بعد سلسلة التفجيرات الارهابية التي ضربت العاصمة بغداد ، وبعض المحافظات ومنها الامنة كالسماوة يبقى المواطن متسائلاً من يحمي الشعب ؟ لاسيما ان الشعب تلقى رسالة سلبية واضحة المعالم مفادها ان الحكومة عجزت عن توفير الحماية لمؤسساتها ولنواب الشعب فكيف ستحمي الشعب بجغرافيته المترامية الاطراف ؟ ان ما تعرضت له مدينة الصدر ولاكثر من مرة ولاسيما في الشهرين الاخيرين يجب ان لا يقف الامر عند حد الشجب والاستنكار وتسطير عبارات الحزن والالم، وانما لابد من محاسبة المقصرين والفاشلين الذين لم يستطيعوا حماية الشعب فقد حدثت يوم امس في مدينة الصدر مجزرة كبرى راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى وكلهم من الفقراء والمحرومين وعوائل الحشد الشعبي فمن يتحمل المسؤولية ؟ وبأي ذنب تم استهداف هؤلاء الفقراء ومن المسؤول عن حماية الشعب ؟ كل ذلك لابد ان يتم التوقف عنده ملياً فليس من المعقول ان يبقى المواطن عرضة للقتل والاستهداف والمسؤول يعيش في تحصينات وبيئة معيشة راقية ، في حين ان الشعب يعطي ضحايا في الاسواق والمدن ويعطي الشهداء في سوح القتال ولا احد يلتفت الى مطالبه او يسعى لتوفير الحياة المطمئنة له . وكل ما يراه صراعاً سياسياً يدل على عدم الاكتراث بما يتعرض له المواطن ان ذلك لربما يزيد من الاحتقان الداخلي بحيث تبقى نيران تستعر في نفوس الثكالى واليتامى مالم يكن هناك عمل جدي وحقيقي لتوفير الامن للمواطن وتوفير الحياة الكريمة للشعب ولاسيما عوائل الشهداء فلابد من المحاسبة ،والعجب كل العجب ان ينادي البعض بمحاسبة المقصرين الذين سمحوا للمتظاهرين باقتحام مجلس النواب ولايسمع المواطن من هؤلاء دعوات بمحاسبة المقصرين الذين تسببوا بقتل المئات من المواطنين من خلال العمليات الارهابية واختراق اجهزة الدولة الامنية فلا دعوات لمراجعة الخطط الامنية ،وانما دعوات لاعادة جذرية وجوهرية لمجمل الافكار الامنية وخططها واليات تنفيذها فالدماء سالت بغزارة وهي عزيزة وغالية ولايمكن السكوت عن المتهاونين والمجرمين والقتلة .