بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
تعد التجارب الشخصية معين ثر للكثير من الآفكار والرؤى المستقبلية ، لان للماضي جذور وثيقة تمدُ الى الحاضر . ولا يمكن الانطلاق الى الأمام دون وجود تاريخ يمهد لقيام حاضر يجمع خبرة طويلة من التجارب الانسانية تساهم في بلورة المستقبل من حيث علاقة قائمة على الأخذ والعطاء والنصر والحرب . ويعد كتاب ( تجربتي ) للسياسي العراقي باقر جبر الزبيدي او( بيان جبر) كما كان يطلق عليه ايام المعارضة العراقية ، واحدا من الكتب المهمة التي توثق التجارب الشخصية التي تحكي للاجيال الحالية مرحلة من التاريخ العراقي المعاصر قد يكون بعضها ان لم يكن اغلبها خافيا عن الكثير من العراقيين بفعل الماكنة الاعلامية في زمن النظام السابق التي عمدت الى اخفاء الكثير من الحقائق وحاولت تشويه صورة اغلب رموزها ( تجربة الزبيدي كتاب مفتوح على مشاحيف الجنوب ونهايات ( الشيب) وبدايات رحلة مع الخلية الايمانية الاولى عام 1963 حين وقف الامام الحكيم بحضور قادة حزب النظام العارفي وهو يتلو كلمة الترحيب بالمرجع الكبير حيث خطها يراع رجل من ال الصدر هو اية الله العظمى السيد اسماعيل الصدر ( قدس) فكانت هذه البداية هي ومضة الجهاد الاولى التي اطلقها الزبيدي وهو في بداياته الاولى حيث صلابة الموقف وجرأة الطرح . ولعل السرد هو العنصر السائد في كتب السيرة الذاتية لان توثيق امر مهم يحول الذاكرة الى أداة تسجل على اوارق الزمن ( هو كتاب اقرب الى السرد وابعد عن الكلام التسجيلي فيه يتحشد اول الحديث عن منفى وصور الشهداء من عائلته وابناء اشقائه ولازال يترسم ملامح وجه جنوبي بغدادي اصيل هو وجه حاذق ( ابن اخته الكبيرة ) وكيف اخذ بالمحارق على اجنحة الشر في المخابرات العراقية ) . ويمر الكتاب بمراحل يمكن ان تسمى عمرية من حيث الزمن ( ومابين حاذق وظلال البنادق في زمن المعارضة العراقية الاول والمنافي تمر المحطات المحورية في حياته فيعبر الزمن بين 1963 وعشية الانهيار الكبير للنظام في 9 نيسان ) . ولكن ما القناعة التي توصل اليها الزبيدي عبر هذه السنوات الطوال ( ان هذا التاريخ لم يكن تاريخيا وحدنا بل هو هذه المسيرة الممتدة في الافاق والافكار وقمصان الشهداء والتحالفات والجبهات السياسية وتاريخ اضافي من العمل النوعي في وزارة التخطيط والاذاعة والتلفزيون وخلية على الحدود العراقية السورية واخرى في اوربا للسياسة وبيروت وثلاث محاولات اغتيال والازال يتنفس الزمن الثوري الاول كما تتنفس رئة القتيل ريح الجنة بلا هواء ) . الكتاب ايضا لم يخفي الحاضر وبعض خفاياه التي لايعرفها سوى بعض المقربين من الاحداث (لقد ترك الكثير من اخوته في حركة المجاهدين العراقيين وصاياهم عنده واحتفظ بالكثير من تلك الوصايا ويعرف المسؤولية ستتضاعف كلما مر الزمن وامتدت السنوات بتجربة الدولة دون ان نقدم لاهلنا شيئا مما كتبناه وحلمنا به ايام كنا في خلايا الحلم الثوري ) .ولكن هل تجربة الزبيدي تجربة شخصية خالصة ام هي مزيج من تاريخ جهادي ونضالي خاضه الكثير من العراقيين على مختلف اتجاهاتهم وقومياتهم ومذاهبهم ( تجرية الزبيدي سلطت الضوء على واقع المعارضة العراقية اكثر من تركيزها على الجانب الشخصي وهو هدفه من كتاب التجربة ) والتجربة (ليست غناءا على اطلال المنفى ولن تشبه كتابات السيرة الذاتية للكثيرمن المناضلين لانها تقوم على اساس استعادة زمن الثورة من خلال روح الثوار والمجاهدين ) . كتاب (تجربتي) الذي صدر عن مركر الابحاث والدراسات السياسية بغداد /2015 يقع 317 صفحة من القطع المتوسط قسم الى مقدمة بعنوان ( كلمة لابد منها ) بقلم عمار البغدادي الى موضوعات اخرى منها : هجرتي ، التوجه الى المطار ، تأسيس المجلس الاعلى ، السفر الى طهران ، مؤتمربيروت ، الى الفضاء الدولي والعربي ، مشروع النقاط الخمس ، اصداء زيارتي الى واشنطن ، انتفاضة شعبان/ اذار 1991 ، قصتي مع الصدر ، اغتيال الامام ، قصتي مع قناة الجزيرة القطرية ، الانتفاضة في الاجواء السورية ، سقط النظام.. وماذا بعد؟ ، في وزارة الاسكان والاعمار ، في وزارة الداخلية ، هذا ما جرى في وزارة الداخلية ، في سامراء ..هذا الوطن منبيعه ،احداث 2006، مع غازي كنعان ، كلمات اخيرة في وزارة الداخلية ، في وزارة المالية العراقية ، حوار اخير مع الزبيدي ، “المؤامرة المزعومة “سنة1963 ، التحول الكبير ..الطريق الى الثورة مع ملحق للصور يوثق مراحل زمنية للزبيدي.
