه فيما تعاني بعض شعوب المنطقة من التعاطف مع داعش مما يجعلها مهيأة للدخول في فوضى أمنية. وأشار رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي إلى الوضع السياسي العراقي، مجددا تأكيده على امتلاك العراق لكل مقومات النجاح فيما تعاني هذه المقومات من البعثرة وانعدام التبويب وترتيب الأولويات، موضحا إن العراق يمتلك مقومات اقتصادية بعيدا عن النفط كالصناعة والزراعة وتحتاج هذه المقومات إلى الإرادة القادرة على الانطلاق بها، مبينا إن الأزمة المالية محفزة في وجه من وجوهها لطاقات البلد والانتهاء من حالة الدولة الريعية، مشيرا إلى وجود انجازات تحققت في العراق الجديد إلا أنها صارت ضحية للتعميم السلبي، مجددا تأكيده على أن عام 2016 عام للتسويات ولابد من اخذ المبادرة عراقيا للخروج برؤية عراقية مبنية على أساس المصلحة العراقية، مؤكدا أن الحدود يرسمها الواقع لا الأنفاق وان التواجد التركي مهما طال لن يتحول إلى واقع حال، مشيرا إلى أن العراق يمر بحالة استثنائية لن تطول وسيستعيد وضعه ومكانه الطبيعي. ووصف السيد عمار الحكيم الإصلاحات بالبطيئة، ودعا في الوقت نفسه إلى التركيز على المنتج الوطني وتطويره والاستغناء عن المنتج الأجنبي لما لهذه الخطوة من تبعات اقتصادية كبيرة ايجابية على الواقع العراقي، مشيرا إلى وجود حلول كثيرة للازمة المالية العراقية جراء هبوط أسعار النفط، كاشفا عن النية لإقرار قانون يلزم الحكومة باعتبارها اكبر مستورد بشراء المنتج العراقي وتفضيله على الأجنبي وإعداد الخطط لتطويره، مشددا على مكافحة الفساد وإعادة الأموال من الفاسدين والضرب بيد من حديد لإعادة هيبة الدولة.