بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بعد ان اخذت الازمة السياسية ابعاداً كادت ان تسير بالبلد الى منحنيات صعبة ،اخذت بوادر الانفراج تطفو على السطح لادراك الجميع انه لا سبيل لانهاء الاشكالات سوى الحوار البناء المفضي الى نتائج ملموسة، فمن غير الممكن الحديث عن الاصلاحات بوجود برلمان منقسم تتجاذبه الارادات المختلفة، فاذا كان الادراك الحقيقي للقوى السياسية ان البرلمان هو المصدر او المكان الذي تنبثق عنه الاصلاحات من خلال منحه الشرعية لكل الخطوات الاصلاحية فلا بد من ان يعمل في بيئة مستقرة سياسياً ،فامامه شوط طويل من التشريع والرقابة وعلى الرغم من ان ما حدث في الآونة الاخيرة شكل منعطفا لا يمكن التقليل من اثره ،فان مجريات الامور تستدعي القراءة الصحيحة لمجمل الاوضاع ،لان المتبقي من عمر الحكومة والبرلمان ليس بالكثير من خلال القراءة الدستورية، فاذا اجاز البرلمان التشكيلة الوزارية الجديدة سواء اكانت الاولى ام الثانية فان ما بعدها سيكون الجميع في المحك وامام الشعب لانه يريد عملاً سريعاً وهو لا يقف عند القراءات السياسية طويلاً وانما لديه قراءة واحدة ،وهي ماذا ستقدم له من خدمات ،وهل ستنتشل الملفات المهمة من اوضاعها الحالية الى اوضاع افضل؟ وماذا ستكون الامور بعد ذلك؟ كل ذلك يجب الوقوف عنده طويلاً وبشكل يأخذ بنظر الاعتبار الاسباب والمسببات ،ولكن الذي افرزته هذه الاوضاع والازمة ان الحوار هو الخيار الامثل لحل الاشكالات مهما كانت معقدة وصعبة فاذا كان الهدف هو مصلحة البلاد وتوفير الحياة الحرة الكريمة لابناء الشعب، فالحوار هو الذي سيعطي النتائج المرجوة والمثمرة التي تحقق الامال والطموحات، فالتعبير الديمقراطي امر طبيعي وجيد في بلد يحث الخطى لاستكمال مؤسساته الديمقراطية وبنائه الجديد من دون ان يؤثر ذلك على السياقات الديمقراطية التي تحافظ على الدستور وتسير في ظله .. ومن هنا الجلوس على طاولة الحوار الشامل سوف يؤدي الى ايجاد افضل السبل لاعادة ترميم البرلمان بوصفه بيتاً للشعب لا سيما ان البلد يتعرض الى تحديات كبيرة تتطلب من الجميع التكاتف والتعاون.
