المدير العام لتربية الكرخ الثانية لـ "العدالة"
لم تكن مهمة الدكتور قيس الكلابي المدير العام لتربية الكرخ الثانية سهلة لان قيادة جيش من المعلمين والمدرسين والموظفين من شتى الاختصاصات يحتاج الى سياسة تربوية متوازنة لقيادة العملية التربوية في رقعة جغرافية واسعة فيها مناطق ذات كثافة سكانية كبيرة وبعضها كان الى وقت كبير يوصف بالساخنة وهذا الشاب (الشيخ) الطموح وضع كل امكانياته لتحمل مسؤولية تاريخية سيكتب اسم ربان السفينة من ذهب وستسجل انجازاته على مستوى العراق لان النجاح له اسم واحد في كل مكان لذلك قصدنا الدكتور الكلابي لنحاوره عن امور بعضها قد يصنف من الخطوط الحمر في التربية والاخر في تماس مع قضايا الناس والمجتمع لكن الرجل اجاب بكل صراحة عن كل سؤال كان يوجه له وزاد في بعضها معلومات كنا نجهلها الى وقت بعيد.
• قلت للمدير العام لتربية الكرخ الثانية الدكتور قيس الكلابي لنبدا من بناء الثقافة التربوية عند الهيئات التعليمية والتدريسية فالبعض من اولياء الامور و شرائح المجتمع تصفهم ( بالفقراء من الناحية الثقافية) هل هذا الادعاء صحيحا؟ فاجاب
– اقول لك هذا الكلام ينطبق الى حد ما على بعض الهيئات التعليمة والتدريسية لاسيما الذين لم يثقفوا انفسهم واكتفوا بالحصول على الشهادة الاكاديمية فالتعامل مع الطلبة والتلاميذ يحتاج الى ثقافة معرفية اكبر من الشهادة فهناك فرق كبير بين الشهادة المهنية والثقافة التي يجب ان يتسلح بها الجميع بما فيها الهيئات التعليمة والتدريسية لمعالجة قضايا اجتماعية او معرفية تفتقر لها المناهج التربوية وساكون راعيا ومروجا لها في حياتي المهنية مادمت اعمل في مجال التربية”.
• مادمنا في مجال الثقافة الشخصية فهناك من يقول بان هذا الذي قلناه ينطبق على بعض موظفي التربية فهل توافقوني الراي”.
– نعم يوجد بعض الموظفين يفتقرون الى التعامل مع الهيئات التعليمة والتدريسية مما يؤدي الى تقاطعات غير محببة وارباك العمل التربوي لكني حريصا على ان يكون الموظف عارفا في مجال عمله الدقيق ومؤديا واجباته الوظيفية بكل نزاهة واخلاص وله سمعة جديدة بين اقرانه الموظفين والمراجعين من شتى الشرائح بما فيها الهيئات التعليمة والتدريسية”.
• وما موقع المديرية العامة من قضايا الفساد وماهي المؤشرات التي تدل على خلو المديرية من قضايا الفساد بصراحة على الرغم تسلمك المنصب حديثا”.
– الفساد افة نخرت جسد المجتمع العراقي وهي ليست وليدة المصادفة وانما بدات هذه الافة تتسلل الى المجتمع العراقي من زمن الحصار الذي فرض على العراق في عهد النظام السابق وعلى الرغم من تسنمي المنصب حديثا الى انني ساتابع كل المجالات التي قد يتسلل لها الفساد بنفسي وهذه صفة للقائد التربوي الحقيقي وستكون اجراءاتي صارمة بحق المفسدين بشتى انواعهم بما في ذلك الذين يتطاولون على حقوق الاخرين بطرق غامضة لاسيما في التعيينات او الانتقال او اي جوانب تتعلق بالوظيفة”.
• يعني ان افهم من كلامك ان هناك جائزة لاصحاب الايادي النظيفة من الموظفين”.
– على الرغم من الظروف المادية الصعبة التي تعيشها البلاد لكني ساقترح جائزة لكل موظف يتصف بالنزاهة والجدية( مدرس ومعلم وموظف في التربية بشتى الدرجات) حتى لوكانت معنوية واسدفعها من راتبي لو اقتضت الضرورة”.
• هناك من يعتقد من المعلمين والمدرسين في المناطق النائية والمستعصية الشاغر بان قرار الوزارة بعدم النقل او التنسيب الا بعدمضي خمس سنوات في الخدمة في تلك المناطق هو قرار فيه اجحاف ؟ ماذا تقول؟
– ربما الوزارة استندت الى وقائع حقيقية ورات من مصلحة المديريات العامة للتربية في بغداد والمحافظات بان هذه السنوات من الخدمة ستسهم في بناء شخصية المعلم او المدرس لان التعامل في مناطق ريفية او بعيدة تحتاج من المعلمين والمدرسين اثراء تجربتهم التربوية والمهنية الى جانب ان هذه المناطق بحاجة فعلية الى خدماتهم لكني اعد الهيئات التعليمية والتربوية بدراسة هذه الموضوع بعد دراسة حركة تنقلات المعلمين والمدرسين والتباحث مع الجهات المعنية في الوزارة او مجلس محافظة بغداد”.
• سمعت من يقول ان نقل الصلاحيات التربوية من وزارة التربية الى مجلس محافظة بغداد هو بمثابة اطلاق رصاصة الرحمة على العملية التربوية هل بمكانكم توضيح هذا الامر”.
– ابتداء ان نقل الصلاحيات من وزارة التربية الى حكومة محافظة بغداد موضوع دستوري بالتالي امر حتمي وانا اصفها بانها ستؤدي الى تطوير العملية التربوية لانها ستخلق تزاوج بين ثقافتين تربويتين احدهما صادرة من الوزارة المركزية والاخرى صادرة من حكومة محافظة بغداد التي تكون قريبة من بعض التطبيقات التربوية التي تحتاج الى قرار شعبي تكون المحافظة هي الاقرب لكن الوزارة تبقى الرئة التي يجب ان ننفس منها”.
• هناك موضوع يجب ان يناقش بصراحة وهو التعليم المسائي ؟ هل سيلغى ام يتحول الى نظام التعليم الاهلي؟ وكيف ستعالج التربية موضوع النواقص العديدة الموجودة فيه؟
– بصراحة اقول اننا يجب ان نقف طويلا عند هذا الموضوع فهناك اراء تريد ان تعمل بنظام الاقساط السنوية ويجب ان يتحملها الطلبة وهذا الامر نوقش كثيرا في الوزارة لكن الظروف التي يمر البلد تجعل من الامر يتاجل مرات عديدة اما معالجة النقص بالمدرسين فكنا نعالجه بالمحاضرين المتطوعين والوزارة لديها افضلية في التعيين لكل من تطوع مجانا وقدم خدماته التربوية من دون ان يحصل على الدعم المادي وهذا الامر ينطبق على المحاضرين بمحو الامية اما بشان النواقص فسنعالجها بالتعاون مع الادارات الصباحية التي فيها الدوام المسائي وسامنح حصة لمدرسي المسائي للتقديم للاشراف الاختصاصي حتى يتمكنون من معالجة قضايا المدارس المسائية كونهم اصحاب خبرة بهذا المجال من التدريس.
• مادمنا بصدد التعليم المسائي هناك قرار وصف بالغريب اسمه توحيد الجنس (نقل المدرسين الذين على ملاك التعليم المسائي الذين ملاكهم الاصلي في ثانويات البنات الى مدارس البنين وبالعكس ) صدر من الوزارة وولد القرار ردود فعل عنيفة في المديريات العامة للتربية في بغداد والمحافظات بحق المدرسين العاملين بالتعليم المسائي على وجه الخصوص وصلت الى الاعتصامات والمظاهرات وقد طبق في بعض المديريات ولم يطبق في بعضها ( والكرخ الثانية طبق القرار وقد خسرت الصفوف المنتهية السادس العلمي بعض المدرسين جراء هذا القرار) ماهي اجراءاتكم” .
– ساقوم بدارسة الموضوع وحيثيات القرار مع المعنيين في الوزارة واعرف جيدا ان لنا ثقة عالية بالهيئات التعليمية والتدريسية وانها تتعاون جنبا الى جنب من دون ورود اي شكاوى بهذا الموضوع واذا سمحت لنا الصلاحيات بعد التشاور مع الوزارة بهذا الموضوع سنرجع الملاكات التي تضررت الى ثانوياتها الاصلية وان شاء الله سنجد الحل التربوي الصحيح”.
• منذ سنين طوال هناك ظلم كبير يقع على ادارات ومدرسي التعليم المسائي فيما يخص النسب المئوية في الامتحانات الوزارية وهذا الظلم يكمن بمساواة المدارس المسائية مع مدارس المتميزين والمدارس الاخرى بمستوى النسب وقد عوقبت العديد من المدارس والمدرسين بسبب هذه المقارنة غير الواقعية”
– تشخيصك دقيق جدا فليس من المعقول ان نساوي ادارات مدارس المتميزين والادارات الاخرى وكذلك المدرسين الذين يدرسون في المدارس المسائية والمدارس الصباحية وطبيعة الطلبة الذين يدرسونهم وان شاء الله يدرس هذا الموضوع مع الوزارة ومجلس محافظة بغداد والمديرية العامة للتقويم والامتحانات والا شراف الاختصاصي للخروج بنتائج حقيقية في تقويم النسب في المدارس المسائية”.
• العديد من الوجهاء في مناطق الرقعة الجغرافية في المديرية العامة لتربية بغداد الكرخ لديهم تطلعات حقيقية لان تكون التربية الواجهة الحقيقية لنشر ثقافة التسامح وقيادة المصالحة الوطنية الحقيقية فماذ تقولون”.
– اعتقد انك صائبا في سؤالك هذا؟ علينا نحن اصحاب الثقافة التربوية من الهيئات التعليمة والتدريسية ان نكون السباقين باقناع المجتمعات التربوية في كل الرقعة الجغرافية التابعة للمديرية باننا في سفينة واحدة فلا توجد مصلحة لاحدنا باغراق السفية وانا ساصدر اعماما على ادارات المدارس بالتثقيف بهذا الموضوع واطالبهم بنتائج عملية ملموسة وليس كلمات تقال فقط”:
• في كل عام دراسي نجد ان هناك ا قبالا كبيرا على مدارس معينة في بعض قواطع المديرية على سبيل المثال لا الحصرر ثانوية زين العابدين للبنين فمتى تصبح المدارس كل تمتلك صفات الجذب الجديد”.
– هناك خطط تربوية تدور في ذهني لتطوير المدارس في المديرية واهمها ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب واعني بكلامي هذا مدير المدرسة فالمكان بمن يقوده فاذا كان القائد جيدا ستصل السفينة الى بر الامان الى جانب توفير الوسائل التربوية المهمة التي تحتاجها المدرسة وبالمناسبة ان المديرية ستعقد مؤتمرا تربويا يخص الوسائل التربوية الحديثة وهذا يعني نحن نفكر بادخال الوسائل المتطورة في التربية واتمنى ان تكون مدعوا لمعرفة ما نفكر به”.
• مادمنا بصدد الادارت المدرسية فهناك قرارات صدرت منا تدوير الادارات المدرسية لكنها جوبهت بالرفض من قبل العديد من الادارات وتوقف هذا القرار ماهو تعليقكم على هذا الامر”
– اقول يجب دارسة هذا القرار من جميع الجوانب التربوية قبل تطبيقه وساشكل لجان مختصة لدراسة القرار وعندها سيكون لكل حادث حديث”
• حصلت المديرية العامة لتربية الكرخ الثانيةعلى المراكز الاولى في العيد من السنوات هل لديكم خطة لادامة التفوق في الامتحانات الوزارية للعام الدراسي الحالي”.
– ان المديرية طورت امكانياتها في التوجيهات التربوية من اجل ادامة التفوق الى جانب وجود المتابعة الميدانية من الجميع واعتقد ان الكرخ الثانية ستحتل المراكز الاولى هذه السنة وانا متفائل”
• ماهي خططكم المستقبلية لتطوير العمل التربوي في المديرية؟
– يمكننا الاستعانة بحملة الشهادات العليا في اجراء البحوث التربوية المهمة والتي نحتاجها في تقويم العملية التربوية الى جانب اننا لانبخل في ادخال كل ماهو جديد في العمل التربوي بما في التجارب التربوية في التعامل مع المستجدات التربوية الحديثة؟
• هناك من يخشى ان يكون تمردا كبيرا للهيئات التعليمة والتدريسية في الامتناع عن المراقبة في الامتحانات الوزارية بسبب تلكؤ اعطاء الاجور الامتحانية فهل ستعالج المديرية هذا الموضوع مع الوزارة ام لكم خططا اخرى”
ـ تم حل هذا الموضوع وحصلت المديرية العامة لتربية بغداد الكرخ الثانية على موافقة وزير التربية الدكتور محمد اقبال عمر الصيدلي بصرف اجور المراقبات للدورين الاول والثاني التي كانت متوقفة، ويعد ذلك يعد انجازا طيبا للمديرية وان جميع الحقوق لمدراء المراكز الامتحانية والمراقبين والعاملين في الامتحان محفوظة”.
• وماذا عن الدوام الثلاثي في المدارس؟
– اذا كنت متابعا لحركة فتح المدارس في جميع قواطع المديرية العامة لتربية الكرخ الثانية ستجد اننا جادون بالقضاء على الدوام الثلاثي وحتى الثنائي في بعض المناطق واني على ثقة لو اجتاز العراق الازمة المالية سيستطيع بناء مدارس اخرى”.
• هناك من يقول ان المديرية تعد ناجحة اذا كانت حساباتها تسير بنحو صحيح فماذا تقول انت؟
– كلام مضبوط جدا فان علم الحساب لايقبل الجدل ان كان صحيحا واذا وجدت الهيئات التعليمة مرتاحة من ناحية الرواتب كنت اسعد الناس لان ارزاق الناس عندما تكون في ايدي امينة عندئذ يكون المسؤول مرتاح الضمير”.
• من يحمي الهيئات التعليمة والتدريسية القانون الشديد ام الضمير الحي وقد حملني العديد من المدرسين هذا السؤال وهناك من يتجاوز عليهم من بعض الشرائج الاجتماعية وحتى بعض الطلبة؟
– الهيئات التعليمة والتدريسية تمارس عملها التربوي بضمير حي وهناك لدينا حالات مضيئة ويجب ان يعرفها العالم بان البعض من هذه الهيئات التعليمة والتدريسية مصاب بالسرطان وهو يداوم مع زملائه الاخرين وهناك من النماذج الجيدة كثيرة بل الاغلبية الساحقة لكن تجاوز من قبل بعض الطلبة واولياء امورهم المسيئين وهم قلة وسنقف بشدة بوجه المتجاوزين بالقانون الشديد وهدفنا ان نحمي موظفينا من كل تجاوز”.
• هل يمكن للمديرية العامة للتربية ان تراجع نظام الحصص في المواد ومن سيكون في مقدمة الجدول المدرسي وهناك شكاوى عديدة بشان من يتصدر الجدول المدرسي “.
– صدرت من الوزارة توجيهات سابقة بشان تقديم الدروس العلمية في جدول الدروس الاسبوعي كونها تحتاج الى استيعاب اكثر وفي بداية الدوام يكون التلميذ او الطالب في قمة نشاطه البدني ولكن مع ذلك يمكن ان نناقش الموضوع ونجري تقويما اخر بعد محاورة الهيئات التعليمة والتدريسية واصحاب الاختصاص”.
• هل لديكم تعاونا ملموسا مع نقابة المعلمين العراقيين؟
– النقابة يمكن ان تعلب دورا كبيرا في الجونب المهنية والتثقيفية وحل الاشكالات التي تواجه العملية التربوية في كل رقعة جغرافية وقد اتفقنا على طرح جميع القضايا التي التربوية بصراحة من اجل ان يكون الحلول جماعية وترضي كل الاطراف لاسيما المشاكل المهنية التي تحدث بين حين واخر”.