من يريد اجراء اصلاحات على مستوى تغيير الشخوص ،كان من المفترض ان تكون عملية الانطلاق من المفاصل الداخلية لكل وزارة او مؤسسة ،لانها هي المحرك الاساس لعمل كل دائرة ،فتبدأ من الوكلاء والمدراء العامين وهكذا تسير حتى تصل الى هرم الوزارة اذا كان بحاجة الى تغيير فيتم تغييره، واذا كان خلاف ذلك فيتم دعمه ،ولكن ان يأتي التغيير باتجاه معاكس فان ذلك سوف يطيل الوقت، ولا يحقق الاصلاح هدفه ،من حيث ان الوزير الجديد لا يمكن ان يعمل بتشكيلة ادارية قديمة ،او غير مهنية ،او معشعشة في مكانها، فيعمل الى التغيير في داخل وزارته وهذا سيستغرق وقتا طويلا، ناهيك عن ان الاصلاح بحاجة الى رؤية ،ومنهج، وخطة، وبرنامج عمل لكي تسير عليه الكابينة الجديدة المزمع تشكيلها ،فاين كان كل ذلك؟ وماذا لو بقيت الامور على حالها وزدادت سوءاً؟ لم يبق من عمر الحكومة زمن طويل، وهل سيحقق التغيير المزمع ما يطمح اليه الناس، واذا كان خلاف ذلك ،وانه بحاجة الى وقت اطول ،فان الفريق الحالي لم تمر سنتان على عمله، وهناك من حقق الكثير في وزارته، وهناك من لم يحقق، فاذا لم يحقق التغيير الجديد مبتغاه ،فهل معنى ذلك ان المشكلة في الادارة وليس في الفريق؟ لذلك لابد ان تكون عملية الاصلاح واضحة في الاداء، وليس في الهرولة وراء تغيير اسماء، واشغال الرأي العام في موضوعة جديدة ،فلماذا لم يتم حسم (الوكالة) التي بقيت علامة بارزة في اداء الحكومة، مع انها وعدت بانهائها كليا في مدة يسيرة، فهي من المفترض ان تكون من اولويات الاصلاح ،لكي تكون رسالة مهمة للشعب العراقي ،فلا يجوز اطلاق تصريحات ومطالب من دون تهيئة ارضية صالحة لتحقيقها ،فبناء البلد مسؤولية الجميع ،ولم يتم بناء الهرم الاداري للدولة العراقية الجديدة الا بتكاتف وتعاون الجميع ،ولم تكن مسؤولية فرد، ومن هنا يأمل الشعب ان تكون رؤية التغيير واضحة، وضمن اسقف زمنية، وخطة وبرنامج عمل يتم عرضه على الجمهور ليتابعه الناس ويراقبوه.