Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

البيلاروسية سيفتلانا ألكسيفيتش تنقل المعاناة من شفاه من عاشوها

البيلاروسية سيفتلانا ألكسيفيتش تنقل المعاناة من شفاه من عاشوها
ادب وثقافة - 2:26 - 12/10/2015 - عدد القراء : 1045

أول صحافية تنال «نوبل للآداب» وسط انتقادات واسعة :

حصلت الكاتبة البيلاروسية سيفتلانا ألكسيفيتش، أمس على جائزة نوبل للآداب. وأعلنت رئيسة الأكاديمية السويدية، سارا دانيوس أمس الخميس عن فوز ألكسيفيتش كأول صحافية بالجائزة، بعد مرور نصف قرن على فوز كاتب يكتب بالأدب غير الروائي بالدرجة الأولى، واصفة كتاباتها بأنها تمثل «لحظة شجاعة ومعاناة في زماننا».وأضافت «انشغلت الكاتبة طوال الأربعين عاما الماضية بدراسة الاتحاد السوفييتي قبل وبعد الانهيار، لتقدم لنا كتابها «وقت مستعمل»، إلا ان ذلك لم يندرج تحت بند رواية الأحداث، إنما قدمت لنا تاريخا من المشاعر، سواء في كارثة تشيرنوبيل أو الحرب السوفييتية في أفغانستان. كما لم تقتصر أعمالها على التاريخ، بل حملت «شيئا ما داخليا «عميقا» ولمحة من السرمدية».«ففي روايتيها عن أفغانستان وكارثة تشيرنوبيل، أجرت ألكسيفيتش الآلاف من المقابلات مع الأطفال والرجال والنساء، لتقدم تاريخا من حياة البشر ومعلومات عنهم، لم نكن نعرف عنها الكثير، تاريخا من العواطف وتاريخا للروح البشرية». وفي اتصال هاتفي معها لإحدى الإذاعات السويدية، أعربت ألكسيفيتش عن شعورها الكبير بالسعادة لحصولها على هذه الجائزة، إلى جانب من سبقوها من الكتاب الروس، أمثال إيفان بونين، وبوريس باسترناك. وأضافت «من الرائع جدا حصولي على هذه الجائزة، إلا ان خبر حصولي عليها يعتبر من جهة أخرى أمرا مقلقا، إنها بصراحة مشاعر معقدة». وأشارت في حديثها إلى أن 8 ملايين كرونة سويدية تعني لها الحرية، فهي بالعادة تستغرق وقتا طويلا لكتابة مؤلفاتها ما بين 5 – 10 سنوات، وبما أنها اليوم تمتلك فكرتين لأعمال جديدة، ستكون لها الحرية للبدء في كتابتهما. وعلى الرغم من ترجمة أعمالها على نطاق واسع إلى الألمانية والفرنسية والسويدية، إلا ان أعمالها المترجمة إلى الإنكليزية كانت متفرقة. يقول جاك تيستارد محرر دار نشر Fitzcarraldo « سيصدر كتاب ألكسيفيتش الأخير عن دار نشر Fitzcarraldo عام 2016 بنسخته الإنكليزية، الذي يضم مقابلات مع أشخاص من جميع أنحاء روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، في محاولة لمعرفة الجو النفسي بعد هذه الأحداث، شعور الشخص حينما يفقد هويته ويجد نفسه في بلد لا يستطيع التعرف عليه، هي رواية بمثابة مسح تاريخي صغير في روسيا في النصف الثاني من القرن العشرين، وصولا إلى سنوات الرئيس الروسي بوتين». وأضاف «للكاتبة ألكسيفيتش كتب غير عادية ومن الصعب جدا تصنيفها، فهي ليست خيالية، لكن الناشرين الإنكليز والأمريكيين راغبين في تحمل المخاطر لمجرد أنها جيدة، فما بالك حينما تنال جائزة نوبل للآداب». في مقدمة كتابها الأخير «وقت مستعمل» كتبت ألكسيفيتش «لا أسأل الناس عن الاشتراكية، إنما اسألهم عن الحب والغيرة والطفولة والشيخوخة، الرقص والموسيقى وتسريحات الشعر، جميعها تفاصيل نثرية لا تعد ولا تحصى من طريقة حياة لا حياة فيها. هذه هي الطريقة الوحيدة لملاحقة كارثة في إطار الدنيوية ورواية قصة». واعترفت الكاتبة بأنها مفتونة بالناس وحكاياتهم وعواطفهم، بعيدا عن الطريقة التي يتبعها الكثير من المؤرخين في بحثهم عن الحقائق. ولدت الكاتبة عام 1948 في مدينة إيفانو- فرانكيفسك من أب بيلاروسي وأم أوكرانية.وانتقلت عائلتها إلى بيلاروسيا بعد أن أكمل والدها خدمته العسكرية، ودرست ألكسيفيتش الصحافة في جامعة منسك في الفترة بين 1967 إلى 1972. وقد عملت صحافية لعدة سنوات، حيث كتبت العديد من القصص القصيرة والمقالات والتحقيقات، وتوضح ألكسيفيتش في موقعها على الإنترنت تعلقها بالصحافة بقولها «اخترت هذا النوع التعبيري الذي تعبر فيه الأصوات البشرية عن نفسها». تأثرت ألكسيفيتش كثيرا بالكاتب البيلاروسي اليس أداموفيتش الذي طور نوعا جديدا من الكتابة تدعى «الرواية الجماعية» أو «رواية الأدلة» أو «الناس يتحدثون عن أنفسهم»، ولذلك نشرت كتابها الأول «وجه الحرب غير النسوي» في عام 1985.واعتمد الكتاب على مقابلات مع مئات النساء ممن شاركن في الحرب العالمية الثانية، وشكل نموذجا نسجت عليه في أعمالها الأخرى، حيث تبني أعمالها السردية من شهادات عن بعض أكبر الأحداث المأساوية في العالم. سبق للكاتبة أن فازت بجائزة رابطة القلم السويدية (PEN) «لشجاعتها وكرامتها ككاتبة. ومن أشهر أعمالها المترجمة للإنكليزية: «وجه غير أنثوي للحرب» عام 1987، «أصوات من تشيرنوبل» عام 2005، «تاريخ شفاهي للكارثة النووية» في عام 1986، و»أولاد في الزنك» وهي شهادات مباشرة من الحرب السوفييتية الأفغانية، عام 1992. من مؤلفاتها الروسية: «مسحور بالموت» عام 1994، «الشاهد الأخير» عام 2004، و»وقت مستعمل» عام 2013. وقد حولت بعض أعمالها إلى مسرحيات عرضت في فرنسا وألمانيا، حيث حازت عام 2013 جائزة السلام العريقة في إطار معرض فرانكفورت للكتاب. ومن أهم الجوائز التي حصلت عليها الكاتبة: «جائزة ميديسي الفرنسية» عام 2013، جائزة «هيردر» عام 1999، وجائزة «نقد الكتاب الوطني» عام 2005.من جهة اخرى انتقدت المشرفة على صفحة الأدب في جريدة «تسايت» الألمانية إيريس راديش، منح جائزة نوبل للآداب للصحافية البيلاروسية سفيتلانا أليكسيفيتش. وقالت راديش الخميس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «جائزة نوبل للآداب يجب أن تمنح للآداب الكبرى، وليس للكتابة الصحافية المتميزة.»وأقرت راديش بموهبة أليكسيفيتش الصحافية قائلة: «سفيتلانا أليكسيفيتش» كاتبة متميزة وثقت بإحساس كبير وإصرار شديد التحولات الأوروبية والهزيمة التي لحقت بالنظم الاجتماعية الشرقية». واستدركت راديش قائلة إن أليكشيفيتش لا تكتب مع ذلك أدبا، وإنما تجري لقاءات صحافية توثقها بدرجة عالية من الإحساس. كانت الكاتبة ومحررة التحقيقات البيلاروسية سفيتلانا أليكسيفيتش قالت الخميس إنها «فوجئت» باتصال الأكاديمية السويدية الملكية في ستوكهولم لإبلاغها بالفوز بجائزة نوبل في الأدب لعام 2015 . وكانت الأكاديمية قد اختارت قائمة الأسماء المرشحة الأوفر حظا لنيل الجائزة في أيار/مايو المنقضي، من بين 220 مرشحا، وهم الكاتبة والصحافية البيلاروسية سفيتلانا أليكسيفيتش والياباني هاروكي موراكامي والكاتب المسرحي النرويجي نجوجي واثيونج والكاتبة الأمريكية جويس كارول اوتس والروائي الأمريكي فيليب روث والكاتب الإيرلندي جون بانفيل. وتعد الكاتبة البيلاروسية الـ 14 في تسلسل النساء الحائزات جائزة نوبل للآداب في تاريخ الجائزة منذ عام 1901.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
31°
28°
Sat
30°
Sun
الافتتاحية