الابداع والاهداف والغايات التربوية واضحة في نتاجاته وتوجيهاته الفكرية والعقائدية لانه تعامل مع واقع الاطفال من الجوانب النفسية والمعنوية والروحية وبطبيعته الانسانية عرف ما له من قيمة عند الاطفال وعمق علاقته الوطيدة بينه وبين الحيوانات وحبهم لها جعلهم جسدا فاعلا وناطقا في نقل المعرفة له والموعظة والاخلاق الحميدة والتهذيب النفسي فجاء اختياره للحيوانات بانواعها كرموز في قصصه منها المفترس ومنها الاليف اللذان يمثلان الخير والشر لتكون سبيلا فاعلا وبناء في تهذيب النفوس وارشاد للضمائر والعقول صوب الخير الفاعل والابتعاد عن الشر فكلاهما يسيران معا في دهاليز الحياة .
واخذ ينظم حكاياته ورواياته وفق الامثال والحكم ويدخل ايضا في نصوصها ومضامينها الروح الوطنية وترسيخها عند الطفل من خلال كتاباته الكثيرة عن الرموز المعروفة بالبطولة والشجاعة والدفاع عن الوطن كما قدم للطفل العراقي صورا بشعة للاحتلال الامريكي وجرائمه النكراء وجسمها في صور حيوانية مخيفة ومرعبة .
جاسم محمد صالح هو اديب قل نظيره في ادب الطفل حيث كُتبت عنه الكثير من البحوث والدراسات الجامعية وكثيرا من الشهادات في القصة والرواية والمسرحية لما له من مكانة متميزة ومرموقة في جميع المجالات الادبية والتربوية والثقافية وقد عرفناه ومنذ فترة طويلة جدا كاتبا رائعا وانسانا مبدعا مزج انسانيته بالابداع وابداعه بالانسانية.
عجز قلمي عن كتابة جماليات احترافه وابداعه في فن الكتابة للطفولة , هذه المرحلة التي تعد من اهم مراحل حياة الانسان , فعالم الطفولة يعد عالما خاصا بحد ذاته ولا يستطيع اي كاتب الولوج فيه الا انه ولج فيه وابحر في اعماقه بكل قوة وجدارة وتمكن ولهذا عدَّ من اشهر المتخصصين في ادب الطفولة قصة ومسرحية ورواية وسيناريو ومسرح دمى حيث كان يصوغ كلماته وافكاره باحترافية ودقة كبيرة.
بدا الكتابة منذ خمسة عقود وما زال يكتب ببراعة وسلاسة وصدق لايصال المعلومة الى ذهن الطفل لان ثقافة الطفل تتطلب من الكاتب موهبة حقيقية شانها شان اي ابداع اصيل.