بما يتناسب وأعداد الزائرين المليونية
أعربت وزارة التخطيط عن عزمها على تنفيذ مشاريع البنى التحتية والخدمات في محافظة كربلاء عبر الدفع بالآجل أو عرضها للاستثمار، بغية النهوض بواقع المحافظة بما يتناسب وأعداد الزائرين المليونية التي تستقبلها المحافظة.وقال المتحدث باسم الوزارة عبدالزهرة الهنداوي، إن “زيارة الأربعينية أصبحت تمثل علامة فارقة في سياق الحياة العراقية، لذا لابد من التحرك باتجاه أن تكون كربلاء قادرة على استيعاب هذه الملايين من الزائرين”، لافتا إلى إن “هذه الزيارة “الأربعين” ليست الوحيدة إلى كربلاء على مدار العام فهناك زيارات أخرى تستقبل خلالها المحافظة أعدادا كبيرة من الزائرين قد تكون اقل من أعداد زائري الأربعين، لكنها كبيرة لا تتناسب مع إمكانات واستعدادات المحافظة المتواضعة لاستيعاب هذا الكم وما يجب توفيره من خدمات كالماء والمجاري والطرق ووسائل النقل والكهرباء وجميع الخدمات التي يتطلب توفيرها”. وأضاف إن “المشكلة اليوم هي ان العراق يواجه أزمة اقتصادية حادة جدا، وستؤثر سلبا على كل المشاريع التي من المؤمل تنفيذها، إذ لدينا مشاريع في المحافظة كمشاريع النقل وتوسيع خدمات الماء والمجاري أي الخدمات الأساسية التي يجب توفرها في المناسبات ولكنها ستتأثر بهذه الأزمة”. وأوضح إن “تصميم الخدمات في المحافظة جاء وفقا لعدد سكان المحافظة الذي لا يتجاوز ربما مليون أو مليون وربع، في حين يدخل المحافظة خلال أسبوع أكثر 20 مليون إنسان، بالتالي فان هذه الخدمات ستتأثر سلبا وتواجه مشكلة الاستهلاك والتقادم والزخم الكبير الذي يولد عليها، لذا قد نفقد جزء منها لذلك يجب أن يكون التركيز بهذا الاتجاه وتوفير الخدمات لأبناء المحافظة ومن يزورها”.وقال المتحدث باسم الوزارة “في سنوات سابقة كان يخصص للحافظة سنويا تخصيصات إضافية لمساعدتها في مواجهة هذه الحشود المليونية، إذ كان يخصص 100 مليار دينار للمحافظة إضافة لموازنتها الأساسية ولكن بسبب الأزمة الاقتصادية لم يعد بالإمكان توفير مثل هذه التخصيصات الإضافية”.واستدرك إن “توجه وزارة التخطيط اليوم الذي تم إبلاغه لكل الحكومات المحلية منها كربلاء سيكون لتنفيذ المشاريع إما من خلال التمويل بالآجل عبر استقدام شركات وممولين عرب او أجانب او عراقيين لتمويل هذه المشاريع بالآجل، او من خلال طرح المشاريع الموجودة كفرص استثمارية لتساعد على انجازها، وهناك مطار الفرات الأوسط الذي يعد واحدا من اكبر المشاريع تنفذه وزارة النقل ويعول ان يكون من المطارات المتقدمة بالعالم، كما هناك شبكة طرق بالإمكان ان تعرض كفرص استثمارية فضلا عن جملة من المشاريع التي تخدم المحافظة”.وأشار المتحدث باسم الوزارة “هناك زوار أجانب غير العراقيين يمكن استثمارهم من خلال تأشيرة الدخول إلى العراق، ففي كل دول العام يُستفاد من هذه المناسبات في دعم الاقتصاد الوطني لان الداخل إلى البلد يدفع رسوم التأشيرة وينفق أموالا داخل البلد يمكن أن توفر عملة صعبة”.وتابع إن “العراق يواجه مشكلة بالسيولة النقدية وإذا استثمرت هذه العملية ستوفر عملة صعبة للبلد”، موضحا ان “هذا الأمر يتطلب توفير الخدمات المناسبة التي تستوعب هذه الأعداد كالمناطق والأماكن السياحية”، مبينا “هناك تحرك بهذا المجال والسنوات القادمة سيكون الوضع أفضل مما هو عليه ألان”.وكانت المرجعية الدينية، دعت الجمعة الماضية على لسان ممثلها في كربلاء الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، الحكومة إلى توفير الموارد اللازمة إلى كربلاء، لإقامة مشاريع البنى التحتية والخدمات العامة.وقال الكربلائي، إن “التزايد المضطرد من أعداد الزائرين ن داخل العراق وخارجه لا يتناسب مع ضعف وتواضع ما يقابله من تطور ضروري للخدمات الأساسية للزائرين ومن هنا يتحتم على الجهات المعنية وخاصة في الحكومة الاتحادية المزيد من الاعتناء والاهتمام لتوفير الموارد اللازمة لإقامة مشاريع البنى التحتية والخدمات العامة ولاسيما في مجال النقل وتوسعة الطرق وإنشاء الساحات العامة والمجمعات الصحية وغيرها من الخدمات الضرورية”. ولفت الى انه “يمكن الاستعانة بالقطاع الخاص للاستثمار في هذا المجالات الخدمية فان هناك فرصة كبيرة ومساحة كبيرة لذلك وستكون له واردات مالية تساعد ايضا على تحسن الوضع الاقتصادي للبلد، ولابد ايضا من وجود لجنة عليا تقوم بمهام التنسيق والمتابعة والتنظيم لشؤون الزيارة المختلفة”.يشار إلى إن، محافظة كربلاء استقبلت أكثر من 20 مليون زائر من أكثر من 60 دولة فضلا عن الزائرين العراقيين، لأداء مراسم زيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام.